بعد ارتفاع الأسعار العالمية للقمح إلي أكثر من 300 دولار للطن.. وبعد قرار روسيا بحظر تصدير القمح بدءا من 15 أغسطس الحالي إلي 31 ديسمبر المقبل بسبب موجة الجفاف التي ضربت روسيا مؤخرا.. طالب عدد من الخبراء والمهتمين بالتنمية الزراعية بضرورة التخطيط لاستراتيجية جديدة تهدف للوصول لتحقيق اكتفاء ذاتي من القمح بنسبة 80% علي الأقل وأكدوا علي ضرورة زيادة المساحة المزروعة بالقمح من 3 إلي 5.3 مليون فدان، وزيادة إنتاجية الفدان من 7.2 طن إلي 2.3 وتعميم استخدام التقاوي الجيدة التي تعطي إنتاجية عالية بجانب التوسع في استخدام الآلات الحديثة وفي خلط القمح بالذرة. وأشار الخبراء إلي أن الوصول لتحقيق هذا الهدف يتطلب أيضا توافر إرادة سياسية، وتطبيق نظم الري الحديثة بشكل تدريجي في الأراضي القديمة وتقليل الفاقد من 12% حاليا إلي 3% المتوسط العالمي. وشدد الخبراء علي ضرورة بناء صوامع جديدة للقمح من أجل تقليل هذا الفاقد وعلي ضرورة أن يصل معدل استهلاك الفرد إلي 100 كيلو سنويا بدلا من 170 كيلو حاليا.. ونبهوا علي ضرورة الإسراع في تطبيق نظم الري الحديث كمرحلة أولية علي الأراضي التي تزرع بالفاكهة والتي تزيد علي ال 7.1 فدان. إلغاء التعاقدات من جهته أشار د. صبحي أبو النجا رئيس قسم الاقتصاد الزراعي بكلية زراعة المنوفية إلي أهمية تحقيق اكتفاء ذاتي من القمح بنسبة 80% علي الأقل.. خاصة بعد إلغاء تعاقدات توريد القمح الروسي لمصر التي تقدر كميتها ب 360 ألف طن وارتفاع الأسعار العالمية للقمح من 200 دولار للطن إلي أكثر من 300 دولار. ولفت إلي أن هناك مخاطر عديدة يمكن أن تواجه مصر في حال اعتمادها بشكل كبير علي الأسواق الخارجية في استيراد القمح حيث يمكن أن يستخدم كأداة ضغط سياسي واقتصادي عندما يقل حجم الإنتاج العالمي مثلما حدث في روسيا التي انخفض إنتاجها بمقدار الثلث بسبب العوامل الجوية. وشدد أبو النجا علي ضرورة توافر إرادة سياسية حقيقية تسعي بجدية لتحقيق اكتفاء ذاتي من القمح يصل إلي 80% بدلا من 57% حاليا. زيادة المساحة ونبه د. صبحي أبو النجا علي أن تحقيق هدف الوصول بحجم الإنتاج إلي 80% يتطلب تحقيق عدد من الأمور المهمة يأتي علي رأسها زيادة المساحة المزروعة بالقمح من 3 ملايين فدان حاليا إلي 3 ونصف مليون فدان.. والوصول بإنتاجية الفدان من 2،7 إلي 3،2 طن.. بجانب تقليل الفائد الكبير في مراحل الحصاد والتخزين والنقل وألمح إلي أنه يمكن زيادة إنتاجية الفدان في حال التوسع في استخدام السلالات الجيدة الموجودة لدينا حاليا، بجانب تحسين وسائل الزراعة. أسعار القمح وقال: إن هناك فرقا كبيرا بين الاستيراد بغرض استكمال احتياجات مصر.. والاستيراد بغرض توفير احتياجات ضرورية للدولة لا يمكن الاستغناء عنها. وشدد علي ضرورة أن تحرص وزارة الزراعة في الفترة المقبلة علي وضع سياسة دائمة تهدف لرفع سعر شراء أردب القمح بأسعار تزيد علي الأسعار العالمية لكي يقبل المزارعون علي زرعة هذا المحصول الاستراتيجي. سلالات جديدة ويرصد د.محمد رزق رئيس المحاصيل السابق بكلية زراعة الأزهر عددا من المعوقات التي تحول دون تحقيق اكتفاء ذاتي من القمح يصل ل80% علي الأقل من هذه المعوقات.