إحدي الصحف الشعبية البريطانية بدأت تتندر من السيطرة القطرية علي الاقتصاد البريطاني، وقيام المستثمرين القطريين بشراء الكثير من المشروعات والمرافق والمباني في لندن إلي الحد الذي دفع الصحيفة إلي أن تطلق علي لندن اسم "لندوحة" في مزج ما بين العاصمة البريطانية لندن والدوحة عاصمة قطر. وكان آخر الغزوات القطرية للندن متمثلا في المفاجأة المدوية التي مازالت حديث العالم وهي شراء محل هارودز الشهير بنحو 5.1 مليار جنيه استرليني في صفقة لم تكن متوقعة في ظل تمسك محمد الفايد مالك هارودز بالمحل الذي يمثل درة في التاج البريطاني. ولن تكون صفقة هارودز هي آخر الصفقات القطرية، فهي بداية في سلسلة متلاحقة من الصفقات الضخمة التي يتم الإعداد لها الآن والتي تترجم وجود فائض مادي كبير لدي قطر نتيجة عائدات بيع الغاز التي حولت إمارة قطر في السنوات الأخيرة إلي أحد الأسواق الناشئة الصاعدة والتي تجذب الاستثمارات من كل مكان في مرحلة تحول اقتصادي واجتماعي غير مسبوق في هذه الإمارة التي كانت شبه منغلقة. ولقد استفاد القطريون بشكل جيد من تجربة الكويت الرائدة في مجال الاستثمارات، وهي التجربة التي حاولت من خلالها الكويت تأمين مستقبل أفضل للأجيال القادمة في حال أي هزة اقتصادية نتيجة لهبوط أسعار النفط أو نضوبه. وكانت الاستثمارات الكويتية الهائلة، وعائدات صندوق الأجيال التي كانت تدار عبر مكتب الاستثمار الكويتي في لندن سببا رئيسيا في حشد التأييد الدولي للكويت ومساندة عملية عاصفة الصحراء لتحرير الكويت عام 1991. وتخطط قطر الآن في نفس الاتجاه حيث بدأت غزوا منظما لشراء الكثير من الأصول والعقارات في لندن مستفيدة من انخفاض سعر العملة البريطانية وركود الأسواق، وهي استثمارات قد لا تحقق عائدات سريعة الآن ولكنها تحقق عائدات مستقرة تضمن لقطر الاستخدام الجيد للعائدات النفطية الهائلة. إن القطريين قاموا بشراء العديد من المشروعات الهائلة في لندن بأكثر من عشرة مليارات جنيه استرليني في غضون سنوات قليلة، ودفع رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم مائة مليون جنيه استرليني كاملة من أجل شراء مبني ون هايد بارك، إلي جانب عشرات البيوت الفاخرة التي تملكها العائلة الحاكمة هناك.. وهي استثمارات تسهم في إنقاذ الاقتصاد البريطاني ولكنها في الوقت نفسه تجعل لقطر كلمة مسموعة في الساحة السياسية الدولية لأن من يملك المال هو وحده الذي يتحدث الآن..! [email protected]