بالرغم من اختلاف الخبراء حول الجلسة الاستكشافية إلا أن البعض مازال يطالب بإعادة تقييم التجربة وخاصة بعد أن أصبحت هذه الجلسة أداة يستغلها المضاربون لعمل فجوات سعرية في الأسهم سواء كانت بهدف رفع سعر السهم أو خفضه لتحقيق مصالحهم الفردية. يأتي ذلك بالرغم من أن الهدف من تطبيق جلسة السعر الاستكشافي هو القضاء علي التلاعبات والحد من التقلب الشديد في أسعار الأوراق المالية، خاصة مع بداية جلسة التداول. والجلسة الاستكشافية تسمح للمنفذين بتسجيل وتعديل الأوامر قبل بداية الجلسة العادية، بطريقة تمكن من استكشاف اتجاه السوق لكل ورقة مالية من خلال قواعد عمل الجلسة الاستكشافية، التي تقوم بحساب سعر فتح الورقة بصورة آلية بحتة. كما يتم إقفال الجلسة لتحديد السعر الاستكشافي للورقة المالية الذي سوف يتحول إلي سعر الفتح للورقة خلال الجلسة العادية في لحظة عشوائية، تحول دون أية تلاعبات بسعر الفتح، ومن المتوقع أن الجلسة الاستكشافية من شأنها الحد من التقلب الشديد في أسعار الأوراق المالية، خاصة مع بداية جلسة التداول. أكد عادل عبدالفتاح رئيس مجلس إدارة شركة ثمار العربية لتداول الأوراق المالية أن نظام الجلسة الاستكشافية المتبع حاليا هو نظام مناسب جدا للفترة الحالية في ظل السعي إلي سوق مفتوح لا يوجد عليه أي نوع من القيود. أضاف أن النظام سيمنح بتفاعل الأسهم مع الأخبار الجوهرية إن وجدت من خلال طلبات شراء حقيقية وبالتالي فإن نسبة ارتفاع أي سهم لابد أن تكون متناسبة مع حجم الخبر وأهميته. ويري وائل جودة خبير أسواق المال أنه من النادر متابعة المتعاملين للجلسة الاستكشافية وخاصة أن المستثمر المحترف عادة ما يقوم بالشراء بعد منتصف الجلسة. أضاف أنه وبالرغم مما سبق فإن هذه الآلية لابد من إعادة تقييمها مرة أخري وخاصة أنها إذا كانت تتناسب مع الأسهم الكبري فهي لا تتناسب مع الأسهم الصغيرة والتي عادت إليها المضاربات مجددا في الفترة الأخيرة وهو الأمر الذي يدعو إلي القول بإن نظام الجلسة الاستكشافية لا يتناسب معها ووجوب العودة إلي نظام الفتح علي أساس إغلاق اليوم السابق لحماية صغار المستثمرين. ومن جانبه أكد الدكتور أيمن فرج باحث اقتصادي بجامعة القاهرة إن الجلسة الاستكشافية ساعدت بشكل كبير في عمليات المضاربة نظرا لأن الحدود السعرية للسهم يتم تحديدها وفقا لسعر الفتح الذي تم تحديدها من خلال الجلسة الاستكشافية وليس من خلال حساب سعر الإغلاق السابق وهو ما يمكن المضارب من تحقيق نسبة ارتفاع تصل إلي 40% خلال جلسة تداول واحدة. أضاف أن بعض المتعاملين في السوق يتجهون إلي عمل فجوات سعرية في الأسهم سواء كانت بهدف رفع سعر السهم أو خفضه لتحقيق مصالحهم الفردية لتحقيق أرباح كبيرة من خلال خداع المستثمرين وإيهامهم بأن السهم سيتجه للانخفاض مثلا بعد تنفيذ صفقة عليه بسعر منخفض ليتسارع المستثمرون علي بيعه والخروج منه بأقل الخسائر الممكنة ليبدأ في عملية الشراء والصعود بسعر السهم مجددا ومن ثم يتهافت المستثمرون علي اللحاق بالاتجاه الصاعد للسهم أو قد يتجه إلي عكس ذلك بغرض البيع. من جانبه أكد مصطفي الأشقر مدير الاستثمار بشركة "جراند انفستمنت" لتداول الأوراق المالية أن سوق المال تحتوي علي العديد من الأدوات سواء كانت آلية الشراء والبيع في ذات الجلسة أو التداول عبر شركة الإنترنت لافتا إلي أن الجلسة الاستكشافية هي أداة لا تختلف عن تلك الأدوات موضحا أن استخدامها في تحقيق أرباح للمستثمرين لا يعد أمرا غير قانوني نظرا لأن استخدامها يحتاج إلي خبرة كبيرة في التعامل مع السوق خاصة فيما يتعلق بالتوقعات الخاصة بسعر العرض أو الشراء ولفت مدير الاستثمار إلي أن آلية الشراء والبيع في ذات الجلسة بالرغم من توافرها في سوق المال منذ عدة سنوات فإنه لا تجيد استخدامها سوي فئة قليلة من المتعاملين بالسوق وغالبا ما حقق خسائر فادحة لمن لا يعرف كيفية التعامل بها. ومن جانبه يري مصطفي بدرة خبير أسواق المال أن الجلسة الاستكشافية تعطي الفرصة للمتعاملين لاستكشاف الأسعار ليحتكموا إليها مبكرا وإن كان حتي وقتنا الحالي لا يحقق هذا النظام طموحات بعض المتعاملين الذين يركزون تداولاتهم أثناء الجلسة للتحكم في السعر سواء كان بالارتفاع أو الانخفاض.