علي الرغم من الجهود الدولية المبذولة لمواجهة ارتفاع اعداد الفقراء في العالم إلا ان الاوضاع الاقتصادية الراهنة والازمات التي تواجهها تؤثر بصورة كبيرة علي تلك الجهود وذكرت وكالة أنباء "شينخوا" في تقرير لها ان الصين بها 128 مليون فقير يعيشون في المناطق الريفية، أو 13.4% من عدد سكان الريف، لذلك تعطي الحكومة الصينية اهمية كبري لمساعدة المواطنين علي تجاوز حد الفقر لدعم تطوير المناطق الفقيرة. وتعهد نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هوي ليانج يو ببذل المزيد من الجهود لدعم تطوير المناطق الفقيرة.. وأعلن عن اطلاق خطط مكافحة الفقر في خمسة مناطق كبري ومن بينها مناطق جبلية في هيلونج جيانج ومنغوليا الداخلية وجيلين وخبي وشانشي وهونان وجيانجشي ومناطق اخري.. وأقر بالتقدم الملحوظ الذي حققته الصين في رفع شعبها من دائرة الفقر خلال العقد الماضي، واشار إلي ان البلاد ما زالت تواجه معركة صعبة لتحسين ظروف المعيشة في المناطق الأقل نموا.. وقال إن الصين ستكثف دعمها لتلك المناطق عبر البدء في مشروعات النمو الكبري والبنية الاساسية وستنسق جهود تعزيز ايجاد فرص عمل واماكن للمهاجرين.. كما شدد هوي علي اهمية اشراك المواطنين في المناطق الفقيرة بشكل بناء في عملية النمو وكذا حماية البيئة في هذه المناطق. ومن جانبه حث الزعيم الصيني شي جين بينج السلطات المحلية علي زيادة الجهود من اجل الحد من الفقر وانه يتعين علي السلطات أن تبذل قصاري جهدها لايجاد الطريق الصحيح لإخراج الناس من الفقر عبر تعديل السياسات بما يتوافق مع تلك الاوضاع بطريقة علمية.. واضاف شي ان السياسات المخصصة لدعم الزراعة والمناطق الريفية والفلاحين والقضاء علي الفقر يجب أن تنفذ بشكل كامل، واصفا عمليات الاختلاس من الاموال المخصصة للقضاء علي الفقر بأنها "جريمة لا تغتفر".. وقال شي ان المهمة الاكثر صعوبة وثقلا التي تواجه الصين في عملية اتمام بناء مجتمع مزدهر بشكل معتدل تتمثل في المناطق الريفية لا سيما في المناطق التي تعاني من الفقر. وقال دوان ينج بي رئيس المؤسسة الصينية للحد من الفقر، وهي منظمة غير حكومية رئيسية في شئون الحد من الفقر، إنه يتعين علي الجمعيات الخيرية أن تحل بعض المشكلات المتعلقة بالفقر بطريقة مباشرة وفعالة.. واستشهد دوان ببناء مدرسة كمثال، قائلا: إن مثل تلك الإنشاءات قد تنتهي في وقت قصير نسبيا عن طريق المشروعات الخيرية مقارنة بالوقت الكبير الذي تحتاجه الحكومة لبناء مثل تلك المدارس.. وإنه يتعين علي تلك المنظمات أن توحد الجهود مع المجتمع لمكافحة الفقر.. واستطرد قائلا: إنه يأمل أن تسهل الحكومة اجراءات تسجيل تلك المنظمات، فضلا عن تحسين سياستها بشأن تخفيض الضرائب بالنسبة للمانحين. وحث دوان كذلك المنظمات غير الحكومية علي التحلي أكثر بالمهنية والشفافية فيما يتعلق بتمويلها وجهودها الخيرية لكي تحظي بمزيد من الدعم الشعبي.. واضاف: يمكن الحد من الفقر بشكل اساسي عن طريق المنظمات غير الحكومية في المستقبل، حيث إنه سينتشر عدد الاشخاص الذين يعانون من الفقر في أماكن متعددة وكذا ستزيد المتطلبات الفردية مقارنة بالتركيز الراهن علي الافراد الذين يعانون الفقر في المناطق النائية. واضافت "شينخوا" أن نائب رئيس الوزراء الاسترالي واين سوان صرح بأنه يشعر بتفاؤل بشأن مستقبل الصين وآسيا كلها.. وقال سوان للمنتدي المالي الآسيوي في هونج كونج إن اقتصاد الصين حقق استقرارا ويعيد توازن إطاره الاقتصادي عن طريق حملة الاستهلاك.. ويتجاوز حجم الاقتصاد الصيني حاليا ماكان عليه في نهاية عام 2007 بنسبة 40% ويحقق إسهاما جوهريا في الاقتصاد العالمي.. وأضاف قائلا: إن اقتصاد آسيا سوف يحقق تنمية كبيرة في المستقبل حيث إنه يزدهر بسبب قوة العمل الشابة الملائمة.. واكد ان هناك فرصا عديدة للعمل سويا من اجل اطلاق العنان لرؤوس الاموال الحرة لعبور الحدود لإيجاد مزيد من الرخاء وانتشال المزيد من الافراد من ربقة الفقر، واضاف ان الدول الآسيوية يجب ان تطبق اصلاحات هيكيلة في انظمتها المالية بما يعزز المزيد من الوظائف والنمو.