مع تقديرى للإعلامي المحترم وائل الإبراشي الذى أحب متابعته واقدر حياديته,إلا انه قد تجاوز الحد مع الشيخ محمد حسان فى الحلقة التى كان الشيخ حسان فى ضيافته فى برنامجه الحقيقة قبل أيام قليلة. فالحلقة تناولت فى البداية موقف الشيخ حسان من مبادرته التى أعلنها من اجل الاستغناء عن المعونة الأمريكية وقد شرح الرجل مبادرته بكل وضوح,مع أن الأمر لا يتطلب ولا يحتمل تأويلا ولا تفسيرا,فشرفاء المصريين جميعهم سعدوا بهذه المبادرة التى شعرنا فيها إننا أصحاب كرامة ونستطيع أن نرفض ونأخذ موقفا من الولاياتالأمريكية إذا حاولت هى إذلالنا بمعونتها كما كانت تفعل من قبل,وكم كنا نحترق أيام العهد البائد حينما كانت تلوح أمريكا بقطع المعونة,وكم كنا نتمزق حينما نتجرع كاس الهوان ونحن نرى هذه الذل ولا نستطيع أن نفعل شيئا. والحمد لله أن رأينا اليوم الذى نقول فيه للإدارة الأمريكية :"إننا لا نريد معونتكم واذهبوا بها إلى الجحيم, فنحن أصحاب سيادة لا نقبل الدنية فى بلدنا". لكن للأسف خرج علينا المتأمركون يطعنون فى الشيخ حسان ويسبونه بأقذع الألفاظ,وكيف لا يفعلون وهم الذين ارتوت أمعائهم ونبتت لحومهم من أموال أمريكا.لكن الشرفاء لا شك تفهموا مدى الغل والحقد الذى يكنه هؤلاء لاى مشروع يحررنا من أمريكا و معونتها. وعموما سارت الحلقة بشكل طيب إلا أن بدأ الأستاذ وائل الإبراشي بتغير مسار الحلقة,حيث جعل الشيخ حسان فى موضع الاتهام ونصب نفسه قاض للتحقيق وبدا فى استقبال الرسائل من الموتورين والمخالفين للشيخ حسان بصفة خاصة وللتيار الإسلامي بصفة عامة. ومع غضب الشيخ حسان مما حدث ورفضه لهذا المنهج, إلا أن الأستاذ وائل أصر على استمرار الحوار بهذه الطريقة,الأمر الذى جعل الحلقة جافة وباهتة. وبغض النظر عن الحلقة وما دار فيها من شد وجذب وجفاف وجفاء ,لاحظت أن الأسئلة دارت حول مشايخ السلفية الذين كانوا يحرمون المظاهرات فى عهد مبارك ثم قبلوها إبان ثورة يناير. والحقيقة أن هذا السؤال تكرر كثيرا فى الآونة الأخيرة, والمرددون له يهدفون الإساءة إلى الإسلاميين محاولين إظهارهم على أنهم علماء الأنظمة الديكتاتورية وبالطبع هم أصحاب أجندات تخالف وتعارض الإسلاميين وهم السواد الأعظم ,كما يردد هذا السؤال أيضا بعض من الشباب الثائر الذى لم يعايش الفترات الحالكة التى عاشها الإسلاميون وقد تأثر بوسائل الإعلام المشبوهة التى اعتادت على تشويه الإسلاميين بمناسبة وبغير مناسبة . ولمن لم يقرأ التاريخ جيدا عليه أن يعلم بأن الإسلاميين كانوا أكثر من تصدى لنظام الحكم الديكتاتوري على مدى العهود الثلاثة بدءا من عهد جمال عبد الناصر والسادات وأخيرا مبارك. فالإخوان فى عهد عبد الناصر ذاقوا عذاب لا طاقة لأحد به,والسجون الحربية تشهد على المذابح التى حدثت لهم وجبل المقطم يشهد كذلك على احتضانه