شبكة أوروبية: مصدرو القمح الأمريكي رفعوا أسعاره بعد توقعات بتوجه مصر إليهم بعد الحظر الروسي أسعار القمح الأمريكي انخفض قالت شبكة بلومبرج الإخبارية الأوروبية في موقعها الاقتصادي أمس إن أسعار القمح انخفضت بشكل كبير خلال الأسبوعين الماضيين في الولاياتالمتحدة - التي تعد المصدر الأكبر للقمح في العالم - بسبب اتجاه مصر منذ أيام لاستيراد شحنات قمح كبيرة من الأسواق الفرنسية، وهو ما أدي بدوره إلي تكدس مخزون القمح في دول أخري مثل كندا - ثاني أكبر مصدر للقمح في العالم -. وذكر الموقع الأوروبي الشهير في تقريره أن مصر - المستورد الأكبر في العالم للقمح - اشترت الأسبوع الماضي نحو 24 ألف طن من القمح ينتظر أن يتم شحنها إلي مصر في شهر أكتوبر المقبل، مشيرة إلي أن هذا التصرف أدي إلي ارتفاع كبير في المخزون الاحتياطي من القمح الكندي - الذي كان مجهزاً للتصدير - حسبما أكد تقرير حكومي كندي. وأوضحت الشبكة الأوروبية في موقعها الاقتصادي أنه في ظل لجوء مصر للبديل الفرنسي وزيادة المخزون لدي الدول المصدرة التي كانت تعقد الكثير من الآمال علي توجه مصر إليها، تراجعت أسعار القمح الأمريكي بشكل كبير، بعد أن كانت قد زادت بنسبة 7،6 في المائة خلال الشهر الماضي بعدما اعتقد مصدرو القمح في أمريكا أن مصر ستلجأ إلي القمح الأمريكي كبديل بعد توقفها عن الاستيراد من روسيا التي أصدرت قراراً بحظر تصدير القمح بسبب حالة الجفاف التي ضربت البلاد في الشهور الأخيرة. ونقلت شبكة بلومبرج عن لاري جلين - المحلل الاقتصادي الأمريكي - تأكيده أن عدم حصول أمريكا وكندا علي فرصة البيع لمصر مقابل بعض أرصدتها أدي إلي حالة من الهبوط في الأسواق، إلي جانب انخفاض في أسعار الأسهم الكندية في البورصة الأمريكية، مشيراً إلي أن الأسعار ربما كانت ترتفع قليلا لو كانت مصر اشترت احتياجاتها من القمح من الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلا أن توجهها إلي المصدر الفرنسي لم يكن مفاجأة علي كل حال. كانت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية قد نشرت تقريراً أواخر الشهر الماضي أكدت فيه أن مصر وجهت ضربة قوية لسوق القمح الأمريكية، مشيرة إلي أن أسعار القمح الأمريكية كانت قد ارتفعت في هذه الفترة إلي أعلي معدل لها منذ عامين، إلا أن مصر وجهت ضربة قاضية عندما أعلنت عن صفقات لشراء القمح تمت بينها وبين فرنسا. وكان ملحق وزارة الزراعة الأمريكية في السفارة الأمريكية في القاهرة، قد أكد مطلع الشهر الماضي أن مصر لجأت إلي تعويض أزمة القمح التي ضربتها عقب قرار وقف تصدير القمح بسبب حالة الجفاف التي ضربت روسيا - والذي بموجبه ألغي تصدير نحو 540 ألف طن من القمح الروسي - من خلال استيراد كميات كبيرة من القمح الأمريكي. وصنعت الأزمة حالة من خيبة الأمل الكبيرة، خاصة أن الانتعاش كان قد بدأ يسود جزئياً بعد تراجع كبير، حيث كانت مجلة «بيزنس ويك» الأمريكية، قد أشارت قبل شهر إلي أن القمح الأمريكي انخفض سعره إلي أقل معدل له بسبب عزوف عدد من الدول - علي رأسها مصر التي تعد أكبر مستورد للقمح في العالم - عن استيراد القمح الأمريكي ولجوئها إلي الاستيراد من الدول المنافسة بسبب انخفاض أسعارها مقارنة بالأسعار التي تطرحها الولاياتالمتحدةالأمريكية. وذكرت المجلة الأمريكية أن مصر اشترت في مناقصة 180 ألف طن من القمح الروسي مقابل 5،178 دولار للطن، مبتعدة عن قمح «نيو أورليانز» الأمريكي الذي وصل سعر الطن فيه إلي نحو 191 دولاراً و16 سنتا، وهو ما أشار إليه نعماني نعماني - نائب رئيس هيئة السلع التموينية في مصر -.