أقولها دون تردد من الآن.. سيتم الاقتراع علي الدستور في موعده بعد غد وستكون النتيجة هي نعم.. هو نفس سيناريو اقتراع 30 مارس الماضي الخاص بالانتخابات أولا أم الدستور أولا.. وهو الاقتراع الذي حشدت له القوي الإسلامية كل اسلحتها المشروعة وغير المشروعة.. وسواء ذهب المعترضون علي الدستور لصناديق الاقتراع أم امتنعوا عن التصويت فإن الدستور الذي وضعته لجنة مشكوك في تشكيلها يحمل كثيرا من العوار في عدد كبير من مواده.. ويعتبره الكثيرون دستورا لا يمثل الشعب المصري.. وانما صيغت غالبية مواده لصالح فصيل معين وهذه هي المأساة. علي أية حال دعونا نبكي علي حال مصر والمصريين وما يحدث فيها الآن من انشقاق وتطاحن واقتتال بين المصريين وبعضهم البعض.. المصري يقتل ويصيب أخاه المصري والسبب هم أولو الأمر والقابضون علي صولجان الحكم.. لقد انكشف أمرهم وسقطت ورقة التوت التي تسترهم وظهر الوجه القبيح لهم.. وبات جليا اصرارهم علي التكويش وعلي جميع مقاليد الحكم والسيطرة. يظهر المرشد العام أمام كاميرات الفضائيات لكي يسخر من القوي المعارضة ويؤكد أن هناك مؤامرة من الداخل والخارج ضد الإخوان وضد النظام الحالي الذي يحكم مصر.. مؤامرة يشترك فيها فلول العهد البائد وبعض رجال الأعمال في مصر والخارج وأعضاء الحزب الوطني وآخرون.. كلام مرسل لا يستند إلي وقائع أو مستندات.. ويظهر خيرت الشاطر نائب المرشد ورجل الأعمال الكبير بعد صمت طويل لكي يكرر نفس كلام المرشد وأنهم الأغلبية والمعارضون قلة لا تتجاوز 30 ألف شخص، ويسخر من المعارضين والأحزاب ويؤكد أيضا وجود مؤامرة لقلب نظام الحكم.. وهو نفس الكلام الذي قاله رئيس الجمهورية د.محمد مرسي مما يثبت أن الرئيس ينفذ أجندة وبرنامج الاخوان المسلمين في تدعيم سلطانهم وهيمنتهم علي جميع مرافق الدولة. إذا كانت هناك معارضة ومعارضون ومتآمرون فلماذا لم يكشفهم لنا رئيس الجمهورية أو المرشد أو الشاطر.. بدلا من كلام مجهل لا سند ولا دليل. أترك الاستفتاء علي الدستور والنتيجة كما سبق وأن قلت في بداية كلامي هي نعم وسيمر الدستور وستؤول الدنيا للاخوان المسلمين.. والبقاء لله في مصر.. من يقول نعم سيدخل الجنة ومن يقول لا سيكون مصيره جنهم وبئس المصير.. هذه هي دعوة الإخوان والسلفيين وهناك مصريون بسطاء لا يعنيهم مواد الدستور وما يحتويه.. وانما يعنيهم أن تكون حياتهم ميسرة ويجدون قوت يومهم بسهولة ويسر.. وفي هذه الحالة سيقبل المواطن بالدستور الجديد ظنا منه أنه الجنة الموعودة. دعنا نركز علي ما يجري حاليا من اصدار قرارات خطيرة أصدرتها حكومة هشة ضعيفة من أجل خاطر عيون صندوق النقد الدولي وهذه الاجراءات ضد المواطن المصري فليذهب هذا المواطن للجحيم من أجل ارضاء الصندوق. فرض ضرائب جديدة وزيادة في أسعار الكهرباء والغاز وضريبة المبيعات والمياه.. لجأت الحكومية غير الرشيدة إلي الحل السهل وإلي الحلقة الأضعف وهي المواطن المصري المسكين لترفع عليه الأسعار وتزيد من فرض الضرائب علي أكثر من 50 سلعة غذائية. وهنا لابد أن نسجل أن الحكومة رضخت لشروط صندوق النقد الدولي لكي يوافق علي قرض لمصر ب8.4 مليار دولار أعدت برنامجا متفقا عليه مع الصندوق ينفذ علي مراحل وجدولا زمنيا وسيتم عرض هذا البرنامج في 19 ديسمبر القادم.. أي أن الأمر متفق عليه لكي يوافق الصندوق علي القرض والا "مفيش" فلوس.. والمعترض يلجأ إلي القضاء، الصندق ليس صندوق نذور أو هبات ولا يعطي احسانا ولا يعنيه سوء حالة المصريين وحياتهم السودة هذه هي الشروط.. عاوز فلوس أعطني رهنا والرهن هو حزمة القرارات التي تخنق وتمس حياة الفقراء ومحدودي الدخل. زيادة ضرائب الكهرباء والغاز والمياه ليست علي المواطنين في منازلهم فحسب ولكنها أيضا علي المصانع.. والتي بدورها ستزيد من تكلفة الانتاج وترتفع أسعار السلع المصنعة محليا.. وبالتالي ستتأثر الصادرات المصرية لأنها ستكون بأسعار مرتفعة ولن تستطيع المنافسة في الأسواق الخارجية لأنها تفوق مثيلاتها من الدول الاخري.. وبالتالي ستنخفض نسبة الصادرات بشكل كبير.. كما أن منتجات الدول الأجنبية ستغرق السوق المصري لأنها بالتأكيد ستكون أرخص من المنتج المحلي.. وعليه العوض في الصناعة المصرية لأنها ستتوقف عن الانتاج وتغلق أبوابها وتزداد معدلات البطالة كل ذلك بسبب السياسة المنفلتة لحكومتنا البهية حيث تلجأ للحلول السهلة. زيادة الأسعار ستدفع المصريين إلي الانتحار.. إلي جانب المظاهرات والاحتجاجات اليومية فضلا عن حالة الفوضي والتراشق بكل الأنواع بين المصريين وبعضهم البعض.. والسبب هو الاعلان الدستوري والدستور والإخوان المسلمين. يا ناس حرام عليكم مصر بتضيع .. مصر مرهونة للبنك الدولي. يا ناس "فوقوا" تخلوا عن أنانيتكم وتجردوا من هوس السلطة الكل مدان والكل مشارك في غرق مصر.. أعملوا من أجل صالح الوطن والمواطن .. أفادكم الله.