لجثث الإخوان الذين دفنوا فيه بعد أن فارقوا الحياة متأثرين بشدة التعذيب. فقد كان الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين بمثابة استحلال الدماء والأعراض على مدار حكم عبد الناصر. ثم تولى السادات الحكم واستخدم الإسلاميين فى مجابهة الشيوعيين والاشتراكيين وفلول عبد الناصر,ودام شهر العسل بين السلطة والإسلاميين حتى انتهى بمقتل الشيخ الذهبى وإعدام مصطفى شكرى صاحب جماعة التكفير والهجرة المنشق عن الإخوان بعد أن انسلخ من الجماعة وكون جماعة التكفير والهجرة بعد أن لاقى ويلات العذاب فى سجون عبد الناصر الأمر الذى جعله يخرج عن صحيح الإسلام. بعدها ذهب السادات للكنيست وطفق فى محادثات السلام الذى رفضه اليساريين قبل الإسلاميين وحاربه الداخل والخارج,وانتفضت الجماعات الإسلامية وخططت لاغتياله وهو ما حدث بالفعل. بعدها بدأت الحرب الشرسة على الإسلاميين سواء الذين اشتركوا فى عملية الاغتيال أو الذين لم يشتركوا,فقد نكل مبارك بالإسلاميين اشد تنكيل وحاربهم وذويهم فى أعمالهم وارزقاهم, وفتحت المعتقلات على مصراعيها لكل من كان له نشاط أو لم يكن,بل أصبح كل من أطلق لحيته اقتناعا بأنها أتباع لسنة النبى, إرهابي قاتل, وكل من حافظ على صلاة الفجر, ناشط يستحق استجوابه فى مباحث امن الدولة لمعرفة ميوله, وميول أقاربه ومعرفه ما الذى دفعه للمواظبة على الصلاة. كنا نسير فى الشوارع إبان فترة الثمانينات والتسعينات ونرى امن الدولة يستوقف كل من أطلق لحيته بشكل عشوائى ويحتجزه بالشهور وربما لسنوات بدون سند قانونى. لقد تبارى وزراء داخلية مصر فى عهد مبارك فى إثبات من هو الأجدر فى قمع الإسلاميين وتعذيبهم لدرجة أن ذكى بدر وزير الداخلية المجرم فى منتصف الثمانينات لم يجد حرجا فى أن يقول انه سيضرب بالرصاص الإسلاميون فى سويداء القلب. فى هذا الوقت الكئيب لم يكن الاعتقال والتعذيب ينتهى عند المعتقل وحده بل كان فرض وواجب على امن الدولة ان يعتقلوا ذوى المعتقل ان احتاجوا لذلك,ولا مانع من هتك عرض نسائهم أو إذلال شيخ كبير والد معتقل أو إهانة أمه أو أخ صغير لم يتجاوز سن الطفولة. ومن هنا بدأت المواجهات المسلحة بين الإسلاميين والسلطة, ووصلت لحد أن بادر اللواء عبد الحليم موسى وزير الداخلية وقتها بعمل مبادرة لفتح حوار بين الداخلية والجماعات الإسلامية,وما دفعه لذلك إلا لهول المواجهات التى وقعت بين الاثنين لوقف نزيف الدماء والعنف والاغتيالات التى طالت رموز النظام ,وبعنجهيته المعتادة رفض مبارك المبادرة وأقال اللواء عبد الحليم موسى وعين بدلا منه اللواء حسن الألفي الذى استقبلته الجماعات الإسلامية بمحاولة فاشلة لاغتياله,وعظمت المواجهات المسلحة وأصبح من الطبيعى ان ترى فى الجرائد اخبار عن الهجوم على قسم شرطة, او مقتل ضباط قيل عنها أنها تسئ معاملة