أكثر من 115 قتلي وجرحي وجماعة مجهولة تعلن مسئوليتها في انفجار هائل هز العاصمة اللبنانية بيروت ظهر أمس تم اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق في عملية استهدفت موكبه في منطقة "عين المريسة" بحي الفنادق غربي بيروت واسفر الانفجار عن سقوط العديد من القتلي والجرحي كما تسبب في اضرار كبيرة بالمباني المجاورة لمكان الانفجار. وأعلنت جماعة مجهولة اطلقت علي نفسها اسم "الجهاد في بلاد الشام" مسئوليتها عن اغتيال الحريري وعدد من مرافقيه، وكان الحريري نقل إلي مستشفي الجامعة الأمريكية في بيروت عقب الحادث لكنه توفي متأثراً بجراحه. وتأتي جريمة الاغتيال علي خلفية تصاعد التوتر السياسي الذي يسبق الانتخابات البرلمانية اللبنانية المقرر لها مايو المقبل وتزايد الخلافات الحادة بين البرلمانيين المؤيدين للوجود السوري في لبنان بدعوي تعزيزه للأمن والاستقرار الداخلي وبين المعارضين له والذين يرون ان لبنان كفيل بتحقيق أمنه بنفسه كما صرحت بذلك محطة سي ان ان الاخبارية الأمريكية. واشارت التقارير الأولية ان الانفجار وقع امام بنك "اتشي اس بي سي" البريطاني واحدث دمارا للبنك وللفندق المقابل وأوقع اضرارا كبيرة في المباني المجاورة. وتعتبر المنطقة معبراً اساسيا يؤدي لمجلس النواب وعدد من الوزارات ومقار العديد من الاحزاب اللبنانية. وعقب الحادث قال سليمان فرنجيه وزير الداخلية اللبناني ان المتسبب في عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري لايريد مصلحة لبنان، رافضا في الوقت نفسه توجيه اتهام لاحد واضاف فرنجيه ان الحادث مؤشر خطير جدا وان دلالاته السياسية موجهة ضد لبنان وضد استقراره ووحدته. ويذكر أن هذا هو الحادث الثاني خلال اقل من عام الذي تشهده العاصمة اللبنانية بيروت بعد محاولة اغتيال النائب اللبناني مروان حمادة. ومن جانبه دعا الرئيس اللبناني العماد اميل لحود إلي اجتماع طاريء للمجلس الأعلي للدفاع أمس لمناقشة حادث الانفجار الذي أودي بحياة رفيق الحريري شارك فيه عمر كرامي رئيس وزراء لبنان ووزراء الخارجية والداخلية والدفاع والمالية إلي جانب قادة الاجهزة الامنية. من ناحية أخري اكد مستشفي الجامعة الامريكيةببيروت ان الحريري وصل إلي المستشفي جثة مشوهة نتيجة الانفجار الذي استهدف موكبه لدي عودته من مجلس النواب حيث شارك في اجتماع اللجان المشتركة لمتابعة مشروع قانون الانتخابات. واشار بيان المستشفي إلي أنه استقبل كذلك تسع جثث وحوالي مائة جريح. احتشد الاف اللبنانيين امام المستشفي والشوارع المحيطة بها حيث علت اصوات الصراخ والنحيب عندما تأكد نبأ وفاة الحريري فيما شهدت منطقة الحمراء التي يقع بها المستشفي زحاما خانقا. من جانبه رفض وزير الداخلية اللبناني سليمان فرنجية اعطاء اية تفصيلات حول حادث الانفجار. وقال في تصريح له في موقع الحادث انه لاتوجد لديه معلومات محدد حول عدد الضحايا. نعت وسائل الإعلام اللبنانية مقتل رئيس الوزراء السابق وعلي رأسها محطة تليفزيون المستقبل التي كانت يملكها. وكان الحريري وهو احد ابرز رجال الاعمال في لبنان قد استقال من منصبه في شهر اكتوبر بعد تصاعد الخلاف بينه وبين الرئيس اللبناني ايميل لحود بشأن التوجه نحو سوريا وتولي الحريري منصب رئيس الوزراء في لبنان في معظم الفترة التي تلت انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990 وكان الحريري احد ابرز الشخصيات التي لعبت دورا في التوصل لاتفاق الطائف الذي انهي هذه الحرب. واحدثت عملية الاغتيال حالة من الارتباك والفوضي في بيروت نتيجة الزحام الخانق الذي شهدته الشوارع عقب الاعلان عن وفاة رفيق الحريري في الانفجار الذي استهدف موكبه، كما ساد جو من الهلع والتوتر بين المواطنين الذين عاد اليهم الحادث بذكريات اليمة من الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1975 وكانت بدايتها في نفس المنطقة (منطقة الفنادق بوسط العاصمة بيروت) فيما تناثرت الشائعات التي كان من ابرزها وفاة الوزير السابق النائب سمير الجسر وكذلك الوزير السابق والنائب باسل فليحان. وفي مدينة صيدا مسقط رأس الحريري سادت حالة من الوجوم والذهول بين ابناء المدينة عقب الاعلان عن وفاة الحريري.. وقام عدد من المواطنين باحراق اطارات السيارات في الشوارع.. فيما تجمع عدد اخر بصورة عفوية تعبيرا عن الغضب واغلقت المحال والمدارس. وأكدت مصادر نيابية ان الحريري حضر جلسة مجلس النواب صباح أمس ثم غادر المجلس في موكبه الذي تعرض للتفجير.