تبدأ البنوك صباح الغد عقد اجتماعات مكثفة علي مستوي إدارات الأموال ولجان "الألكو" المسئولة عن تحديد أسعار العائد بها لبحث مصير أسعار الفائدة علي أوعيتها الادخارية بالجنيه بعد إعلان بنكي الأهلي المصري ومصر اعتزامهما رفع فائدة أشهر وأكبر وعاءين ادخاريين بالسوق بنسبة 2% دفعة واحدة . كان بنكا الأهلي ومصر قد كشفا اليوم عزمهما رفع أسعار الفائدة علي شهادتيهما الادخاريتين "البلاتينية" و"التميز" بنسبة 2% بدءا من الغد لتصل إلي 5 .11% سنويا مقابل 5 .9% قبل الزيادة . . وتعد شهادتا البنكين العامين هما الأشهر في السوق كما أنهما تعدان أكبر وعاء ادخاري حيث تستحوذان علي نسبة كبيرة من ودائع القطاع المصرفي ككل . وقال هيثم عبدالفتاح مدير عام الخزانة ببنك التنمية الصناعية والعمال المصري إن البنوك ستدرس تأثير قرار بنكي الأهلي ومصر علي أوعيتها الادخارية خاصة وأن شهادتي البنكين أصبحتا تمنحان أعلي سعر فائدة ثابت علي مستوي الشهادات الثلاثية بالسوق . . وتوقع هيثم أن يكون لقرار رفع الفائدة علي شهادتي الأهلي ومصر بهذا الشكل تأثير كبير علي أسعار العائد علي الأوعية الادخارية بالسوق ككل في ظل المنافسة القوية بين البنوك علي جذب السيولة، لكنه أشار في الوقت نفسه إلي أن أي تحريك لأسعار الفائدة بالبنوك يتوقف علي ظروف كل بنك واحتياجاته من السيولة وأيضا توظيفاته . يذكر أن السوق المصرفية المصرية تعاني من أزمة سيولة كبيرة منذ ثورة يناير وحتي الآن رغم محاولات البنك المركزي المستمرة للحد منها، ويرجع الجزء الأكبر من تلك الأزمة لقيام البنوك خاصة العامة بتغطية طروحات الحكومة من أدوات الدين بعد الثورة عقب خروج المستثمرين الأجانب منها في ظل القلق السياسي الذي صاحب الثورة . وكانت الحكومة التي تعاني عجزا كبيرا في الموازنة العامة للدولة قد أعلنت في وقت سابق من الشهر الماضي اعتزامها اقتراض 170 مليار جنيه من السوق المحلية عن طريق أدوات الدين خلال الربع الثاني من العام المالي 2011/2012 والممتد من أكتوبر الماضي حتي نهاية ديسمبر القادم . . وتعد البنوك أكبر مستثمر في أدوات الدين بجانب صناديق الاستثمار والمستثمرين الأجانب وإن كانت حصة القطاع الأخير قد تضاءلت كثيرا عقب الثورة .