يبدو أن سوق خارج المقصورة سيظل محل جدل واسع في السوق المصرية علي الرغم من القواعد التي اصدرتها الهيئة لتنظيم التداولات به . فقد شهدت الأسابيع القليلة الماضية العديد من الأحداث والمشاحنات بين المساهمين من جهة والشركات من جهة أخري وهدد المساهمون باللجوء الي الدعاوي القضائية ضد أعضاء مجالس إدارات هذه الشركات . يري خبراء سوق المال ان ثورة الغضب التي انتابت المساهمين شئ طبيعي في ظل تجاهل إدارات هذه الشركات اتخاذ أي خطوات فعلية لتوفيق اوضاع شركاتهم لتدخل السوق الرسمية. وطالبوا المساهمين بالضغط لعقد جمعيات عمومية لهذه الشركات لمناقشة توفيق اوضاعها خاصة ان سوق خارج المقصورة أصبح يعاني من ضعف كبير بعد القرارات التي اتخذتها هيئة الرقابة المالية مؤخرا. ويري المراقبون أن سوق خارج المقصورة أصبح في دائرة النسيان خاصة في ظل النشاط الذي تشهده البورصة مؤخرا مما دفع المستثمرين إلي الانتقال الي الاسهم الموجودة في السوق الرسمية والتي توجد معلومات حولها . وطالبوا هيئة الرقابة المالية وإدارة البورصة بالوقوف مع هذه الشركات ومساعدتها لتوفيق أوضاعها حتي تستطيع دخول السوق الرئيسي من جديد علي غرار ما حدث مع العربية للاستثمارات والتنمية . ثورة الغضب! من جانبه أكد محمد عبد الهادي العضو المنتدب لشركة حلوان للوساطة أن ما يحدث في سوق خارج المقصورة يجب ان يطلق علية "ثورة الغضب" خاصة ان المساهمين تعرضوا لخداع من جانب هذه الشركات .. فالوضع داخل سوق خارج المقصورة لابد ان يدفع في طريق اصلاح احوال الشركات الموجودة فيه . أشار إلي أن شركة مثل "اليكو" خدعت المساهمين بعد ان أكدت للجميع ومن خلال العديد من الصحف انها ستتقدم بملفها لدخول المقصورة إلا أن هذا لم يحدث مما جعل المساهمين في حالة غليان . وقال انه يجب علي هيئة الرقابة المالية وإدارة البورصة الوقوف مع هؤلاء المساهمين بالضغط علي الشركات لتقوم بتوفيق أوضاعها وفقا لقواعد القيد والشطب. واتفق محمد تلباني مدير حسابات عملاء بشركة بايونير للوساطة مع الرأي السابق مؤكدا أن ثورة الغضب التي انتابت المساهمين أمر طبيعي في ظل تجاهل إدارات هذه الشركات اتخاذ أي خطوات فعلية لتوفيق أوضاعها لتدخل السوق الرئيسي . وطالب المساهمين بالمطالبة بعقد الجمعيات العمومية لهذه الشركات لمناقشة توفيق أوضاعها. سيناريو متوقع أكدت رانيا الكردي منفذ عمليات بشركة بريزما للوساطة انها كان تتوقع السيناريو الحالي لما يحدث لأسهم سوق خارج المقصورة نظرا لحالة الهلع التي أصابت المتعاملين جراء القرارات القوية التي اتخذتها هيئة الرقابة المالية وإدارة البورصة. وأوضحت أن سوق خارج المقصورة فقد اهتمام المستثمرين به مع صدور القرارات التنظيمية الأخيرة وأصبح لا يشغل المستثمرين ولذلك علي الشركات الموجودة فيه ان تجتهد أكثر حتي تستطيع ان توفق اوضاعها مع قواعد القيد وتدخل إلي السوق الرئيسي مرة أخري . واتفق هاني زارع خبير اسواق المال مع الرأي السابق، مؤكدا أن سوق خارج المقصورة يشهد في الوقت الحالي تجاهلا من قبل المستثمرين. ولفت إلي أن جلسة تداول سوق خارج المقصورة لا يتابعها المستثمرون وظهر ذلك جليا في تراجع السيولة في هذه السوق حيث تحول المتعاملون الي السوق الرسمية والتي بدأت تغير اتجاهها الهبوطي وبدأت تشهد ارتفاعات لغالبية الاسهم المتداولة. وأشار الي ان الأسهم تعرضت الي انخفاضات حادة وهذا ما دفع مستثمري اليكو الي رفع دعوي قضائية ضد مجلس إدارة الشركة للمطالبة بدخول الشركة الي المقصورة بعد استيفاء شروط القيد والشطب.