أحيانا يحلو لي أن أتابع النشاط الحكومي عند قمته متمثلا في جولات وتصريحات السيد الدكتور رئيس مجلس الوزراء والاجتماعات التي يعقدها في المحافظات لتنشيط الادارة المحلية ، هذه الزيارات والتغطية الاعلامية التي تصاحبها تغري المراقب بالمقارنة بين الواقع الفعلي الذي نعيش فيه وبين الواقع الافتراضي المؤقت الذي يصنعه مجتمع الزيارة المصاحب للمسئول الكبير في جولته ولقاءاته . منذ أيام أعلن الدكتور نظيف خلال جولة ميدانية في محافظة المنيا افتتح خلالها وتفقد عددا من المشروعات الخدمية والتنموية أن الدولة ملتزمة بعلاج الفقراء خاصة أصحاب الأمراض المزمنة وذوي الدخل المحدود مع التأكد من عدم حدوث أي تسريب في نظام العلاج علي نفقة الدولة . قال أيضا إنه لا تغيير في أسعار السولار حاليا مشيرا إلي أن الاختناقات التي تشهدها بعض المحافظات مسألة لوجيستية يجري تنظيمها من خلال وزارة البترول للقضاء علي تلك الاختناقات. وكأن الجمهورية قد انكمشت فجأة أو تمددت فجأة مما أدي الي اضطراب خطط النقل . ونوه بالخدمات التي تقدم للمواطنين في المنيا خلال افتتاح مشروعين كبيرين الأول مصنع لإنتاج الخبز بطاقة مليون رغيف يوميا لتغطية احتياجات المحافظة ويعد ضمن ثلاثة مخابز كبري تجري إقامتها حاليا لتغطية احتياجات المحافظة بالكامل برغيف خبز متميز بالأسعار نفسها التي تدعمها الدولة. الثاني مصنع الوجبات الغذائية لتلاميذ المرحلة الابتدائية بمحافظة المنيا ويعد من أهم المشروعات التي تتبناها الحكومة . رأس الدكتور نظيف اجتماع مجلس المحافظين بمحافظة المنيا حيث أشار إلي جهود الحكومة لإزالة الاختناقات التي شهدتها سوق البوتاجاز وهو ما يستوجب إعادة النظر في أسلوب التوزيع الحالي لضمان وصول الدعم إلي مستحقيه. المثير في الموضوع بالنسبة لي ليس ما قيل عن الانجازات التي أسمع عنها بتركيز منذ أكثر من ثلاثين عاما وسبق أن قال مثلها وربما أحسن منها رؤساء وزراء سابقون وصرحوا بذلك في سياق القيام بدورهم في صياغة الواقع المصري الافتراضي كبديل عن الواقع العملي الذي يصعب تغييره ، بالطبع لو كان لنا عمر بعد عدة سنوات لن نجد في الواقع الفعلي شيئا من الواقع الافتراضي الذي رسمه رئيس الوزراء . فكل المشكلات التي أشار اليها رئيس الوزراء مشكلات ادارة لا يليق برئيس الوزراء أن يتحدث عنها ، وبروزها بهذا الشكل الحاد المتكرر لا يعني سوي فشل الادارة في التنبؤ والقدرة علي ادارة الأزمة . المهم وانطلاقا من واقعيتي العملية فانني أحصر أمنياتي المتواضعة في الحصول ولو مرة واحدة علي ذلك الرغيف التليفزيوني الذي يظهر باستمرار مصاحبا للسيد المسئول في نشرات الأخبار . أسأل الله ولاشيء يكثر علي الله .