يشهد بلاط صاحبة الجلالة هذه الأيام ظاهرة مؤسفة هي انحدار لغة الحوار في بعض المنابر الصحفية وهذا المرض العضال ذكرني بصرخة الكاتب الكبير الاستاذ صلاح الدين حافظ والاستاذ جمال بدوي ومن قبلهما استاذنا الكبير احمد بهاء الدين رحمه الله عليه عن ضرورة مواجهة تدني وانحطاط لغة الحوار. وهذا الداء العضال لا تعاني منه الصحافة فقط وانما اجهزة الاعلام عموما ولست ادري سر هواية بعض الكتاب والصحفيين في التطرق الي الحياة الشخصية لبعض الشخصيات العامة او استسهال اتهام الغير دون ادلة دامغة تصدر من القضاء وادمان بعض الكتاب تلويث هذا المسئول او ذاك دون بينة لا لشيء الا لتصفية الحسابات او الظهور بمظهر المطلع علي بواطن الامور. ان لهجة الانتقام او الابتزاز التي باتت واضحة تتعارض مع اخلاق المهنة وتمثل افتئاتا علي تاريخ شخصيات عامة افنت عمرها في خدمة الوطن ويزيد الطين بلة ان هؤلاء لا يثوبون الي رشدهم حتي بعد ان تتوافر لهم التفاصيل الدقيقة والحقيقية وتصل اليهم الردود المدعمة بالمعلومات الموثقة مما يدل علي سوء النية والتربص الذي يتنافي مع متطلبات البحث النزيه عن الحقيقة بالمعلومات الدقيقة. وقد وصلت الفجاجة والجهل ان يتهم احد الاشخاص بالفشل في مجاله في الوقت التي يعرف فيه الداني والقاصي ان هذه الشخصية قد نجحت في زيادة الدخل القومي بشهادة الاحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة المالية والبنك المركزي. ان اتهام مسئول بانه فاشل بينما واقع الحال يقول إنه عندما ترك منصبه كانت وزارته هي الأولي في تغذية الخزانة المصرية بالعملة الصعبة، يؤكد مع افتراض حسن الظن بأن من كتب هذا الكلام إما جاهلا أو غائبا عن الوعي لم يقرأ ولم يسمع ولم ير ما تؤكده الأرقام الرسمية. إن الازمة الحقيقية التي تعانيها بعض الصحف المصرية هي أزمة اخلاق وهذا يضع مسئولية علي عاتق نقابة الصحفيين لالزام الجميع بمواثيق الشرف الصحفي وتقاليد المهنة، وأن يطبق هذا علي الجميع، وعلي الكبار قبل الصغار. كلمة أخيرة.. أن ما حدث في الأيام القليلة الماضية هو هجوم شرس يفتقر الي الحد الادني من الموضوعية علي وزير ترك منصبه لاسباب لا تتعلق بالجهل أو العجز وضعف الكفاءة أو بالشفافية والنزاهة التي يتمتع بها هذا الوزير ومجموعة العمل معه.. ولا يوجد مسئول في مصر لم يحتفظ بإدارة مكتبه وينقلهم معه في جميع المواقع التي يتولاها وأؤكد بثقة انه ما من وزير مصري الا كان أول اجراء يتخذه حين يتولي مسئولية جديدة هي نقل مجموعة العمل المعاونة له. وعندما فعل الدكتور البلتاجي وزير الاعلام السابق ووزير الشباب اليوم ذلك فإنه لمم يرتكب جريمة أو فعل ما لم يفعله آخر اضف أن اعضاء مكتبه لم يكونوا في يوم من الايام من الموصومين بل لقد خدموا مواقعهم في الدولة بكل الاخلاص والتفاني ومن غير الانصاف أن يتهموا بما ليس فيهم وأن يتهم وزيرهم بما ليس فيه.. دون بينة أو دليل.