يبدو أن زيادة الرقعة الزراعية سيكون هو الحل الأمثل في القضاء علي ارتفاع أسعار المواد الغذائية حيث يمكن مع هذه الزيادة أن تتراجع الأسعار بحلول النصف الثاني من العام الجاري إذا ظلت أحوال الطقس علي اعتدالها. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال عن تقرير صدر مؤخراً عن "مجلس الحبوب الدولي" بلندن أنه من المتوقع أن تزيد الرقعة العالمية المزروعة من القمح بنحو 1.3% إلي 224 مليون فدان في العام الحالي ليرتفع معها الإنتاج بنسبة قدرها 4% إلي 670 مليون طن. ومن المنتظر أن تزيد المساحة المزروعة من القمح في روسيا التي تراجع فيها الإنتاج في العام الماضي جراء الجفاف بأكثر من 15%. وبدأت البرازيل في حصد محصول فول الصويا في موسم ربما يعتبر الأفضل علي الإطلاق في الوقت الذي أنعش فيه هطول الأمطار المحصول في جارتها الأرجنتين بعد أن هدده جفاف المناخ في الشهر الماضي بالفشل. كما من المتوقع أن يدفع ارتفاع الأسعار إلي زيادة الرقعة المزروعة في أمريكا بنحو 4 ملايين فدان إلي 103 ملايين هذا العام. وتوقعت وزارة الزراعة الأمريكية زيادة في زراعة القمح بنسبة 3.4% وفي فول الصويا بنحو 0,3% في العام الجاري. ويقول تقرير "يو بي أس" الذي نشر مؤخراً "لم يسبق أن بلغ إنفاق الاستثمارات الزراعية هذه النسبة كما فاق حجم الطلبيات الفترة التي شهدت طفرة أسعار المواد الغذائية خلال سبعينات القرن الماضي عندما انتشر التضخم في معظم أجزاء العالم. ولا يزال من الممكن تراجع الأسعار في بعض المناطق اعتماداً علي تنوع المحاصيل وأحوال الطقس المحلية. ويقول الاقتصاديون في "باركليز كابيتال" في سنغافورة بلغ تأثير أسعار المواد الخام الغذائية ذروته علي الأقل في آسيا وذلك نسبياً لضبط أسعار الأرز الذي يعتبر أساسياً للغذاء في تلك القارة كما عمل تحسين الإنتاج في المنطقة علي تراجع توقعات طلب الواردات في عام 2011 - 2012. وكانت الفلبين وبنجلاديش وأندونيسيا من أكبر الدول المستوردة للأرز في العام الماضي. ويتوقع "مجلس الحبوب الدولي" ارتفاع ناتج بنجلاديش من الأرز بنحو 5% إلي 32 مليون طن في السنة الزراعية الحالية 2011 مما يعني قلة الوارد أو انعدامه كلياً. أما الفلبين التي تعتبر أكبر مستورد للأرز في العام الماضي بنحو 2,45 مليون طن فتتوقع أن يتراجع معدل الوارد لأقل من مليون طن. ومن المنتظر أن تشهد الرقعة الزراعية زيادة ملحوظة في منطقة البحر الأسود والبرازيل. وحدث فشل جماعي للمحاصيل في السنة الزراعية 2007 - 2008 في الدول المصدرة الرئيسية لكن عندما تحسنت أحوال الطقس، ارتفع معدل الإنتاج في السنة التي تلتها مباشرة. وارتفعت المساحة المزروعة من الذرة في الصين بنحو 4,2% إلي 32.5 مليون فدان في 2010 بعد الزيادة التي حققتها في 2009 بنحو 4,4% كما من المتوقع أن تزيد الرقعة المزروعة لأكثر من ذلك خلال العام الجاري. مصطفي عبد العزيز