استمرت أسعار القطن علي ارتفاعها خصوصاً علي مستوي الأقطان القصيرة وأيضاً الطويلة الممتازة. تحركت الأسواق علي وقع القرارات الهندية الأخيرة التي أدت إلي وقف صادرات الأقطان بالإضافة إلي وضع المشحون منها والمعد للشحن تحت رقابة الجهات المختصة سعياً لتوفير كميات من الأقطان للاستهلاك المحلي هناك. استجابت البورصة الأمريكية للقرارات الهندية بالارتفاع فسجلت عقود مايو ويوليو أعلي معدلات زيادة خلال الفترة الأخيرة. مع توقعات باستمرار الاتجاه الصعودي. تحركت أيضاً أسعار الأقطان الطويلة الممتازة كصدي لتحرك أسعار الأقطان القصيرة. ارتفعت أسعار صنف جيزة 86 بمقدار 2 سنت قبل نهاية الأسبوع الماضي، لتسجل 121 سنتا/لبرا سيف. كل التقديرات تضمنت توقعات باستمرار زيادة الأسعار في ضوء وجود نقص بين المطلوب والمعروض من الأقطان حول العالم وفي عدة أسواق. تواجه المغازل المحلية مشكلة مستمرة تتعلق بتوفير المادة الخام لمواجهة الزيادة علي إنتاج الغزول ومبيعاتها. والأخيرة متأثرة ببطء صرف الدعم الحكومي لمبيعات الغزل المحلية مما ينعكس سلباً علي الأداء المالي لشركات الغزل مما يؤثر بطريقة سلبية أيضاً علي شرائها من المادة الخام اللازمة، التي أخذت في الارتفاع السعري مؤخراً. اشتكت عدة مغازل من عدم وجود أقطان محلية ومستوردة بدرجة كافية لتغطية استهلاكاتها خلال أكثر من الشهرين القادمين مما يضعها تحت ضغط توفير المادة الخام وبأسعار آخذة في الارتفاع. تعطيل خطوط الإنتاج بحسب عدة شركات غزل فالعديد منها قد يضطر إلي تعطيل بعض خطوط إنتاجه لعدم وجود المادة الخام اللازمة أو لارتفاع أسعارها إلي مستوي لا تستطيع أسعار بيع الغزل استيعابه خصوصاً مع استمرار قيم الغزل في التحرك إلي أعلي خلال الأسابيع الأخيرة. يذكر أن اللجنة التجارية للشركة القابضة قررت قبل أسبوعين زيادة أسعار بيع الغزل المحلي بنسبة 8.8% لمواجهة الزيادة في أسعار شراء الخام مع استمرار التوقعات بصدور قرارات أخري تتعلق بزيادة في سعر البيع لمواجهة الزيادة المستمرة في أسعار شراء الخام الأبيض. سجلت أسعار الأقطان المستوردة مستويات قياسية خلال الأيام الماضية إذ تدور أسعار البيع حول 580 جنيها/قنطار، أعلي سعر بيع خلال الموسم الحالي، وبمستوي سعري يقترب كثيراً من أسعار الخام المحلي المستهلك من أقطان قبلي والأعلي جودة وأقل عوادم. بحسب تقديرات هيئة التحكيم واختبارات القطن مازال هناك معروض محلي من الأقطان يبلغ 640 ألف قنطار. بحسب مصدر مسئول بالهيئة هذه الأقطان من مواسم سابقة والعديد منها رتب متدنية وبالتالي هذه الكمية ليست صالحة كلها للاستهلاك المحلي أو التصدير، علماً بأن هناك العديد من المصادر المستقلة التي تشكك في صحة رقم الهيئة، باعتباره رقما نظريا يتجاهل حقيقة وجود ارتباطات بيع داخلية وخارجية غير مسجلة وغير معبر عنها في أرقام الهيئة الدورية الصادرة عنها حول الأقطان المحلية المعروضة للبيع وغير المتعاقد عليها. تأثير السوق الهندي صعود الأسعار جاء انعكاساً للتوجه الهندي في وضع الصادرات من الأقطان تحت رقابة بعدما قررت وقف التصدير. بلغت الصادرات الهندية منذ بداية الموسم حتي منتصف الشهر الحالي حوالي 8.5 مليون بالة "البالة 170 كجم" تم شحن أعلي بقليل من 6 مليون بالة مما يعني أن هناك حوالي 2 مليون بالة وأكثر يجب شحنهم لصالح مغازل في باكستان والصين تواجه الآن وقتاً عصيباً لاضطرارها الانتظار اتضاح الأمور علي مستوي السوق الهندي المورد لها. القرار الهندي أدي إلي زخم بالأسواق عبر عن نفسه بزيادة مستمرة وقياسية في أسعار الأقطان القصيرة. قفز مؤشر Cotlook A 90 ICE تقريباً بنفس المقدار مع اتجاه المضاربين للاستحواذ أكثر علي مراكز علي المدي البعيد لمواجهة احتمال استمرار الزيادة السعرية بالعقود والخام. الأقطان الصينية استجابت أيضاً الأقطان الصينية للقرارات الهندية فزادت أسعارها. تخطي عقد سبتمبر بالبورصة الصينية حاجز ال 1700 يوان/طن مسجلاً أحد أكبر مستوياته السعرية خلال الشهرين الأخيرين. كما زاد مؤشر القطن الصيني CCI