أسفرت الزيارات التي قام بها مؤخرا المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة إلي دول شرق آسيا عن تيسير دخول بعض السلع المصرية إلي ماليزيا وتسجيل الأدوية المصرية هناك ومشاركة بعض الشركات الماليزية في تنفيذ مشروعات البنية الأساسية التي ستطرحها الحكومة المصرية بنظام الشراكة مع القطاع الخاص.. كما أسفرت الزيارة عن مشاركة ماليزيا في تطوير احدي المناطق الصناعية المصرية والتعاون بين المراكز التكنولوجية في البلدين.. أما في أندونيسيا فقد تم الاتفاق علي تعميق التعاون في تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، كما ستبدأ مصر مفاوضات مع سنغافورة لعقد اتفاق تعاون اقتصادي شامل خلال ال18 شهرا القادمة في مجالات الخدمات والتدريب والتعليم والصناعة والبنية الاساسية ويبلغ حجم التبادل التجاري المصري مع ماليزيا حوالي 800 مليون دولار منها مائة مليون صادرات مصرية و700 مليون صادرات ماليزية إلي مصر أما أندونيسيا فحجم التبادل التجاري معها يقدر ب1.1 مليار دولار نصيب الصادرات المصرية منها 200 مليون دولار فقط. "العالم اليوم" استطلعت آراء رجال الأعمال والخبراء حول النتائج المتوقعة لزيارات وزير التجارة والصناعة إلي دول شرق آسيا وأهمية تنشيط التبادل التجاري مع تلك الدول وآثار ذلك علي الصادرات والاقتصاد المصري. د.شريف الجبلي رئيس مجلس الأعمال المصري الماليزي وأحد رجال الأعمال الذين رافقوا وزير التجارة والصناعة خلال جولته بدول شرق آسيا يؤكد أن زيارة تلك الأسواق تأتي من منطلق توسيع وتنويع الأسواق الخارجية أمام الصادرات المصرية لتحقيق الهدف القومي الذي وضعته وزارة التجارة والصناعة للوصول بالصادرات إلي 200 مليار جنيه خلال السنوات الأربع القادمة علما بأنها حاليا تقدر ب2 مليار جنيه. مشيرا إلي أن التوجه لشرق آسيا لا يأتي بهدف الاستعاضة بها عن الأسواق الأوروبية والأمريكية وإنما يهدف تحقيق تواجد أكبر وأوسع لصادراتنا بالخارج ويضيف أن معوقات تلك الاسواق مثلها مثل أي منطقة تتمثل في اختلاف الثقافات وعدم توافر المعلومات عن احتياجات تلك الأسواق لدي مجتمع الأعمال المصري فرجال الأعمال المصريين لايزالون بعيدين عن التعرف علي هذه الأسواق والاحتكاك بها وبنظرائهم من رجال الأعمال هناك وبالتالي فإن هذا الأمر يتطلب اتخاذ خطوات جادة لتنشيط التعاون المشترك من خلال تكثيف زيارات وفود رجال الأعمال بالبلدين لعقد لقاءات مشتركة والتعرف علي احتياجات تلك الأسواق ومدي قدرة الصناعة المصرية علي تلبيتها والوفاء بها. ويؤكد الجبلي أن شرق آسيا تعد من الأسواق الواعدة التي تتميز بتواجد نهضة وتنمية حقيقية تسير بمعدلات متسارعة، علاوة علي القوي الشرائية المتواجدة بها والتي تعني انتعاش الحركة التجارية لأي دولة يمكن أن تنجح في التعامل معها ودخولها، مشيرا إلي أن حجم التبادل التجاري الحالي بين مصر وتلك الدول، مازال ضئيلا ويؤكد أن تنشيط العلاقات معها يعني بدون شك مضاعفة المعدلات الحالية بما لا يقل عن 4 أو 5 أضعاف المعدل الحالي. ويتطرق الجبلي لما شملته زيارتهم من لقاءات مشتركة ويقول إنهم قد تباحثوا كرجال أعمال مع نظرائهم في أندونيسيا وماليزيا حول فرص زيادة الصادرات المصرية من المنتجات الغذائية وكذلك الأدوية ومواد البناء وكذلك ناقشوا كيفية الاستفادة من خبرات هذه الدول في تطوير صناعة المنسوجات والملابس والأجهزة الكهربائية والأثاث وبحثوا فرص التصنيع المشترك لبعض هذه المنتجات تطور محمد فريد خميس رئيس لجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشوري يؤكد أننا قد انشغلنا لفترة طويلة عن الارتباط بدول شرق آسيا واللحاق بمراحل التطور الصناعي هناك وبالتالي فإن ما قام به المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة من زيارات مؤخرا لتلك الدول يعد من المطالب الملحة لتحقيق التحديث والتنمية الصناعية في مصر ليس فقط من ناحية جذب الاستثمارات وإنما أيضا الارتباط ما بين الكيانات الصناعية هنا وفي تلك الدول لتحقيق التكامل الصناعي وتنشيط الحركة التجارية تصديرا واستيرادا.