الإسلاميين,أو خبر مقتل مدير امن مثلما حدث مع اللواء الشيمى مدير امن أسيوط. فحينما ذهبت قدرا لأسيوط فى هذه الفترة الحالكة لقضاء بعض المصالح هناك وجدتها ثكنة عسكرية, فالقوات الخاصة بملابسها السوداء وكامل عدتها, كانت تنتشر فى أسيوط بشكل هستيرى, وعلى مدار أربع أيام فى العاصمة أسيوط, لم أرى بعينى ملتحيا واحدا, اللهم إلا شاب صغير على طريق الكورنيش كان يقود دراجة ورأيت بنفسى كيف توقفت سيارة البوكس بجواره,ونزل منها أربعة شرطيين انزلوه من على الدراجة التى كان يقودها وركلوها بعيدا عن الطريق وأودعوه البوكس وسط صراخ هذا الفتى الذى كان يسألهم أن يصحبوا دراجته معهم حتى لا تسرق. نعم أسيوط كلها لم أرى فيها ملتحيا واحدا الا هذا الشاب الذى اقتادوه من الطريق,فهكذا وضعت الداخلية عشرات الآلاف من الإسلاميين داخل المعتقلات وجففوا منابعهم. وبعد أحداث الأقصر التى أقيل فيها الألفى وتولى الوزارة حبيب العادلى.أصبح الحوار بين النظام والإسلاميين أمر لابد منه,فحدث الاتفاق بينهما فيما عرف بمبادرة وقف العنف وتوقفت الجماعة الإسلامية عن أنشطتها وكفلت الداخلية لهم عدم ملاحقة ذويهم والتنكيل بهم والكف عن التعذيب المفرط الذى كانوا يلاقوه. وبدأت مرحلة جديدة مع كل الإسلاميين وخاصة السلفيين,حيث لجئت الداخلية إلى حصارهم فى كل مكان وتوحشت مكاتب النشاط الدينى فى مباحث امن الدولة وكان على كل من أطلق لحيته أن ينتظر كل يوم بعد الواحدة صباحا وقبيل الفجر إلى زوار قتلة نزعت منهم الإنسانية,يقتحمون المنازل وينتهكون حرماتها ويبثون الرعب فى قلوب ساكنيها ليقتادون بعدها من ذهبوا لاعتقاله ولا باس لو اخذوا أخوه أو ابنه أو أبيه فى حال عدم وجود المطلوب اعتقاله وسط بكاء ونحيب الأطفال والنساء الذين يعرفون ما سوف يتعرض له معتقلهم من عذاب فضلا عن فقدان عائلهم ومصدر إعاشتهم. وفى مقار امن الدولة تتجرد الإنسانية من إنسانيتها ويتعرض المعتقل لشتى ألوان العذاب الجسدى والنفسى,فقد كان منهج هؤلاء أن يكسروا الإسلاميين نفسيا ومعنويا,ففى الفترة التى يتم الاستجواب فيها يتعرض الشخص لشتى أنواع التعذيب من ضرب وتعليق مثل الذبائح وصعق بالكهرباء فى الأماكن الحساسة وسب وشتائم.وفى الفترة التى لا يتم الاستجواب فيها, يجلس المعتقل فى غرفة الحجز مع عشرات المعتقلين فى غرفة لا تتجاوز الثلاثة أمتار فى أربعة أمتار يستمع فيها إلى وصلات من الصراخ والبكاء والنحيب لمعتقلين آخرين. اى أذى نفسى واى إجرام هذا الذى كان يحدث,واى حاكم مجرم ونظام قذر الذى كان يفعل هذا؟ لاشك أن هذه الأفعال الإجرامية التى حاصرت الإسلاميين جعلتهم اقل صوتا وأكثر هدوءا, فمن كان يخالف هذا فالاعتقال كان السبيل الوحيد للتعامل مع أصحاب الرأي منهم والحبس الاحتياطي الذى كان يدوم عشرون عاما على سبيل الاحتياط. ليس هذا فحسب بل أن الأمر وصل لدرجة الاعتقال لكل شخص يحاول مساعدة اسر المعتقلين وهذه كانت تهمة فى حد ذاتها.