قرأت تحقيقا صحفيا بإحدي المجلات المتخصصة وهي مجلة الحبوب التي تصدرها غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات المصرية عن مافيا الدعم. ولاشك أن مافيا السوق توحشت وسط الانفلات الذي يسيطر علي السوق المصرية منذ سنوات بسبب الكيانات الاحتكارية التي دعمها النظام السابق، فخرج علينا مافيا الاستيلاء علي أموال الدعم وعرفنا أغنياء الدعم.. سنوات طويلة استولوا خلالها علي مئات المليارات من الجنيهات، ورغم ذلك لم يشبعوا، واستغلوا الظروف التي تمر بها البلاد حاليا لنهب المزيد، فهم اشعلوا أزمات أنابيب البوتاجاز والسولار حتي رغيف العيش نهبوه قبل أن يصل للناس. هذه المافيا أسهمت في إثارة العنف والقلاقل واستغلوا تراجع الاقتصاد المصري خلال الاشهر الستة الاخيرة في ظل غياب الردع، وفي ظل ضعف الرقابة، وحتي القوانين الحاكمة للسوق هي قوانين عفي عليها الزمن، مافيا الاستيلاء علي الدعم أصبحت مثل الجراد تلتهم الأخضر ولا يهمها سوي جني الارباح ولو علي جثة المواطن، ومنذ سنوات طويلة ونحن نسمع عبارة شهيرة وصول الدعم لمستحقيه، ورغم مرور سنوات وسنوات والدعم لا يصل لمستحقيه ولكن وصل لجيوب مافيا الدعم ساعدهم في ذلك الخلل في منظومة الدعم نفسها، فالسلع المدعومة مثل الخبز والسولار وأنابيب البوتاجاز تباع في السوق يشتريها لمن يدع أموال أكثر ومن الطبيعي أن يصل الدعم والفتات إلي الفقراء، وأيضا حجم الدعم الموجه للغذاء أقل بكثير من الموجه للوقود رغم أن هذا مكلف جدا للحكومة ولا يحقق العدالة الاجتماعية المرجوة من توفير الدعم، والغذاء يستحوذ علي جزء كبير من دخل الاسرة المصرية شهريا ما بين 60 إلي 80% مهما يشكل عبئا كبيرا في ظل الارتفاع المتواصل للاسعار وارتفاع تكاليف المعيشة وتدني الأجور ومما لاشك فيه أن الاجور ارتفعت ما بين 150 إلي 110%، بينما ارتفعت الاسعار ما بين 150 إلي 280 مما يعني تراجع مستوي المعيشة للمواطن وإذا كان هذا كلام الغرف ومنظمات الاعمال فلماذا لم تقدم مقترحات لقضية الدعم.