يراهن الكثير من الخبراء والخصوم السياسيين علي عدم قدرة جماعة الاخوان المسلمين علي توفير الأموال الكافية لتنفيذ برنامجهم التنموي فيما يعرف باسم برنامج النهضة، حيث يعد التمويل من اهم التحديات والصعوبات التي تواجه تنفيذ البرنامج خصوصا في المائة يوم الأولي للرئيس الدكتور محمد مرسي، لاسيما في ظل ارتفاع تكاليف هذا البرنامج الذي يبلغ نحو 20 مليار جنيه وفقا لتقديرات وزير المالية ممتاز السعيد "العالم اليوم "يناقش في هذا الجزء مع الخبراء والمتخصصين كيفية تمويل مشروع النهضة وافضل السبل الممكنة لتمويل البرنامج وضمانات تنفيذه وتطبيقه، بالاضافة إلي الطرق التي من المفترض ان تسلكها الحكومة الجديدة لتوفير ال 20 مليار جنيه. في البداية يقول د.حمدي عبدالعظيم عميد أكاديمية السادات للعلوم الادارية السابق ان تنفيذ النقاط الاساسية لبرنامج الرئيس الدكتور محمد مرسي خلال 100 يوم الاولي يحتاج لمخصصات مالية تقدر ب 20 مليار جنيه وفقا لما قدره وزير المالية الدكتور ممتاز السعيد وذلك نتيجة زيادة الدعم للطاقة والخبز وزيادة اسعار توريد القمح للمزارعين ومنح مكافآت وبدلات اضافية للموظفين والعاملين باجهزة المحليات والأحياء لحل مشكلات القمامة والمرور وغيرهما. ويشير عبدالعظيم الي ان مصادر تمويل هذا البرنامج ستكون من خلال عدة أوجه ابرزها الصناديق الخاصة التابعة لكل محافظة او من خلال الموازنة العامة للدولة وهي بالطبع تعاني من نسبة عجز كبيرة وهو ما سيدفع الحكومة لطرح المزيد من اذون الخزانة والسندات علي البنوك لتوفير التمويل اللازم للبرنامج في ظل معاناة خزينة الدولة من نقص للسيولة. ويلفت إلي ان طرح اذون الخزانة سيمثل المزيد من الاعباء علي الموازنة العامة للدولة وارتفاع قيمة الدين المحلي الذي تجاوز 1.3 تريليون جنيه وهو بذلك تعدي الخطوط الحمراء، مشيرا إلي ان الاستدانة من البنوك ستمثل عبئا جديدا علي الموازنة خلال الفترة القادمة في ظل ارتفاع اسعار الفائدة علاوة علي التأثير السلبي علي القطاع الخاص لان البنوك تركز اهتمامها وتفضل الاستثمار في اذون الخزانة والسندات الحكومية نظرا لانها مضمونة وسهلة وبأسعار فائدة عالية ولا يوجد بها مخاطرة ائتمانية علي عكس تمويل المشروعات والقطاعات الاستثمارية الاخري. مشكلات ومن جانبه يقول د.فرج عبدالفتاح استاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة ان 100 يوم لا يمكن ان تتحقق بها اي تنمية في بلد بالعالم والاجراءات التي حددها الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية في برنامجه الرئاسي للمائة يوم الأولي تتضمن بعض الحلول السريعة للمشكلات اليومية للمواطنين من ازمة مرور وخبز وقمامة وبوتاجاز ولكن للاسف الشديد الاوضاع كما هي لم نشهد اي تحسن في هذه الأمور. وأشار إلي أن الرئيس ادخل نفسه في متاهات ومشكلات منذ بداية توليه المسئولية بقرار اعادة مجلس الشعب مرة أخري واثار جدلا واسعا حول هذه الأزمة. وشدد عبدالفتاح علي ان الموازنة العامة للدولة تعاني بشكل كبير وتخطط الحكومة للعجز في الموازنة الجديدة ليكون 134 مليار جنيه وهو أمر غريب علي دور الحكومة والذي يجب ان يقوم علي استهدافها لسد العجز وليس استهداف تحقيق العجز ذاته اذن فأين دور الحكومة وماذا هي فاعلة. ويؤكد علي ان ما نراه حاليا في الموازنة العامة للدولة هو ترسيخ لادوات وآليات عمل المالية القديمة والتي استخدمت علي مدار الثلاثين عاما الماضية واندلعت ثورة ضدها. آليات ومن جانبه يقول فاروق العشري الخبير الاقتصادي إن الرئيس محمد مرسي لم يضع آليات أو أساليب تمويل برنامجه سواء خلال المائة يوم الأولي او برنامج النهضة، ويشير الي انه لم تظهر أي نتائج ملموسة لبرنامج الرئيس حتي الان رغم مرور اكثر من أسبوعين علي تسلمه مقاليد السلطة. ويحذر العشري من اتجاه الرئيس والحكومة الي تمويل هذا البرنامج من خلال طرح اذون خزانة وسندات جديدة علي البنوك لما يمثله ذلك من خطورة علي الاقتصاد الوطني ومضاعفة اعباء الموازنة العامة للدولة.