هذه قضية صدر فيها حكم قضائي.. مطلوب من عزيزي القاريء ان يتوصل للحكم الصحيح من بين الاختيارات المطروحة في نهاية كل قصة، فقد يسعدك الحظ ونشر اسمك بالجريدة أكتب الينا علي عنوان أخبار الحوادث شارع الصحافة مبني الاعلانات أو بالفاكس أو علي الايميل [email protected] هكذا قال الناس عن علاقة المهندس الشاب سمير بأبيه نبيل أفندي في الأيام الأخيرة.. الابن البار ترك أباه فجأة يعي وحيدا لأول مرة.. والأب الحنون كان لا يبرح نافذة شقته مساء كل ليلة إلا إذا شاهد سيارة سمير قد عادت به من عمله.. وفي الأيام الأخيرة تغير هو الآخر، وصار كالمعتكف داخل بيته! ولأن أحدا لا يترك أحدا في حاله فقد انشغل الجيران بما حدث داخل الشقة رقم 13.. ادعي البعض أن سمير سافر للخارج.. وتبدد هذا الادعاء حينما شاهد البعض الآخر سمير يقيم في أحد الفنادق بوسط القاهرة.. وأشاع كثيرون أن سمير حينما قرر الزواج من أجمل نساء الحي رفض أبوه بإصرار أن يرتبط ابنه بامرأة اعتادت الزواج والطلاق من قبل حتي وصل رصيدها إلي أربعة رجال في قائمة حياتها الخاصة! لكن هذه الشائعة تبددت هي الأخري بعد أن أعلنت الحسناء عن زوجها الخامس.. وكان كوافير الحي الشهير.. وعاد الناس ينشغلون بسر التحول الخطير في علاقة الأب وابنه التي كانت مضربا للأمثال ونموذجا مثاليا أصابه الحسد.. ويبدو أن الأب أراد أن يمنع القيل والقال فذهب إلي ابنه يرجوه العودة.. ودار بينهما حوار بدأه الأب ثائرا.. وانهار باكيا: لقد تسببت في أن نكون هدفا للشائعات أنا وأنت بعدما أنفقت عمري في تربيتك.. ولا تكن جحودا.. وعد للبيت. بشرط ألا تتزوج من فتاة في عمر ابنتك. هذا حقي ياولد.. ولا تتجاوز حدودك. من حقي أن اعترض يا بابا. تعترض نعم لكن لا تتمرد لن تدخل امرأة بيت أمي هل تعترض علي فكرة الزواج أم علي العروس الصغير؟ بصراحة.. الاثنان معا.. أمي مازالت تعيش معنا في شقتها فكي تأتي لها بضرة؟ وهنا بكي الأب.. وخفت صوته! أمك.. وأين أمك يا سمير.. كانت تغنيني عن كل رجال ونساء العالم.. أعرف أنها تعيش معنا في شقتها.. رائحتها وطيفها وذكرياتها.. لكنك لا تفهم يا بني أن كل هذه الأشياء لن تسد احتياجات الواقع.. كانت امك تمنحك وتمنحني ما يناسب علاقتي به كزوج.. لقد كنت لك يا سمير أبا وأما في وقت واحد.. فلماذا تريد أن تحرمني من حق واحد اجازه لي الشرع والقانون! ودمعت عينا الابن.. ثم همس لأبيه قائلا: تزوج يا أبي.. عش مع زوجتك في مكان آخر غير هذه الشقة.. دعني وأمي في هذا المكان لم تمت فيه ذكريات أمي بعد! هب الأب واقفا وكأنه أزاح عن صدره كابوسا ثقيلا: اتفقنا يا سمير.
باع الأب قطعة أرض يمتلكها في الريف.. اشتري شقة صغيرة في القاهرة.. تزوج صفاء.. وعاد الابن إلي شقة أبويه.. وتغيرت حياة الأب والابن معا.. دبت الدماء في عروق العجوز ولمع بريق الشباب في عينيه وهو يكتشف أن الحاضر قد يهزم الماضي إذا تولت أمر الحاضر امرأة جميلة!.. أما سمير فقد تزوج بعد عام من زميلته بالشركة فإذا به يكتشف أنه دخل الجحيم بقدميه.. فالمرء قد يحتمل جحيم النار، لكنه لا يحتمل جحيم امرأة وسبحان مغير الأحوال.. ذهب الابن إلي أبيه يشكو عذابه مع زوجته، ويبلغه أنه علي وشك الانفصال عنها.. بينما تتدخل زوجة الأب الشابة وتتوسط بين سمير وزوجته مرة ومرات دون جدوي.. وفي النهاية لا يجد سمير حلا غير تطليق سميرة التي أرادت أن تلقنه درسا فتركت له طفلهما الصغير.. لكن زوجة أبيه صفاء أصرت علي تربية الطفل في بيت جده.. خاصة أنها لم تنجب بعد!
