يعد الملك سلمان بن عبد العزيز العاهل السعودى الجديد، من العاشقين لتراب مصر، حيث تؤكد الوثائق والأحداث التاريخية، ارتدائه الزى العسكري المصري، في حرب العدوان الثلاثي على مصر في العام 1956، قبل أن يتم عامه العشرين، للدفاع عن الشعب المصري، الذي كان يقاتل فرنسا وإسرائيل وإنجلترا. ووقف وقتها الامير سلمان تاركا لقبه "الأميري" وراء ظهره، أمام ضابط مصري، بانتظار التعليمات العسكرية الأخيرة، لتدشين مهمتهم في الدفاع عن مصر خلال حرب العدوان الثلاثى. ويؤكد الخبراء والمحللون أن الملك سلمان، يفاخر حتى الآن بأنه تطوع «عسكريا» مع اثنين من أشقائه للدفاع عن مصر خلال تعرضها للعدوان الثلاثي، ولم تتوقف مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي عن تبادل هذه الصورة القديمة، التي تعرضه مرتديا الزي العسكري إلى جوار شقيقيه، فهد وتركي، للتدريب على صد العدوان الذي شنته إسرائيل وبريطانيا وفرنسا على أرض الكنانة. لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فقط، فقد سارع سلمان إلى تشكيل لجنة لجمع التبرعات لصالح أهالي السويس، الذين شردوا من جراء العدوان الثلاثي، وفقدوا منازلهم ومصادر دخلهم، وتولى سلمان رئاسة اللجنة، التي حملت اسم «لجنة التبرع لمنكوبي السويس". وبعد 17 عاما من تلك الواقعة، كان للملك سلمان نصيب آخر في التعبير عن علاقته الخاصة بمصر والمصريين، فما إن اندلعت حرب أكتوبر 1973، التي قررت مصر من خلالها استعادة الكرامة العربية وتحرير الأرض، حتى دشن سلمان لجنة جديدة لجمع التبرعات لصالح الجيش المصري، وكالعادة، تولى رئاسة تلك اللجنة، التي حملت اسم "اللجنة الشعبية" لدعم المجهود الحربي في مصر. كل هذه الوقائع، فضلا عن الأحاديث الشخصية للملك سلمان بن عبدالعزيز، دفعت الكثير من الدبلوماسيين إلى التأكيد على أن خادم الحرمين الشريفين مصري الهوى، يدرك أهمية أرض الكنانة، وحقيقة دورها، ومصيرها المشترك مع المملكة السعودية وخير شاهدًا على ذلك وقوف المملكة بجانب مصر في ثورة الثلاثين من يونيو.