ادى الغلاء وتراجع القوة الشرائية للدينار الكويتي الى ارتفاع قيمة العيدية التي يمنحها الآباء والاجداد للصغار في العيد. ومع اقتراب عيد الفطر يتجه عدد كبير من الآباء والاجداد الى البنوك لتجميع فئات مختلفة من النقود تتراوح قيمتها من الدينار الى 10 دنانير مرورا بفئة ال5 دينار، مما يدفع البنوك الى اعلان حالة الاستنفار القصوى لدى مختلف فروعها من خلال تزويدها بمختلف الفئات النقدية استعدادا لهذا التزايد. وتتغير الفئات المطلوبة من العملة الوطنية مع مرور الزمن واكثرها حاليا هو من فئتي الخمسة والعشرة دنانير بينما ضعف الاقبال على الفئات الاقل وذلك بسبب التضخم الذي قلت معه قيمة الدينار. ومما لاشك فيه ان التضخم الذي شهدته الكويت منذ 2006 ساهم بدرجة كبيرة في رفع الاسعار وادى الى تآكل القيمة الشرائية للدينار بحيث اصبحت الخمسة دنانير اقل مبلغ يمكن ان يلبي احتياجات أي طفل. ويعتبر بنك الكويت المركزي الجهة المنوط بها اصدار العملة الكويتية بمختلف فئاتها حيث قام في شهر اغسطس/ اب 2008 باصدار ما قيمته 785.3 مليون دينار من العملات المختلفة منها 487 مليونا من فئة العشرين دينارا و231.6 مليون دينار من فئة العشرة و23.4 مليون دينار من فئة الخمسة دنانير. وذكرت مصادر صحفية، أن عيد الفطر يعتبر الاكثر اقبالا من قبل المواطنين والمقيمين مقارنة بعيد الاضحى لاكثر من سبب اولها انه العيد الذي يأتى بعد طول انتظار الى جانب ان غالبية الناس تفضل قضاء هذا العيد تحديدا في الكويت لا سيما انه يأتى بعد عطلة الصيف. واوضحت المصادر ان استعدادات البنوك المحلية يبدأ في النصف الثاني من شهر رمضان حيث تقوم البنوك بطلب احتياجاتها من البنك المركزي ثم تقوم بتوزيعها على الفروع حسب طلبات كل فرع ومدى حاجته بناء على خبرات اعوام ماضية. وتواجه البنوك خلال هذه الفترة العديد من المشكلات لعل اهمها يتركز في عدم قدرتها احيانا على تلبية طلبات بعض العملاء وشعور بعض العملاء بان هناك تمييزا في المعاملة الى جانب ما يحدث من تعطيل لمصالح عملاء آخرين ممن يقصدون البنوك في معاملات اخرى . ولا يبدو الامر مختلفا في دول المنطقة حيث ذكرت تقارير صحفية ان مواطنا متقاعدا في رأس الخيمة قطع علاقته الوطيدة مع البنك الذي ظل عميلا له لمدة طويلة قاربت 3 عقود حيث قصد العميل بنكه المفضل طالبا استبدال ورقة نقدية قيمتها مئتا درهم بعملات معدنية فئة درهم واحد بهدف توزيعها عيدية للصغار في العيد الا أن موظفا في البنك رفض تلبية طلبه بحجة عدم توفر وجاهزية النقود المعدنية التي اكد العميل أنها معروضة داخل أكياس خاصة ويتم صرفها لعملاء آخرين. وتلعب العوامل النفسية لدى الاطفال دورا مهما في درجة قبولهم للعيدية لان قبول ورقة نقد جديدة مختلف تماما عن قبول تلك القديمة المتداولة في السوق حتى لو كانت من نفس القيمة وربما اعلى منها. وثمة اجماع لدى الاطفال ان الورقة الجديدة الحادة كحد السكين احلى واجمل من تلك القديمة التى سبق تداولها بل وفي احيان كثيرة تكون الورقة الجديدة بمثابة التذكار الجميل الذي يحرصون على الاحتفاظ به لاطول فترة دون انفاقه. وتلعب مصادر الاستهلاك التقليدية للاطفال كالمنتزهات والملاهي ومحلات لعب الاطفال دورها في سحب ارصدة الاطفال التى ادخروها فما هي الا ايام وربما ساعات الا وتجد العيدية قد تبخرت وذهبت مع رياح "الاستغلال التجاري " التى يتفنن الكثيرون فيها والتى تلعب على وتر شغف الاطفال وحبهم الدائم للهو واللعب واقتناء الالعاب حتى لو كان خزائن البيت تمتلىء بها. (كونا)