عامان.. وتغيرت الأحداث فوق مسرح الحياة.. ومن منا يدري أحداث كل فصل جديد يفرض نفسه علي حياته.. مات الأب.. واكتشف سمير أن استقراره مهدد.. خاصة بعد أن حضر عمه وأصر علي تسلم الطفل بعد أن صارت صفاء غريبة وأجنبية عن الجميع.. انتزعوا اشريف من أحضان صفاء في مشهد مأساوي.. كلاهما كان يتشبث بالآخر.. الصغير يعتقد أنها أمه.. وصفاء لا تريد أن تحرمه من هذا الوهم حتي يصبح قادرا علي مواجهة الحياة!
وهرب سمير إلي خارج مصر. اقتنص فرصة عمل في دولة عربية مجاورة تألم وهو يفارق ابنه الصغير الذي لا يكاد يستقر علي أم له حتي تختفي من حياته.. كان عزاء سمير الوحيد أن عمله بالخارج سوف يوفر مستقبلا مضمونا لابنه.. قرر ان يدخر كل دخله في بلاد الغربة ليكون رصيدا لشريف حينما يكبر. لكن هيهات فالأخبار التي تأتي من مصر غير مشجعة.. صفاء تزوجت.. وشريف مريض تتدهور حالته.. عرضوه علي كبار الأطباء، أدخلوه المستشفيات دون جدوي اختلف تشخيص أساتذة الطب.. وفشلت كل صنوف الدواء.. وطار الخبر إلي صفاء.. لم تتردد.. ذهبت تزور سمير.. تعلق بها الصغير.. نام فوق صدرها وهو الذي حير الجميع بأرقه المستمر وبكائه الذي لا ينقطع.. ضرب الناس كفا بكف.. وأصرت صفاء علي أن تأخذه إلي شقتها ليبيت معها.. انفجر زوجها.. صرخ فيها يهددها بأنها تخرب حياتها بيديها.. خيرها بين الطفل الغريب وبيته كزوج له حق الطاعة! فجرت صفاء المفاجأة.. أصرت علي الطلاق حماية لصغير يحبها بجنون دون أن يعرف هويتها.. واهتزت أسلاك البرق. أرسلوا إلي سمير بقصة ابنه مع صفاء.. قطع عمله وصفي التزاماته وعاد علي أول طائرة إلي مصر.. هرول إلي بيته بكي طويلا حينما فتحت له صفاء الباب وشريف نائم فوق ذراعيها ويبدو أن دموع سمير لم تكن من نوع الدموع التي يعرفها الناس.. كانت مولدا يشهد إشراقة حب كبير لا ترويها الأساطير حيث موطنه الملائم! وارتجف قلب صفاء كأنه يرد علي رسالة الحب بأرق منها!
ونشط الحب الوليد بعد أن علم سمير أن عدة صفاء قد انفضت بعد طلاقها! أيام.. وكان سمير وصفاء يجلسان وبينهما المأذون سافرا إلي الإسكندرية لقضاء شهر العسل.. لكن كيف يعيش العسل في إناء له طعم الحنضل.. فوجيء الزوجان بعد عودتهما بدعوي رفعها عم سمير أمام المحكمة يطلب فيها التفريق بين ابن شقيقه وصفاء التي كانت زوجة لأبيه.. ودفع سمير ببطلان ادعاءات العم لأن صفاء سوف تظل إلي الأبد زوجة الأب لسمير وزوجة الجد للحفيد.. فكيف تكون زوجة الجد للحفيد هي نفسها زوجة الأب لشريف.. وقررت المحكمة تأجيل الدعوي للنطق بالحكم.
عزيزي القارئ لو كنت القاضي في هذه الدعوي فبماذا تحكم؟ رفض دعوي العم لأنها مرفوعة من غير ذي صفة الفريق بين سمير وصفاء قبول الدعوي شكلا.. ورفضها موضوعا حل العدد السابق تطليق عبير للضرر