أجمع عدد من خبراء السوق ان التأثيرات السلبية لازمة اليونان الاقتصادية ستكون محدودة للغاية علي السوق المصرية مؤكدين ان الاستثمارات الاجنبية عادة ما تهتم بالدول والاسواق الناشئة لوجود فرص اكبر. واضافوا ان ازمة اليونان بدون شك ستؤثر علي الاسواق العالمية وظهر ذلك خلال الايام القليلة الماضية مؤكدين ان تأثر البورصة المصرية سيكون ضعيف حيث ان معظم الشركات حققت مؤخرا ارباحا مقبولة. في البداية، يذكر عبدالرحمن لبيب مدير ادارة التحليل الفني بشركة الاهرام للسمسرة، ان الاقتصاد المصري جزء من المنظومة الاقتصادية العالمية ولكن تأثرنا بازمة اليونان سيكون اقل من الاقتصاد الخارجي نظرا لصغر حجمنا الاقتصادي. كما يوجد لدينا معدلات نمو اكبر لكوننا دولة نامية لذلك فإن طبيعة التأثير ستكون اقل مشيرا الي ان الاستثمارات الاجنبية لذلك تهتم بالدول النامية لوجود فرص تنموية اكبر وبالتالي فرصة تحقيق ارباح. ويري عبدالرحمن ان نتائج اعمال الشركات العالمية في الربع الثاني ستكون قريبة من الربع الاول نظرا لان نتائج اعمال الشركات تحتاج وقتا طويلا حتي يظهر فيها التأثير كما انه يوجد احيانا في بعض الشركات ارباح مرحلة. مشيرا إلي ان نتائج الاعمال تصبح قريبة من الربع الرابع ولكنها افضل مقارنة بالربع الاول من العام الماضي. واوضح مصطفي نمرة رئيس قسم التحليل الفني بشركة سفير لتداول الاوراق المالية، ان ازمة اليونان ستؤثر علي الاسواق العالمية نظرا لان اليونان تعد جزءا من اوروبا بالاضافة لوجود مشكلة الدين بالبرتغال وكذلك اسبانيا مشيرا الي ان هذه الأزمات معروفة منذ فترة بينما المشكلة تفاقمت نتيجة ان الدعم الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي جاء أقل من المتوقع مما ادي لاهتزاز الأسواق. ويؤكد ان التأثير ضعيف علي البورصة المصرية نظرا لأنها معتمدة علي مجموعة شركات ونتائج أعمالها التي حققت أرباحا كبيرة مشيرا الي ان التأثير قد يصبح سلبيا ولكن علي المدي الطويل. وتوقع نمرة عدم تأثر نتائج اعمال الشركات العالمية في الربع الثاني فقد تكون مثل الربع الأول ويوجد بعض الشركات متوقع لها ان تحقق أرباحا أفضل خاصة ان الشركات وصلت خلال الفترة الماضية واثناء الأزمة المالية العالمية الي القاع. ويقول ان البورصة المصرية تتأثر بأي اخبار سلبية فنحن تابعون لأي أحداث كما ان السوق المصري يتحكم فيه الأجانب وأي أخبار سلبية خارجية قد تجعلهم يتوقفون عن الشراء مما يؤثر بالتالي علي البورصة المصرية ولكن في حالة رؤية الأجانب ان الأزمة تأثيرها ضعيف فلا يؤثر في قراراتهم الاستثمارية.. وطالب نمرة بوجود صناديق استثمار أكبر لتصبح أكثر من الأفراد. ويذكر محمد فتح الله مدير إدارة التداول بشركة اكيومن لتداول الأوراق المالية ان تأثير أزمة اليونان موجود بدرجة أكبر في أسواق أوروبا وأمريكا بالاضافة لوجود أكثر من دولة في أوروبا لديها مشكلات مالية وناشد فتح الله بضرورة معالجتها بسرعة حتي لا تأخذ حجما اكبر من ذلك. ورأي ان التأثير محدود علي الدول العربية خاصة مصر ويأتي التأثير عن طريق الأجانب لمحاولة تغطية مراكزهم بالخارج. وأشار فتح الله الي ان أزمة اليونان مجرد توابع للأزمة المالية العالمية، لذلك فإن تأثيرها طفيف. وأوضح مصطفي بدرة عضو مجلس إدارة شركة أصول لتداول الأوراق المالية ان ازمة اليونان تعد من ضمن توابع الأزمة المالية العالمية التي أصابت كثيرا من الدول وتداعياتها وصلت لأسواق المال علي مستوي العالم نتيجة انخفاض الاستثمارات وكان من أشهر توابع الأزمة في الوطن العربي "أزمة دبي" ثم لحقت بها أزمة اليونان ولكن بصورة أكبر مما أثر علي منطقة اليورو وأسعار الصرف وكذلك مصداقية التصنيف الذي تأخذه بعض المؤسسات العالمية، لذلك طالب بدرة بعمل مراجعات دائمة عالميا لعمليات التصنيف الائتماني والمشروعات طويلة الاجل. ويري بدرة ان الاقتصاد المصري لا يتأثر بأزمة اليونان بينما أسواق المال هي من أسرع المتأثرين نتيجة تراجع الأجانب عن الشراء بينما الاقتصاد المصري لا يتأثر لعدم وجود قروض بدولة اليونان.