فجر مسئول في أحد البنوك الكويتية مفاجأة من العيار الثقيل عن دخول مبالغ ضخمة "مزورة" من فئة ال20 ديناراً كويتياً (70 دولاراً أمريكياً) للقطاع المصرفي الكويتي، مشدداً علي أن البنوك المحلية بدأت عملية التدقيق علي النقود التي تودع بشكل يومي. وكان أكثر من مواطن كويتي اكتشف خلال سحبه أموالاً من أجهزة "الصرف الآلي" نقوداً مزورة من فئة ال20 ديناراً. وقام البنك المركزي الكويتي في الآونة الأخيرة بتعميم علي المصارف الكويتية بضرورة إرسال تقارير مفصلة حول العملات المزورة ، ليحولها المركزي بدوره إلي نيابة الأموال العامة. ويذكر أن 4 بنوك كويتية علي الأقل تعرضت في الفترة الأخيرة لغرامات مالية من "الناظم الرقابي" تتراوح بين 10 و25 ألف دينار، علي خلفية اكتشاف "المركزي" أوراقاً نقدية مزورة في إيداعاتها، وتحديداً لفئة ال20 ديناراً. من جهته، أكد المصرفي الكويتي الذي رفض الإفصاح عن اسمه، أن فروع البنوك تكتشف بشكل يومي فئات ورقية نقدية مزورة، وغالباً ما تكون مع "العمالة الآسيوية" البسيطة التي لا تستطيع التفريق بين العملة المزورة من الأصلية، متوقعاً أن تكون هناك "مافيا" تقوم بتوزيع تلك الأموال علي مناطق تكثر بها العمالة، والمحال الصغيرة ومراكز البيع ويتم تداولها بين تلك العمالة، وعند الإيداع يتم اكتشاف التزوير. وقال المصرفي إن البنوك الكويتية تعتمد علي جهاز "نيوتن" لاكتشاف العملات المزورة، ومع ذلك فإن الجهاز لا يمكنه رصد كل العملات والعمل 100%، ولهذا أحياناً يكتشف مواطن عند السحب من أجهزة الصرف فئات نقدية مزورة، مبيناً أن الجهاز يحتاج إلي صيانة أسبوعية حتي يقوم بدوره. وذكر المصرفي أن بعض البنوك اكتشفت أن الجهاز لو وضعت له فئات نقدية من 10 دنانير وبين طياتها فئة 10 ريالات، فلا يستطيع كشفها، ويتعامل معها كفئة 10 دنانير، مشيراً إلي أن جهاز "نيوتن" يقوم برصد العملات المزورة كالدينار والدولار والين واليورو والجنيه الإسترليني. وحول آلية عمل المصارف الكويتية في حال اكتشاف أوراق نقدية مزورة مع مودع، قال المصرفي أحياناً يودع شخص ألف دينار ومن بينها ورقة أو ورقتان، فنقوم بعمل محضر وتصوير الفئة النقدية ويوقع عليها المودع ويتم تحويلها إلي البنك المركزي ليتخذ الإجراءات اللازمة، حيث يحاول المركزي معرفة أكثر الأماكن التي تحدث فيها إيداعات النقود المزورة، وهي تكثر في مناطق العمالة الآسيوية. وشدد علي أن غالبية المودعين يتم أخذ تعهد عليهم، لكن من يكتشف أنه يقوم بإيداع نقود مزورة أكثر من مرة، يتم تحويله إلي نيابة الأموال العامة. وتوقع المصرفي أن تكون "مافيا" قد أدخلت كميات كبيرة من النقود المزورة وبالملايين، خصوصاً أن الأمر أصبح شبه يومي، مطالباً بعض المحال تفحص فئة ال20 ديناراً عند استلامها، موضحاً أنه في بريطانيا مثلاً، هنالك "قلم خاص" يوضع علي أي فئة نقدية كبيرة قبل قبولها، وهو الأمر الذي لابد من تعميمه لإنهاء زشبحس النقود المزورة. وبين المصرفي أنه حسب علمه، تم اعتقال بعض "الموزعين" لتلك الأموال المزورة، لكنه شدد علي أن الرؤوس الكبيرة لا تزال طليقة، وهو الأمر الذي يشغل بال بعض البنوك والمركزي، علي حد قوله.