صناديق المعاشات طويلة الأجل لكن الوقت غير مناسب لطرحها استمرار جاذبية السوق رغم ارتفاع مخاطره أكد محمد قطب مدير إدارة الأصول بشركة النعيم للاستثمارات المالية أن السوق المصرية استوعبت كل الأحداث السياسية التي شهدتها البلاد مؤخرا وبدأت تنفصل نسبيا عن هذه التوترات مشيرا الي ان الواقع يشير إلي أن مؤشرات الأسهم تتحرك في اتجاه مختلف تماما عما تعكسه الاحداث في الشارع. أشار إلي أن شركة النعيم تدرس منتج جديد هو صناديق المعاشات طويلة الأجل لتلبية احتياجات قاعدة عريضة من المواطنين الراغبين في استثمار أموالهم بشكل رشيد و لمدد زمنية طويلة يمكن معها تحقيق عوائد استثمار مجزية عن طريق تنويع الاستثمارات حسب كل فترة عمرية. ونصح قطب المتعاملين بالاستثمار طويل الاجل واقتناص الفرص في المرحلة الحالية حيث الانخفاض الكبير في اسعار الاسهم علي الرغم من الاداء الجيد لغالبية الشركات في هذه الظروف .والي نص الحوار: * ما تقييمك للوضع الاقتصادي الحالي وتأثيره علي سوق المال؟! ** الوضع الاقتصادي صعب وكافة مؤشرات الاقتصاد الكلي ليست جيدة حيث نتوقع الا يتعدي معدل النمو في الناتج المحلي مستوي 3% و ان يصل عجز الموازنة الي ما يقارب 200 مليار جنيه عن العام المالي 2012/ 2013 أي ما يعادل تقريبا 12% من الناتج المحلي الاجمالي، كما بلغ عجز ميزان المدفوعات 11.3 مليار دولار في العام المالي 2011/2012 و استمر العجز في الربع الاول من العام الحالي ليصل الي 500 مليون دولار مما أدي الي تآكل الاحتياطات الأجنبية لتصل الي 13.6 مليار دولار و هو ما يمثل نحو 2.7 شهر من الواردات اي اقل من الحد الادني للتغطية و الذي يصل الي ثلاثة اشهر. هذا بالتبعية إدي إلي ضعف العملة المحلية مما ينبئ بالدخول في موجة تضخمية و معها يدخل الاقتصاد في مرحلة الكساد التضخمي و التي تتسم بنمو اقتصادي ضعيف و معدل تضخم و بطالة مرتفعين. و لكن من ناحية اخري، و عندما ننظر الي سوق الاسهم نجد أنه في الفترة الحالية قد نجح في استيعاب كل هذه المؤشرات الضعيفة و دخل في حركة عرضية ما بين مستوي 5,900 كمقاومة و مستوي الدعم 5,500 و هذا في رأيي يعود الي الصراع ما بين نوعين من المستثمرين، الفئة الاولي تري أن السوق المصري اصبح مهيئا لاستيعاب الصدمات الاقتصادية كونه يتداول علي مضاعفات ربحية رخيصة نسبيا نحو 9 الي جانب التفاؤل بحصول مصر علي قرض صندوق النقد الدولي وبالتالي الخروج من النفق المظلم و من ناحية أخري نجد فئة أخري من المتعاملين، وهم متشائمون تجاه مستقبل الاقتصاد المصري، ويعملون علي استغلال كل صعود في المؤشرات لتقليل حجم اسثماراتهم بالسوق المصري. صناديق جديدة * تدرس النعيم نوع جديد من المنتجات وهو صناديق المعاشات طويلة الاجل، هل في ظل الوضع الحالي يمكن ان يقبل المستهلك علي منتجات جديدة؟! ** أي منتج جديد لابد من موافقة هيئة الرقابة المالية عليه، واعتقد ان هذا النوع من الصناديق سيجد اقبالا كبيرا لانه معني برسم خطة استثمارية لقاعدة عريضة من المواطنين الراغبين في استثمار اموالهم بشكل رشيد و لمدد زمنية طويلة يمكن معها تحقيق عوائد استثمار مجزية عن طريق تنويع الاستثمارات حسب كل فترة عمرية، لكن في الوقت الحالي وفي ظل الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد والسوق المصري اري انه من الافضل تأجيل طرح اي بدائل استثمارية لحين استقرار الاوضاع. * هناك حديث حول وجود نوعية جديدة من المستثمرين تتحمل المخاطر وتقبل الاستثمار طويل الأجل ما صحته؟ ** هذا الكلام غير دقيق، ولا اعتقد ان السوق في الفترة الاخيرة قد نجح في جذب مستثمرين جدد، وانما ما يحدث هو قدرة افضل من المستثمرين الحاليين علي استيعاب الهزات الاقتصادية الداخلية و التعامل معها بشكل اكثر نضجا داخل السوق اي ان الفترة من بعد الثورة و حتي الآن حسنت من قدرة المتعاملين علي التعامل مع سوق عالي المخاطر. رفع الفائدة *هل يمكن أن يؤثر قرار البنوك برفع الفائدة علي الودائع علي أسواق المال؟ ** الهدف من هذا القرار هو حركة استباقية لمواجهة معدلات التضخم الذي ستزيد في الفترة القادمة ومحاربة ظاهرة الدولرة والقطاع المستهدف منها هو القطاع العائلي بهدف مساعدته علي تحمل معدلات تضخم أعلي ومن جانب آخر تحفيزهم علي الإبقاء علي استثماراتهم بالجنيه المصري و بالتالي لا اعتقد ان هذا القرار سوف يؤثر بالسلب علي سوق الأسهم والدليل علي ذلك ان نفس هذه السياسة تم انتهاجها في عام 2004 وحقق سوق الأسهم عائدا بلغ 123% خلال نفس العام. * الحديث المتواصل عن الصكوك الاسلامية، ماذا يمكن ان يضيف هذا المنتج للسوق؟ ** الصكوك هي اداة تمويلية متعارف عليها في بعض الدول التي تريد ان تتعامل بادوات تتمشي مع الشريعة الاسلامية و تعتبر دولة ماليزيا هي الدولة الرائدة في هذا المجال حيث تمتلك نحو 60% من حجم الطروحات في العالم. الاضافة تأتي من تنويع ادوات التمويل و اضافة شريحة جديدة من الممولين الذين يرغبون في التعامل وفقا لهذه الآلية التمويلية و بما يحقق مصلحة الطرفين. السياسة التحوطية * منذ قيام الثورة وهناك حديث متواصل عن حاجة البورصة الي آليات جديدة ، في رأيك ماذا تحتاج البورصة بالفعل؟ ** لا اعتقد ان السوق في الوقت الحالي يحتاج الي آليات جديدة، فالأولوية الآن لعودة الاستقرار الي السوق و الذي سينبع من استقرار الاحوال العامة داخل الدولة و بالتالي انا متفق مع السياسة التحوطية المتبعة الآن. * ما هي النصيحة التي يمكن ان تقدمها للمستثمر الصغير والكبير في سوق المال. ** المستثمر الصغير يجب ان يتعامل مع السوق بشكل رشيد و ان يعتمد علي وسائل التحليل المتاحة سواء التحليل المالي او التحليل الفني لمساعدته علي اتخاذ قرارات رشيدة في ظل سوق متذبذب و عالي المخاطر ، اما المستثمر الكبير فيمكنه ان يحقق عوائد مجزية علي المدي البعيد باستثماره في السوق المصري.