فالإسلاميون إذا ما اعتقلوا كان الخراب والذمار لا يلحق بهم وحدهم, بل لذويهم أيضا. لا شك أن الجماعات الإسلامية عليها مآخذ إبان فترة عنفها مع الداخلية,لكن هذا لا يسمح للنظام القذر أن يهتك أعراضهم وذويهم ويضربهم فى سويداء القلوب دون محاكمات, ويجوع أسرهم, ويأخذ العاطل والباطل بذنب لم يقترفوه.وان كنا نرى أنهم استخدموا العنف تجاه الداخلية وقيادتها وضد السلطة, فهذا كان رد فعل وليس فعل. فليس من المعقول أن نبيد البشر لكون تعرض سيادة المخلوع فى أديس أبابا لمحاولة اغتيال فاشلة وليتها ما فشلت فمقتل هذا الرجل الآن بعد معرفة جرائمه أصبح مطلبا قوميا. فقد مارس المخلوع بواسطة آلته البوليسية إرهابا رهيبا ضد الإسلاميين لا سيما الجماعات الإسلامية والسلفيين الذين ينكر عليهم البعض الآن لماذا كنتم لا تسمحون بالمظاهرات؟ وحقيقة إنني حينما استمع لأحد يقول هذا أعود بذاكرتي لنكات الخواجة بيجو وحمادة سلطان واضحك منها حتى استلقى على ظهرى من كثرة الضحك. فمن يقول بهذا لا يخرج بين اثنين,أولاهما انه جاهل لا يعرف شيئا فى حياته عن تاريخ الإسلاميين فى مصر وعن تاريخ وسجلات التعذيب والقتل والمقابر الجماعية التى صنعها النظام لهم ولعل اقرب ما شاهدناه هى المقبرة الجماعية التى وجدوها فى مقر امن الدولة بالبحيرة حينما تم مهاجمة مقار امن الدولة بعد ثورة يناير,وثانيها انه خبيث لئيم كاره للإسلاميين بعد أن وصلوا للسلطة ولا يستطيع إلا أن يخرج البغضاء من قلبه,وتحت تأثير هذا الكره الشديد يمكن لهؤلاء أن يقولوا اى شئ أحمق مثلما قال محمد أبو حامد مثلا أن الإخوان يستعدون لمواجهة الجيش مواجهه مسلحة وهم يجمعون السلاح من ليبيا لهذا الغرض. إن هؤلاء الذين ينتقدون الإسلاميين لكونهم لم يحرضوا الناس فى السابق على المظاهرات وخرجوا فى ثورة 25 يناير لم يعرفوا أن هؤلاء كانت تحسب أنفاسهم فى امن الدولة وكان المرشدون يحيطون بهم من كل جانب. هؤلاء لم يعرفوا أن الشيخ نشأت احمد والشيخ فوزى السعيد خطيبى مسجد التوحيد الذى كان يرتاده 50 ألف شخص ليسمعوا خطبهم,حينما انتقدوا السلطة مثلهم كمثل الليبراليين واليساريين وضعوا فى السجون ولفقت لهم القضايا فورا وحول مسجدهم الى دار مناسبات لا يصلى فيه إلا بضع أفراد. إن هؤلاء لا يعرفون ان النظام كان لا يحارب إلا الإسلاميون فقط وحينما فتحت الحدود عبر معبر رفح وذهب مجدى حسين رئيس حزب العمل إلى غزة لمناصرة إخواننا فى غزة سجنه النظام ثلاث سنوات بدعوى انه لم يأخذ تصريح للسفر,بينما وائل عباس الناشط الليبرالى المدعوم من الفريدم هاوس حينما فعل هذه الفعلة نفسها لم يتعرض له احد؟ إن هؤلاء المتشدقون لم يدركوا أنهم تجاهلوا شهيد التعذيب سيد بلال ولم يتعاملوا مع قضيته مثل خالد سعيد فقط لكونه انتمى للتيار الإسلامي ,أليست قضية سيد بلال قضية حقوقية أيضا مثلها مثل قضية خالد سعيد؟أين الإعلام المتشدق من والدة سيد بلال وأخيه وابنه الرضيع وزوجته وأسرته التى تركها بسبب الظلم والبطش.ان هؤلاء تركوه لكونه ينتمى للتيار الإسلامي وقبل الثورة ما كان يجرؤ احدهم أن يسلط الأضواء على هذه القضية لأنها خط احمر حتى لو من باب الفانتازيا الإعلامية.وبعد الثورة لم يفعلوا أيضا لكونه إسلاميا. إن هؤلاء الذين ينتقدون الإسلاميين الان كان يستخدمهم نظام مبارك للتغطية على الفتك بالإسلاميين,فما كان احد يريد أن يتقرب للنظام إلا وكان يطلق عنان قلمه ليشوههم وليصفهم باخس وأقذر الصفات والنعات. لم يقل احدهم أن العنف المضاد الذى مارسه الاسلاميين اثناء قترة التسعينات كان بسبب تصرفات وأفعال النظام الغاشم,بل كانوا يصفقون دوما لوزراء الداخلية فى الوقت الذى كان الإسلاميون يتصدون للبطش بهم وبذويهم. ثم اية مظاهرات التى كنتم تريدون الإسلاميين ان يشاركون فيها ثم يفتك الامن بهم بعد ذلك؟هل هى وقفات الاحتجاج على سلم نقابة الصحفيين التى لم تتجاوز المائة فرد؟أم مظاهرات الاحتجاج التى كانت تنظمها 6 ابريل وكفاية ولم تتجاوز 300 متظاهر؟ أنا لا أهون بالطبع من هذه المظاهرات التوعوية التى كانت تحتج على سياسة النظام,لكن ليس من المعقول أن يشارك الإسلاميون فى هذه الوقفات التى لا تستغرق الساعة, ثم يحبسون حبسا احياطيا قد يصل لسنوات طويلة تشرد فيها أسرهم ولن ينالون بعدها من إعلام مبارك إلا التشويه والظلم. لقد خرج الإسلاميون فى ثورة يناير لكونها كانت غضب شعبى وطوفان عارم يدق المسمار الأخير فى نعش النظام وليس لكونها مظاهرة توعوية احتجاجية. واقدر أنهم لم يخرجوا من أول يوم فى الثورة ولو كانوا قد خرجوا لكانت مجزرة لهم ولكل الثوار وسيكون للنظام حجته أن الإرهابيين القتلة يريدون قلب نظام الحكم وان إيران وحماس هم الذين يحركونهم,فقد قيل هذا بالفعل يوم 25 يناير دون أن يشارك الإسلاميون,فما بالكم لو شاركوا بالفعل. أمر عجيب لهؤلاء الذين ينتقدون الإسلاميين فى كل وقت وحين,فإذا خرجوا مشاركين قالوا سرقوا الثورة وإذا لم يشاركوا فيها قالوا خانوا الثورة وإذا قالوا نشارك فى الحياة السياسة قالوا هم يكفرون بالديمقراطية فلماذا يشاركون وإذا اعتزلوا العمل السياسى قالوا إنهم إرهابيون غير أسوياء,تماما كما كان جحا وابنه يركبون الحمار معا فقال الناس هل رأيتم قسوة وظلم على الحمار أكثر من ذلك الأب وابنه يركبون حمارا واحدا ولا يرحمونه.