الزجاج من الصناعات الواعدة محليا بسبب المزايا النسبية التي تتمتع بها ومنها توافر المواد الخام اللازمة للتصنيع إلا أنها تواجه مشكلة التمويل والتباطؤ في إجراءات الموافقة علي إقامة المصانع والكيانات الإنتاجية مما يصيب المستثمرين بالاحباط وكذلك هجرة العاملين المهرة للخارج علي الرغم من أن حجم استثماراتها يقدر بنحو 20 مليارجنيه والطاقة الإنتاجية في تزايد مستمر حيث ارتفعت من 800 ألف طن في عام 2007 حتي وصلت إلي 1،9 مليار جنيه وكما وصل معدل صادراتنا إلي مليار و83 مليون جنيه. ومن جانبه أكد محمد خطاب العضو المنتدب لشركة سفنكس للزجاج أن هناك عدة عوامل رئيسية للنمو تسهم في زيادة قدرات مصر الإنتاجية، من بين تلك العوامل تطبيق المعايير والإجراءات التنظيمية الجديدة، والتي تزيد بالتأكيد من الطلب علي منتجات الزجاج فائق الجودة في مصر كما أن المخاوف البيئية وجهود الحفاظ علي البيئة والموارد الطبيعية كان لها أثر ملحوظ علي قطاع تصنيع الزجاج، إذ إن شعار "صديق البيئة" أصبح يعني أن مواد البناء لقطاعات العقارات والإنشاءات يجب أن توفر منافع بيئية أيضا، وهو ما أصبح يميز حركة البناء غير الضار بالبيئة أو ما يعرف ب"المباني الخضراء" التي نشهدها حول العالم فالزجاج فائق الجودة يوفر امكانية ترشيد استهلاك الطاقة من خلال الوقاية الأفضل من نفاذ الحرارة والضوء والتي لها أثر ايجابي في حماية البيئة. وقال خطاب إن الزجاج قد أصبح احدي مواد البناء الاساسية في العقارات والإنشاءات الحديثة وأن هذا التوجه سيستمر في المستقبل المنظور مع استمرار التطور في تكنولوجيات تصنيع الزجاج والتطور في التصميمات الهندسية ونماذج البناء والتي أدت إلي ظهور المنشآت الحديثة التي نشاهدها الآن وهذا أمر مثير لصناعة الزجاج حاليا ونتوقع أن يظل كذلك في مقبل الأيام.وقال محمد السيد أحد المصدرين إن صناعة الزجاج توفر نحو 60 ألف فرصة عمل في المصانع بالاضافة إلي عدة آلاف الفرص في ورش الزجاج المزخرف التي يصل عددها إلي 130 ورشة وورش الزجاج اليدوي البالغ عددها 55 ورشة علي مستوي الجمهورية وإن كان أغلبها يتركز في منطقة الحسين اعتمادا علي أنها منطقة سياحية مشيرا إلي أن صناعة الزجاج تتداخل معها مجموعة من الصناعات ومنها صناعة السيارات لاستخدام الزجاج في الشبابيك وواجهة السيارات والادوية والصناعات الغذائية لاحتياجها للعبوات الزجاجية. ويقول محمد فتحي عضو غرفة الكيماويات إن موقع مصر وامكاناتها الطبيعية من الخامات الجيدة يؤهلها لكي تكون مركزا لصناعة الزجاج في العالم فهي قريبة من أوروبا والعالم مما يجعل نقل الصادرات ذا تكلفة مقبولة فضلا عن توافر اعداد كبيرة من الايدي العاملة التي يمكن تدريبها لاحتراف هذه الصناعة ويلفت عضو الغرفة إلي أن صناعة الزجاج حققت قفزة خلال السنوات الماضية نظرا لضخ استثمارات تتراوح من 5 إلي 7 مليارات في صورة إنشاء مصانع جديدة أو إجراء توسعات جديدة في الكيانات القائمة لدرجة أن ذلك يضاهي استثماراتها علي مدي الاربعين عاما السابقة ولو تبنت الدولة مشروعا لترويج هذه الصناعة ستنجح في عدة مليارات من الخارج خصوصا أن معظم دول أوروبا أغلقت مصانعها لوجود أنشطة صناعية أخري.