سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قالت "الإيكونوميست" إن شركات أوروبا التي تعتمد علي التصدير للأسواق الناشئة لاتزال صامدة أمام الأزمة السوق الأوروبية للسيارات تواصل انكماشها للعام الخامس وعودتها لحجمها الطبيعي ستظل متعذرة حتي 2020
في بدايات شهر يوليو 2012 عبر سيرجيو ماركيوني رئيس شركة فيات عن حال سوق السيارات الأوروبية قائلاً: إن شركات السيارات العاملة في هذه السوق صارت تقف في بركة نتنة.. ولا يهم إلي أي مدي قد غاصت أقدامها في هذه البركة لأن رائحة النتانة لاتزال طاغية.. ومع الإعلان عن نتائج شركات السيارات الأوروبية في الربع الثاني من العام تبين بالفعل أن بعض هذه الشركات غاصت في البركة حتي الأعناق في حين لاتزال شركات أخري قادرة علي أن تشم رائحة الزهور. وتقول مجلة "الإيكونوميست" إن شركة بيجو ستروين الفرنسية التي تجاهد ضد الحكومة الاشتراكية الجديدة لأنها تحتاج إلي خفض الضرائب وليس إلي زيادتها كما تفعل الحكومة قد أكدت عند إعلان نتائجها عن الربع الثاني يوم 25 يوليو أنها تعاني من رائحة النتن إلي درجة كبيرة.. فقد قالت الشركة إن مجمل خسائرها عن النصف الأول من عام 2012 بلغت 869 مليون يورو "06.1 مليار دولار".. والحاصل أن أزمة دول منطقة اليورو قد فاقمت أزمة فائض المعروض من السيارات في أوروبا وأجبرت الشركات علي الدخول في حرب سعرية شرسة من أجل تصريف إنتاجها الزائد عن الحاجة.. وتقول الأرقام إن حرب الأسعار هذه تكلف بيجو ستروين نحو 200 مليون يورو "نحو 259 مليون دولار" شهرياً في شكل تخفيضات سعرية أو "حرق أسعار" مؤلم.. ولم يكن غريباً والحال كذلك أن تنخفض أسعار أسهم بيجو ويشعر المستثمرون بأن الشركة قد لا تصمد أمام هذا التردي في السوق سوي عام أو عامين آخرين. وعندما أعلنت بيجو ستروين في بدايات يوليو 2012 أنها تعتزم الاستغناء عن 6500 عامل وإغلاق مصنع أولناي التابع لها قرب باريس قال الرئيس الاشتراكي فرانسوا أولاند إن هذه الخطة غير مقبولة.. وعموماً فإن الحكومة الاشتراكية أعلنت كرد فعل علي شكوي بيجو إنها تعتزم تقديم حزمة إنقاذ مالي لصناعة السيارات الفرنسية.. وعندما أعلنت حزمة الإنقاذ فور إعلان بيجو عن خسائرها تبين أنها لن تغني من جوع حيث إن الدعم الأكبر سيتجه إلي السيارات الكهربية مع تقديم قروض لصغار الموردين وهو ما لن يغير شيئاً من الوضع الراهن لشركات السيارات الفرنسية. وفي ذات اليوم أعلنت شركة فورد الأمريكية إن خسائرها في أوروبا هذا العام ستكون أسوأ مما هو متوقع وستزيد علي مليار دولار.. كذلك أعلنت شركة فيات كرايزلر يوم 31 يوليو أن أرباحها الصافية في الربع الثاني من العام الحالي هبطت 92% بسبب مشاكلها في الأسواق الأوروبية.. وبالأرقام بلغت أرباح فيات كرايزلر 3.1 مليون يورو "53.126 مليون دولار" بعد أن كانت 3.1 مليار يورو "نحو 6.1 مليار دولار" خلال ذات الفصل من العام الماضي.. ولا يخفي أن أرباح فرعها الأمريكي كرايزلر جاءت بمثابة تعويض نسبي لأنه بدون أرباح كرايزلر لخسرت فيات 240 مليون يورو "نحو 295 مليون دولار".. وواضح أن النتن الذي سببه انكماش سوق السيارات الأوروبية قد عوضته نجاحات كرايزلر التي تملك فيات 62% منها.. وتقول الأرقام أيضاً إن مبيعات فيات في أوروبا انكمشت هذا العام وحده 18% حتي الآن وعموماً فإن ذات الرائحة العفنة تصدر من أوبل فوكسهول الذراع الأوروبي لجنرال موتورز.. وقد تغير رئيس أوبل فوكسهول في يوليو 2012 وللمرة الثانية خلال 8 أشهر.. والمتوقع أن تخسر أوبل مليار دولار هذا الشهر بجانب 14 ملياراً خسرتها منذ عام 1999 حتي الآن. ووسط هذه النتائج السيئة لكل من فورد وبيجو أعلنت دايملر الألمانية أن أرباحها زادت زيادة طفيفة في النصف الأول من العام الحالي لتصبح 9.2 مليار يورو "56.3 مليار دولار" وهذا مستوي يجعلنا نضع دايملر ضمن الشركات الأوروبية ذات الأداء الجيد في صناعة السيارات.. وعلي صعيد آخر فإن شركة جاجوار لاندروفر التي يوجدمقرها في بريطانيا وإن كانت كما نعرف في حوزة ملاك هنود قد حققت أرباحا قياسية وأعلنت أنها ستوجد 1100 وظيفة جديدة في مصنعها قرب برمنجهام إلي جانب توسعات ستجري في مصنع آخر تابع لها قرب ليفربول.. وفي يوم 26 يوليو أعلنت فولكس واجن الألمانية عن تحقيق أرباح قياسية تناهز 5.6 مليار يورو "نحو 8 مليارات دولار" خلال النصف الأول من العام الحالي بزيادة 7% عما حققته في النصف الأول من العام الماضي. وغني عن الذكر أن سوق السيارات الأوروبية في مجمله ينكمش للعام الخامس علي التوالي في حجم مبيعاته.. ولكن بعض الأسواق الوطنية مثل بريطانيا وألمانيا شهدت زيادة طفيفة في المبيعات حتي منتصف يوليو.. بينما انكمشت السوق الإيطالية للسيارات 20% والسوق الفرنسية 14%..