بعد تسعة أشهر من بدء الإنتاج التجريبي في حقل "توبي" الواقع في أعماق المحيط الاطلسي علي بعد 300 كلم من سواحل مدينة ريو دي جانيرو أصبح من شبه المؤكد لدي الخبراء أن تكون احتياطات الحقل أكبر بكثير من التقديرات الحالية بنحو 5 إلي 8 مليارات برميل وقد أطلق البرازيليون اسم "توبي" علي أول حقل بدأوا استغلاله من حقوق نفس "ما قبل الملح" الذي تم اكتشافه مؤخرا وهو اسم لاحدي قبائل الهنود الحمر، وهم السكان الاصليون للقارة الأمريكية والحقل عبارة عن مليارات براميل النفط المخبأة تحت الطبقة المحلية من المحيط الاطلسي التي يصل سمكها أحيانا 5000 متر، لذلك فإن استغلال تلك الحقوق يتطلب حفر آبار يصل عمقها أحيانا 7000 متر، وتتطلب العملية استثمارات ضخمة وخبرة تكنولوجية عالية كما أنها تنطوي علي مخاطر جمة وتتوقع البرازيل أن يساعدها اكتشافها النفطي الجديد علي دخول نادي الدول الكبري المنتجة للنفط، وتشير التوقعات البرازيلية إلي أن إنتاج البلاد من النفط سيتضاعف في فترة وجيزة ليصل إلي أربعة ملايين برميل مع حلول العام 2020 وينتظر الكثير من البرازيليين ذلك لتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية. وعندما يبدأ الإنتاج الفعلي لحقل "توبي" الذي مازال الآن في مرحلته التجريبية مع نهاية السنة الحالية سيتم تركيب أربع منصات للإنتاج تبلغ طاقة كل واحدة منها 100 ألف برميل في اليوم ليصلح إنتاج ذلك الحقل وحده يضاهي ما تنتجه الاكوادور، وهي دولة عضو في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" أما الإنتاج الإجمالي لحقول "ما قبل الملح" فسيصل حسب توقعات الخبراء إلي 8.1 مليون برميل يوميا بعد عشر سنوات من الآن، ويري الاقتصاديون البرازيليون أن هذه الكميات ستظل ذات مردودية حتي لو انخفضت أسعار النفط إلي ما تحت الاربعين دولارا ويقدر الخبراء الاستثمارات الضرورية لاستخراج النفط من الحقول المكتشفة علي امتداد 800 كيلو متر قبالة السواحل البرازيلية بما يزيد علي 600 مليار دولار، وهي أرقام يقول البعض إنها مبالغ فيها إلا أن الأكيد أن الكلفة ستكون عالية جدا، غير أن العائدات المتوقعة ستكون أعلي بكثير.