توصلت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مع السلطات الانتقالية في دمشق إلى اتفاق مبدئي لدمج قواتها ضمن وزارتي الدفاع والداخلية، في خطوة تمثل محاولة لإنهاء الانقسام العسكري والإداري في شمال وشرق سوريا منذ عام 2012. اتفاق على هيكلة القوات الكردية ضمن الدولة السورية الاتفاق الذي جاء بعد أشهر من التوتر والمفاوضات المتكررة، يشمل إعادة هيكلة القوات الكردية وتضمينها ضمن تشكيلات الدولة، مع المحافظة على بعض الرموز التاريخية للاسم العسكري قسد تكريمًا لدورها في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي.
وبالرغم من ترحيب بعض الأطراف بهذا الاتفاق كخطوة نحو استقرار شامل، يبقى القلق الكردي حاضرًا بقوة، حيث ترى القيادة الكردية وبعض القوى السياسية، أن الحكم الذاتي المحلي شكل حماية للمكونات الكردية والأقليات المحلية في المنطقة، وأتاح لهم فرصة المشاركة السياسية والاقتصادية ضمن مؤسسات الإدارة الذاتية، وهو ما قد يتراجع مع دمج القوات ضمن هيكل مركزي جديد لا يضمن تمثيلًا متوازنًا.
كما يرى العديد من المفكرين الأكراد، أن خطوة الاندماج تحت سيطرة مركزية ستترك مصائر المناطق الكردية بيد سلطات دمشق دون ضمانات واضحة، في ظل غياب دستور شامل يضمن الحقوق لجميع الأطراف والمكونات. مخاوف من تهديد الاتفاق لهوية الأكراد الثقافية والسياسية فيما أشار آخرون، إلى أن أي اتفاق يشكل تهديدًا لهوية الأكراد الثقافية والسياسية، خاصة في ظل غياب ضمانات دستورية واضحة تحمي حقوق الأقليات، والتجارب السابقة في مناطق مثل السويداء والساحل السوري، حيث تعرضت الأقليات لانتهاكات جسيمة، تُعتبر مؤشرًا على المخاطر المحتملة في حال تم دمج قسد ضمن الجيش السوري الجديد.
ويستند التحليل الكردي إلى تجارب سابقة في مناطق سورية أخرى شهدت انتهاكات على أساس طائفي، مثل محافظة السويداء والساحل السوري، حيث وثقت منظمات حقوقية انتهاكات وعنفًا استهدف الأقليات المحلية خلال مواجهات مسلحة.
في تقرير أصدرته لجنة الأممالمتحدة للتحقيق في سوريا صدر شهر أغسطس 2025، وثقت اللجنة موجة من العنف استهدفت مناطق الساحل السوري والوسط الغربي في مارس من نفس العام، ووصفتها بأنها "واسعة النطاق ومنهجية".
كما لفت التقرير، إلى أن هذه الانتهاكات قد تكون جزءًا من نمط مستمر من العنف ضد الأقليات، مما يثير مخاوف جدية بشأن مصير المكونات الكردية في حال تنفيذ اتفاق دمج قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في مؤسسات الدولة السورية.
هذه الأمثلة أصبحت بمثابة إطار تحذيري للقيادات الكردية، التي ترى أن غياب ضمانات دستورية واضحة وحماية لحقوق الأقليات والمكونات المحلية قد يترك المجال لتجاوزات مماثلة في شمال وشرق سوريا بعد دمج قسد في الجيش الجديد ووزارة الداخلية، خصوصًا إذا استمر تأثير عناصر متشددة أو قيادات عسكرية جديدة تفتقر للخبرة في إدارة مناطق متعددة المكونات.
ويرى العديد من المحللين الأكراد، أن الاتفاق على اندماج كامل في مؤسسات الدولة السورية المركزية يحمل مخاطر كبيرة على الهوية المحلية والمكاسب الإدارية التي حققتها الإدارة الذاتية، ويشير هؤلاء إلى أن نموذج الفيدرالية أو الحكم اللامركزي الموسع يوفر حلًا وسطًا يسمح بحماية الهوية الثقافية والسياسية للأكراد والأقليات الأخرى، مع الحفاظ على وحدة الدولة السورية.
وفق هذا الطرح من وجهة نظر دعاة الفيدرالية، يمكن إدارة الموارد المحلية واتخاذ القرارات الأمنية والإدارية بشكل مستقل نسبيًا، مع إشراف الدولة المركزي لضمان التنسيق الوطني ومنع التجاوزات.
ويعتبرون أن الحكم الفيدرالي يتيح مشاركة حقيقية للمكونات المحلية في صنع القرار، ويحد من مخاطر الاحتكاكات الطائفية أو القومية التي شهدناها سابقًا في مناطق مثل السويداء والساحل".
كما إن اللامركزية الموسعة تمنح كل مكون هامشًا لإدارة شؤون مجتمعه، مع الحفاظ على وحدة الدولة الوطنية، وتجنب إعادة إنتاج الانتهاكات التي وقعت في مناطق أخرى من سوريا، مما يعزز الاستقرار والاستدامة السياسية على المدى الطويل".
علاوة على أن بعض التشكيلات المسلحة في الجيش السوري، ذات طابع متشدد وتحمل احقادًا طائفية تجاه الأقليات، وهو ما نشهده في المناوشات التي تندلع بين قسد والجيش السوري وقت لأخر، وغير مستبعد ان تتوجه هذه التشكيلات نحو مناطق سيطرة قسد بعد اندماجها "للانتقام"، ويعتبر هذا النموذج من قبل العديد من الخبراء الضمانة الأكثر واقعية لتسوية النزاعات المحلية، إذ يجمع بين احترام التنوع وحماية الحقوق، وفي الوقت نفسه يضمن وحدة الدولة السورية ومؤسساتها الأساسية. إصابة عناصر من الجيش السوري في هجوم شنته قوات قسد على ريف دير الزور قسد تطالب التحالف الدولي بمزيد من الدعم لمنع عودة داعش
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا