طالب قسم الهندسة الوراثية بمدينة الأبحاث العلمية بالإسكندرية، بضرورة تدخل الدولة بشكل حاسم لإنهاء حالة الجدل بين علماء الخلايا الجزعية ورجال الدين، حول كيفية استنساخ تلك الخلايا لعلاج الكثير من الأمراض المستعصية للمرضى كالأورام السرطانية، وأمراض الكبد والكلي والأمراض الفيروسية، مؤكدين أن جميع التجارب التي تم إجراؤها بالتعاون مع كلية طب قصر العيني على مرضى الكبدي الوبائي بالخلايا الجزعية حققت نسب نجاح تراوح ما بين 65% إلي 89%، وكان قد تم تجربت ها على 140 مريضًا. وقد أكد الدكتور دسوقي أحمد عبد الحليم، أستاذ الهندسة الوراثية بمدينة الأبحاث العلمية، على أن الخلايا الجزعية تمثل آمالا حقيقية في علاج الكثير من مرضى الأمراض المستعصية، وعلى رأسها الأورام السرطانية والفيروسات الوبائية والكبد، والكلى، إلا أن الجانب الأخلاقي لا يزال يقيدها، موضحا أن بقايا الإنسان في العادة تكون داخل تلك الخلايا، وعلى الأخص في منطقة الحبل الشوكي، بالإضافة إلى وجود تلك الخلايا الجزعية بوفرة داخل الأجنة. وأوضح دسوقي، أن السبب الحقيقي لرفض تكنولوجيا الخلايا الجزعية هو عدم وجود ضمانة حقيقية لأخلاقيات الاستخدام، مشيرا إلى أن الأخلاقيات العلمية والدينة ترفض قتل روح قد تكون موجودة بالخلايا الجزعية لإنقاذ روح آخر أو كائن آخر، مطالبا بسرعة إيجاد تشريع قانوني من أجل إحكام السيطرة على الجانب الأخلاقي. وأكد أستاذ الهندسة الوراثية أن الخلايا الجزعية تتكون من نوعين، نوع متخصص موجود بالكبد والكلى وقادر على إعطاء أعضاء متكاملة للكبد والكلى، ويمكن من خلاله الاستغناء عن عملية نقل الأعضاء، وما يسببه من أخطار وأعباء على المريض والطبيب، مشيرا إلى أن النوع الآخر غير متخصص ويعيش بجوار الحبل الشوكي والأجنة، ويمكن من خلاله تصنيع إنسان كامل أو استنساخه، وهو أمر مرفوض تماماً من جميع الشرائع السماوية. فىي سياق متصل، أوضح الدكتور وائل أبو الخير أستاذ الخلايا الجزعية وسكرتير عام الجمعية المصرية للخلايا الجزعية، أن الخلايا حلت الكثير من الإشكاليات الصحية المعقدة، ويجب أن يتم التعامل معها على أنها علوم استطاعت أن تنقذ الحياة البشرية، مبينا أن القيود الدينية تقف حائلا ضد التقدم التكنولوجي، خاصة بعد أن منع الرأي الديني من التوسع فيه بشكل واسع، مطالبا بضرورة إصدار فتوى دينية تعيد إحياء مشروعات العلاج بالخلايا الجزعية. ويطالب أبو الخير بضرورة إنشاء مراكز وبنوك قومية لخلايا الحبل السري، أسوة بدول العالم الأخرى, حيث يوجد الآن 54 بنكا لخلايا الحبل السري على مستوى العالم, ويجب على مصر الإسراع لإنشاء هذه البنوك القومية للأبحاث والعلاج المستقبلي.