تقدم فرقة أوبرا القاهرة لمدة أربعة بداء من 20 يناير الجاري إحدى العلامات المضيئة والبارزة فى تاريخ الفنون الجادة "أوبرا عايدة" على المسرح الكبير بمشاركة فرقة بالية أوبرا القاهرة تحت إشراف أرمينيا كامل وبمصاحبة أوركسترا اوبرا القاهرة قيادة المايسترو الايطالى ديفيد كريشنزى وكورال أكابيلا بقيادة الدو مانياتو. تعد أوبرا عايدة نموذجاً متفرداً وحالة فنية شديدة الخصوصية ونموذجا لتفاعل الفنانين الأجانب مع التاريخ والحضارة الفرعونية، حيث كتب نصها الغنائي (الليبرتو) الإيطالى جيسلا نزوني ووضع موسيقاها مواطنه العالمى جوزيبى فيردى ونسج قصتها عالم الأثار الفرنسى ( أوجست ماريت ) تخليداً لانتصار المصريين على الأحباش وتجسيداً للصراع بين الواجب والعاطفة.. حيث يقع قائد الجيش المصرى "راداميس" فى غرام الأميرة الحبشية "عايدة" بعد أسرها ومحاولة الفرار من فرعون مصر الذى اكتشف خطتهما وحكم على القائد راداميس بدفنه حياً لاتهامة بالخيانة العظمى لتنتهى الأوبرا باستسلامه فى قبره الذى سبقته إليه عايدة. يؤدى الأدوار الرئيسية نخبة من النجوم الإيطاليين ونجوم فرقة اوبرا القاهرة هم السوبرانو إيمان مصطفى بالتبادل مع انجيلا دوتاردو فى دور عايدة، والتينور باولو لارديزون بالتبادل مع ليوناردو جرامينا فى دور راداميس، والباريتون مصطفي محمد بالتبادل مع ستيفنو ميو فى دور أموناصرو، والميتزوسوبرانو هالة الشابوري بالتبادل مع جولي فيظي فى دور أمنيرس، الباص باريتون عبد الوهاب السيد فى دور الملك، الباص رضا الوكيل في دور رامفيس، السوبرانو جيهان فايد في دور كبير الكهنة والتينور ابراهيم ناجي بالتبادل مع أسامة على في دور الرسول. الجدير بالذكر أن أوبرا عايدة كتبت خصيصا لتقدم ضمن الاحتفالات بانتهاء حفر قناة السويس عام 1869 ولكن عدم الانتهاء من وضع موسيقاها حال دون ذلك، وظهرت لأول مرة فى 24 ديسمبر عام 1871 على مسرح دار الأوبرا القديمة وتتميز بالديكورات الفخمة التى تعكس عظمة تاريخ مصر وتراثها الحضارى وبالأعداد الضخمة للعارضين والمجموعات، كما نال أحد مقاطعها الموسيقية الذى يصور لحظة الانتصار (مارش النصر) شهرة واسعة ولاقت نجاحاً كبيراً عند عرضها فى مختلف دول العالم.