زوليك: الصين قطب مهم في النمو الاقتصادي العالمي محيط - سالي العوضي روبرت زوليك رئيس البنك الدولي قال روبرت زوليك، رئيس البنك الدولى إن الصين قطب مهم في النمو الاقتصادى العالمي ولكنها ما تزال دولة نامية تواجه الكثير من التحديات. وأوضح زوليك فى مقابلة أجرته معه وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" قبل زيارته التى تستمر أسبوعاً واحداً للصين، والتي من المقرر أن تتم فى الفترة من 9 الى 15 سبتمبر/أيلول الجارى:" أن الصين أحرزت نجاحاً اقتصادياً مذهلاً فى العقود الثلاثة الماضية, ليس فى معدل النمو المرتفع فحسب, بل فى الحد من الفقر ومجالات أخرى أيضاً". وأشار زوليك إلى أنه يعتقد أن الصين ما تزال دولة نامية، موضحاً أن الصين شهدت تغيرات هائلة تحققت خلال العقود الماضية, ولكن كثيراً من الناس ما يزالون يعيشون فى المناطق الريفية الفقيرة فى الصين والتى لا يصل الكهرباء اليها. وقدر الاقتصاديون فى البنك الدولى أن 208 ملايين فقير ما يزالون يعيشون فى المناطق الريفية الصينية فى عام 2005 فيما يمثل ثان أكبر تمركز وطنى للفقر المطلق فى العالم بعد الهند . ومن ناحية أخري، تجاوزت الصين اليابان لتصبح ثان أكبر اقتصاد فى العالم خلال الربع الثانى من العام الجاري 2010 , قال إن كثيرين من خارج الصين لا يعرفون أنه ما يزال هناك عدد كبير من الفقراء فى الصين، ولذا فهم بحاجة إلى "معرفة حالة الصين كدولة نامية". الصين ثان أكبر اقتصاد في العالم وحول التحديات التى تواجه الصين فى السنوات المقبلة, قال:" إنه يعتقد أن الصين تحتاج إلى مواصلة الاهتمام بالتنمية المتوازنة محلياً فى كثير من القطاعات". وأضاف: ذلك لا يعنى التوازن بين الادخار والاستهلاك فقط , بل أيضاً التوازن بين القضايا الحضرية والريفية، وهو أمر مرتبط بامكانية زيادة انتاج القيمة المضافة فى الصين لدعم الدخل الأعلى ومستوى المعيشة الأفضل". وقال رئيس البنك الدولي:" إن الصين ربما تضطر إلى معالجة مخاطر تنجم عن القروض المصرفية المتزايدة، والبيئة الاقتصادية الدولية الأوسع نطاقاً، وجهود حماية البيئة، من بين أمور أخرى. وصف زوليك التعاون الثنائي بين الصين والبنك الدولي ب "المثمر للغاية"، واضاف ان البنك يفخر بشدة بشراكته مع الصين. ولفت أن أهم ما يراه في العلاقة بين الصين والبنك الدولي هو أنها تتغير عبر الزمن وفقا لتغير الصين"، بالإضافة إلى الشراكة الطويلة ومشروعات التعاون المتعددة، هناك تبادل مفيد للغاية في المعرفة والتعلم. وأوضح أن العقود الثلاثة الماضية اتسمت بانجازات غير مسبوقة للصين، وشراكتها المتطورة مع البنك الدولي والتي تعكس "دورها الاكبر كاحد اللاعبين البارزين في النظام الدولي .. ما زال مفهوم أن الصين عضو مسئول في المجتمع الدولي مطبقاً حالياً، بل ويتطور بمرور الوقت". وذكر رئيس البنك الدولي أن "الصين جزء مهم للغاية في نظام التجارة العالمي، وخبرة الصين المتنامية مهمة أيضاً. وأن العالم يتطلع إلى أن تواصل الصين لعب دورها البناء". وقال زوليك، الذي طرح مفهوم أن الصين عضو مسئول في المجتمع الدولي" عام 2005، إن البنك الدولي بصدد تعميق شراكته مع الصين في مجالات مثل تقديم القروض للاشد فقراً، وتقاسم المعرفة، والحد من الفقر. وأوضح زوليك أن ما يحتاج البنك الدولي إى فعله هو فهم بعض الاولويات لدى السلطات الصينية، ثم محاولة تحديد المشروعات وجهود نقل المعرفة. توقعات بنمو الاقتصاد الصيني ومن جانبه، توقع لي وو وي، نائب رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني أن تسبق منطقة شمال شرقي آسيا غيرها في الخروج من الأزمة المالية لتصبح أكبر كيان اقتصادي عالمي في غضون الأعوام العشرة المقبلة. وتحدث المسئول عن توقعاته تلك أثناء حضوره الدورة الثالثة لمنتدى تنمية شمال شرقي آسيا، مؤكداً أن هذه المنطقة تتمتع بأكبر حيوية اقتصادية في العالم، مشيراً إلى أن منطقة شمال شرقي آسيا ما تزال متخلفة عن المناطق الأخرى في العالم من حيث التكامل الاقتصادي وانها خطت خطوات بطيئة بشأن التعاون الاقليمي في السنوات الأخيرة. وفي هذا الصدد، دعا دول المنطقة للاستفادة من خبرات الاتحاد الأوروبي ومنطقة التجارة الحرة بين الصين والآسيان في عملية التنمية الاقتصادية في سبيل دفع التعاون الاقتصادي واحتلال المركز الأول عالميا بين الكيانات الاقتصادية . تجدر الإشارة إلى أن منطقة شمال شرقي آسيا تضم ست دول هي الصين واليابان وكوريا الجنوبية وروسيا وكوريا الديمقراطية ومنغوليا وتقارب مساحتها 17.28 مليون كيلومتر مربع فيما يشكل عدد سكانها ربع عدد سكان العالم. وتشكل الدول الست خمس الإجمالي العالمي من حيث الحجم الاقتصادي. وأشار خبير اقتصادي إلى أن الصين تعتبر سوقاً واعدة للعالم أجمع، لأن الاقتصاد الصيني من الاقتصادات المزدهرة والمتوقع لها معدلات جيدة حيث أنها بلغت 10.4% خلال الفترة 1991 حتى 2000، ثم 13% في 2007، و8.7% في 2009 ومن المتوقع أن يستمر النمو في أداء الاقتصاد الصيني بمعدلات جيدة عند 8% خلال السنوات القادمة. وأوضح أن هناك نقاط ضعف رئيسية قد تهدد استمرار النمو الاقتصادي من بينها أن اقتصاد الصين يعتمد على أعداد هائلة من الأيدي العاملة الرخيصة، ورأس المال الأجنبي غالباً، والمواد الخام، وهي عناصر لا يمكن ضمان استمرارها على المدى الطويل. والجدير بالذكر أن الزيارة المرتقبة لزوليك تعتبر رابع زيارة رسمية له الى الصين منذ توليه المنصب في يوليو/تموز 2007. وعلى رأس أجندته للزيارة تأتي انشطة للاحتفال بالذكرى ال 30 للشراكة بين الصين والبنك الدولي.