9 يناير 2011 ليتذكر كل العرب هذا التاريخ جيدا.. انتهي السودان الكبير الذي نعرفه! مخطط تفتيت الوطن العربي يتواصل، السودان ليس المستهدف فقط، هناك العراق، ولبنان، واليمن و... و... المخطط قد يهدئ من وضعوه لبعض الوقت، لكن الهدف الاستراتيجي قائم، لا يحيدون عنه أبدا. ثروات الوطن العربي يجب ألا تكون في خدمة التنمية والتقدم والنهضة فإما ان توجه للحرب وإما أن يتم هدرها، وإما ان تتعرض لسوء التوزيع بما يسهم في تقسيم الدولة الواحدة بين فقراء مدقعين في فقرهم، واثرياء يناطحون قارون في غناه، والمحصلة مزيد من صب نار التفتيت علي كل الجسد العربي. ذبح السودان تهديد لكل العرب، ولأمنهم القومي، والمسألة ليست فقط حقوق مصر في المياه، وما قد ينشأ من تهديدات اضافية حين يضاف لحوض النيل دولة جديدة فالأمر أعمق وأخطر. العمق الاستراتيجي العربي في افريقيا يتم بتره وحصاره! سلة غذاء العرب ضاعت للأبد! السودان وجنوبه كان جسرا عربيا نحو السوق الافريقية، وبعد 9 يناير 2011 أصبح هناك من يتحكم في الجسد ووراءه أعوان وأهداف ومصالح هي بالقطع ضد كل ما هو عربي! لم تحدث المعجزة كما ادعي احد العرافين، ويصوت أهل الجنوب لصالح الوحدة! كان رهانا خاسرا بعد كل هذا الحشد الدولي والاقليمي في اتجاه ضرب وحدة السودان، ولا نقول استقلال الجنوب. لم تحدث المعجزة بل علي العكس فلن يكون انفصال السودان سوي حلقة في سلسلة طويلة لفصل أجزاء أخري عن الجسد السوداني، ودارفور والشرق علي القائمة. لم تحدث المعجز، بل سيتم التسريع بمخطط تفتيت دول عربية أخري لتصبح مقدرات وثروات وامكانات العرب أكبر من طاقة الكيانات الصغيرة المخطط لقيامها، ومن ثم يسهل توجيه الثروات والامكانات العربية ضد مصالحنا القومية. ما حدث في جنوب السودان جرس إنذار لمن يشاء أن ينتبه إلي الاندفاع لوقف مخطط التفتيت قبل أن يصل إلي داره!