لا اقصد مطلقا أن اسب أو اقذف النائب اليساري زياد العليمى كما يبدو من عنوان المقال لكنى استخدمت نفس الإسقاط الذى فعله حينما أشار إلى أن المشير طنطاوى حمارحينما قال المثل الشعبى "مقدرش على الحمار قدر على البردعة". ومع أن إسقاط العليمى وتشبيهه للمشير كان بغرض الإهانة والسب الصريح,لكنى استخدمت اسقاطى من اجل المديح. فالمعروف أن الكلب حفظكم الله يتصف بالوفاء لصاحبه,ولو قلنا مثلا أن العليمى مازال وفيا للثورة,فهو بذلك والكلب اشتركا فى صفة الوفاء. والمعروف أيضا أن الحمار له القدرة على التحمل,فلو قلنا مثلا أن العليمى تحمل الكثير من الضغوط منذ بدء الثورة,فهو بذلك والحمار اشتركا فى صفة قوة التحمل. لكن مع مديحى للعليمى إن كان فعلا يستحق المديح,لا اعتقد أن تشبيهه بالكلب والحمار أو حتى بسيد قشطه سوف يكون مقبولا. فبداية لا يصح أن نشبه إنسان كرمه الله و منحه العقل وخلقه فى أحسن صورة بالحيوان,اللهم بعض الحيوانات والطيور التى تعارف الناس على أن تشبيه الإنسان بها وارد وجائز مثل الأسد كمثال للشجاعة,والثعلب كمثال للمراوغة , والصقر فى قوة الإبصار او النسر فى الشموخ. لكن تشبيه الانسان بحيوان مثل الكلب أو الحمار امر لا تقبله الفطرة ولا الاداب العامة, فمع أن للحمار صفات حميدة,إلا أنه يتمتع بصفة الغباء المتناهى الذى غلب كل صفاته الاخرى,كما اخبرنا ايضا الله سبحانه فى كتابه العزيز بان أنكر الأصوات هو صوت الحمير. والكلب كذلك صفاته المنكرة وافعاله البذيئة تجعله من احقر الحيوانات واشرها,فلو حملت عليه يلهث وان تتركه يلهث,كما عرف بانه حيوان مسعور جربان يبتعد عنه الناس لأنه يؤذى من يقترب منه سواء كان الاذى عضة -وما ابشعها عضة الكلب - او كان الاذى نجاسة,فضلا عن لعق الكلب لبولته. لهذا كان الحمار والكلب من أكثر الحيوانات التى تملك خصال مقيتة,فكان من العيب أن يشبه الإنسان بهما. ومع أن زياد العليمى مواطن يحمل لقب نائب الشعب,وله من الصلاحيات الكثير التى تمكنه من مساءلة الحكومة ورئيس الجمهورية مساءلة قانونية تحفظ حقوق الوطن,إلا انه تجاوز كل هذا وأراد أن يسن سنة السفالة وقلة الأدب والشتم. نعم انا لا اتفق مع المجلس العسكرى فيما يفعل,وأقول أن اعضائه كانوا وما زالوا أية من آيات الفشل فى إدارة المرحلة الانتقالية, اللهم إلا ملف المعونة والعلاقات مع الأمريكان,لكن مما لا يدع مجال للشك أن دماء أول شهيد إلى أخر شهيد بعد تنحى مبارك فى رقابهم. لكن هذا لا يجعلنا أن نثور على المجلس العسكرى وعلى الأخلاق معا,فنائب الشعب الذى اختاره الشعب لابد ولا مفر ان يكون قدوة لشباب الوطن,فلو سب وقذف نواب الشعب وصارت أخلاقهم هكذا,فماذا نفعل مع العوام,وكيف نقوم البلطجية وأطفال الشوارع. سوف يرحل طنطاوى عن منصبه وسيظل منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة باقيا,وسوف يرحل أعضاء المجلس العسكرى وتظل مناصبهم موجودة.وان سب العليمى وأمثاله أشخاص هؤلاء فسوف يرحلون ويتوفاهم الله ان عاجلا او اجلا,لكن ماذا نفعل فى هيبة الدولة التى أصبحت مباحة للسبابين والشتامين؟! اعتذر للعليمى لأنى شبهته بالحمار والكلب فليس منا من يسب كبيرنا أو يقذف صغيرنا. وتعالوا نردد قول امير الشعراء احمد شوقى " إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا". [email protected]