"السماء تمطر قططاً وكلاباً " هذا المثل الإنجليزي، يطلقه الأدب الشعبي (الفولكلور) الإنجليزي، في حالة ما تمطر السماء مطراً شديداً وهو تعبير (كاريكاتيري) مأخوذ كما قلت من الأدب الشعبي الإنجليزي. ولا يمكن أن نتهم من يستخدم هذا المثل حينما يشبه السماء بإسقاط قطط بأنه يقصد الإساءة إلي (السماء) لا سمح الله!! أو أنه يشبه مياه الأمطار بأنها مجموعة من الحيوانات غزيرة الكثافة في إنجلترا. وحينما نطلق علي صديق بأنه شخص (وفي ومخلص) كالكلب لصاحبه فهذا يعتبر مديحاً منسوباً بخواص أو صفات حيوان أليف محبوب لدي الإنسان!! وإذا قيلت نفس العبارة بأن فلاناً مثل (الكلب) فهذا يعتبر قذفاً وسباً يجب محاسبة من تفوه بها ضد أحد !! من الأحد نفسه، وليس غيره !! وحينما تشبه (الصبر) الذي يتميز به أحد من الناس، (بصبر الحمير ) فهذا أيضاً له دلالة طيبة المقصد، حيث (الحمار) حيوان هادئ، صبور، وجميل وله صفات أخري جميلة. ولكن في نفس المعني، يمكن أن نتهم من يقول عن شخص بأنه (حمار)، بتهمة السب والقذف، والمعني في بطن الشاعر!! وحينما أخذ الأمريكان الديمقراطيون، الحمار رمزاً لحزبهم- لم يكن أبداً مقصوداً الإهانة للحزب الأكبر والأقوي في الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث أمامهم حزب آخر قوي يتبادل معه سلطة الإدارة في البيت الأبيض في "واشنطن"، وهو الحزب الجمهوري الذي اتخذ (الفيل) رمزاً له!! ولعل حزب الحمير (هكذا يقولون عنه) أو حزب الأفيال أكثر اعتزازاً برموزهم بل ويدافعون عنها بالروح والدم والأموال!! إن اختيار الحيوانات وصفاتهم، وربطها بالصفات العامة للإنسان بقصد اجتذاب ابتسامة أو تدليل علي صفات الخواص أو التقاليد، لا يمكن أبداً أن تكون في عداد السباب والقذف!!وتقليل القيمة والقامة، خاصة لإحدي أهم مؤسساتنا الدستورية وهي المؤسسة التشريعية في بلادنا (البرلمان المصري). مهما كان الاختلاف السياسي حول نتائج انتخابات، أوصلت حزباً سياسياً إلي أغلبية ممثلة لشعب مصر، والجميع يشهد بأن في البرلمان المصري، سواء ذلك الذي أنهي دورته التشريعية الأخيرة أو الذي سيبدأ الفصل الأول من الدورة التشريعية العاشرة يضم، شخوص نواب كالجبال، والشُهبْ وكالنجوم في سماء الحياه البرلمانية المصرية، وسطعوا في البرلمان في مواقف عديدة واستطاعوا أن ينالوا شرف وثقة الناخبين من الشعب المصري في دوائرهم ولا يستطيع حاقد أو ناكر أبداًَ إلا أن يشير بالبنان والرقي والسمو إلي كثير من أعضاء البرلمان المصري في دورته الحالية، ولعل تميزهم ليس فقط في العمل البرلماني ولكن في خلفيات جاءوا منها، منتهي الشرف والنزاهة وحسن الأداء الوظيفي، والمشكلة كلها في ثقافة الأدب الشعبي!!