يواجه العالم العربي أزمة طاحنة في الغذاء خاصة بعد الارتفاعات المتواصلة في أسعار الغذاء العالمية والتي أدت الي زيادة من يعانون نقص التغذية في البلدان النامية. أكدت منظمة الأغذية والزراعة »الفاو« ان انتاج الوطن العربي من القمح تراجع من 44 مليون طن من عام 2001 حتي نهاية عام 2006 الي 28 مليون طن بحلول عام 2008 بنسبة انخفاض تقدر بنحو 36٪ . وأكد سعد العتيبي المدير العام المساعد للمنظمة ان الهزات الكبيرة وغير المتوقعة لأسعار الغذاء العالمية أثرت بصورة هائلة علي الأمن الغذائي للأسر الفقيرة في الدول النامية بما فيها الدول العربية التي تنفق أكثر من 70٪ من دخلها علي الغذاء. وقررت الفاو في البيان الرسمي الصادر عنها امس أن أزمة أسعار الغذاء في 2007 2008 أدت الي زيادة أعداد البشر الذين يعانون من نقص التغذية بنحو 80 مليون نسمة. وكان المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة »أكساد« التابع لجامعة الدول العربية قد قدم دراسة عن الأمن الغذائي في الوطن العربي أمام القمة الاقتصادية التي عقدت مؤخراً بمدينة شرم الشيخ. أكدت الدراسة ان الدول العربية تستورد حبوبا ودقيقا سنويا تصل الي 54.265 مليون طن بقيمة تصل الي 10 ملايين دولار. أوضحت الدراسة أن المساحة المزروعة بمحصول القمح علي مستوي الوطن العربي تصل الي نحو 6٪ من اجمالي المساحة العالمية، وبمتوسط انتاجية أدني من متوسط الانتاجية العالمية. كما أوضحت الدراسة أن المساحة المزروعة بالقمح عربياً تقدر بنحو 12.552 مليون هكتار »الهكتار = 16 قيراطاً أي ثلثي فدان«. ويقدر الانتاج العربي من القمح بنحو 25 مليون طن. وتصل المساحة المزروعة بالشعير الي 6.3 مليون هكتار تعطي انتاجية تقدر بنحو 3.02 مليون طن. وأضافت الدراسة أن كمية الواردات من محصول الشعير نحو 11 مليون طن تصل قيمتها الي 2.4 مليار دولار. وأشارت الدراسة الي أن الدول العربية التي تزرع قمح اًوهي الأردن وتونس والجزائر والسودان وسوريا، ولبنان وليبيا المغرب واليمن ومصر. وأرجعت الدراسة التباين في م متوسط انتاجية الفدان في الدول العربية الي اختلاف العوامل البيئية والحيوية السائدة في كل دولة بالاضافة الي التباين في الطاقة الانتاجية الوراثية الكامنة للأصناف المزروعة ومدي تكيفها مع الظروف المناخية.