وحينما نزل جحا من أعلى الحمار وترك ابنه يركب, بمفرده قال الناس أرأيتم سوء التربية,الولد يركب الحمار ويترك أبيه المسن يمشى على قدميه,وإذا ركب الأب وترك ابنه يسير على قدميه قال الناس ما اقسي جحا لم يرحم ابنه الصغير وجعله يمشى على قدميه,وإذا نزلا الاثنين من على الحمار, قالوا ما فائدة الحمار الذين اشتروه وهم لا يركبونه,وإذا حمل جحا وابنه الحمار اتهمهم الناس بالجنون. هكذا يتعامل الإخوة الليبراليين مع الإسلاميين, لا يعجبهم اى شئ يفعلونه حتى لو كان ما يفعلونه أمر ينفع الوطن ويجلب الخير. لقد شن الأستاذ وائل الإبراشي الذى ما زلت أحبه واقدره واحترمه هجوما عنيفا على الشيخ محمد حسان وقد قال له الشيخ دعنا من محمد حسان واتركنا مما سبق ودعنا نبنى ولا نهدم,لكن الإبراشي أصر أن يبحث غير متعمقا فى الماضى الأليم وأراد أن يأتي بسؤالا من هنا ومن هناك بغرض إحراج الشيخ وعمل حلقة نارية. لكن لو تفكر الأستاذ وائل الإبراشي فى نفسه وفى الماضى أيضا سوف يعرف ما قاله الشيخ حسان عن البناء وليس الهدم. فيمكننا القول يا أستاذ وائل انك تعمل فى قناة احد مخربين مصر, واحد الذين استولوا على خيراتها احمد بهجت,فكان عليك أن كنت تحترم مهنتك وألا تعمل لدى رجل قال أن لحم أكتافه من خير النظام البائد وانه ابن هذا النظام المباركى. يمكننا أن نقول يا أستاذ وائل أن برنامجك المعارض صنيعة النظام نفسه وكل البرامج التى كانت تعارض النظام مثلك, ما هى إلا صنيعة النظام وكنت منها بمثابة الممثل الذى اخذ دورا فى مسرحية الديمقراطية التى أخرجها وأنتجها وكتب لها السيناريو امن الدولة. وإلا فقولى هل كنت تستطيع وأنت الإعلامي الحر أن تستضيف الشيخ حسان نفسه من قبل؟هل كنت تستطيع أن تتكلم عن التوريث وفساد مبارك من قبل؟هل كنت تستطيع أن تستضيف حمدى قنديل أو عبد الحليم قنديل او أحدا من الجماعة الإسلامية؟ ماذا لو قلنا انك لم تبادر مثل الكثير من الإعلاميين بعمل مبادرة من اجل تقليل رواتبكم من اجل إطعام شعب يعيش نصفه تحت خط الفقر ويبحثون عن طعامهم فى صفائح الزبالة. يمكننا أن نتكلم ونفتح موضوعات كثيرة تهدم ولا تبنى وندخل فى اتهامات وتخوين لا ينتهى ويكون الخاسر الوحيد هو الوطن. لقد جانبك الصواب يا أستاذ وائل فى حلقة الشيخ محمد حسان ونزلت لمستنقع الهجوم على الشيخ فى هذا الوقت الذى دعا فيه الشيخ الى مبادرة وطنية لا يريد منها إلا وجه الله ورفعه الوطن. أنا انئا بك يا أستاذ وائل أن تكون مع هؤلاء المتأمركون والعملاء الذين هاجموا الشيخ بعد أن أعلن عن المبادرة,فهم مبرراتهم واضحة,فالخير الذى انهال عليهم من دولارات أمريكا قد تنقطع, لذا هاجوا وماجوا رافضين قطع المعونة المذلة التى عاشوا فى رحابها سنوات طويلة. يا أستاذ وائل إن الوطن يحتاج منا الآن إلى البناء والبناء فقط, وأصحاب معاول العدم والتخريب سوف يلفظهم الوطن, ويفضحهم ويرسل بهم إلى صفحات التاريخ المظلمة. اسأل الله أن يجمعك مع الشيخ حسان فى الجنة وان يباعد بينك وبين المتأمركين والعملاء. [email protected]