أكد تقرير في صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن حجم الاكتتابات علي مستوي العالم بلغ حتي ال 10 أشهر الماضية من العام الحالي نحو 70 مليار دولار، وهو ما بث الثقة والتفاؤل في نفوس المحللين والمستثمرين وهتفوا بعودة الحياة إلي أسواق الأسهم من جديد، وتوقعوا أن يشهد الربع الأخير الحالي اكتتاباً قوياً مع غياب الانتعاش في أوروبا فضلاً عن بعض التحسن في سوق الاكتتاب الأمريكي مع عودة الإقبال علي المخاطرة في هذا السوق. ويشير التقرير إلي أن حجم الاكتتابات في كل من الصين وآسيا تفوق علي مثيلتها في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا خلال هذا العام بعد طفرة النمو الواضحة في الشركات المدرجة في البورصات الأسيوية والتي تزايدت بوتيرة أسرع من معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي، موضحا أن حجم الاكتتابات في الصين يمثل ما يقرب من 40% حجم الاكتتابات العالمية. ويوضح التقرير أن حجم الاكتتابات التي شهدها السوق الصيني منذ الربع الثالث من العام الحالي 2009 والتي بلغت عائدات كل منها أكثر من مليار دولار، ساعدت علي رفع العائدات الإجمالية لسوق الاكتتابات العالمية بعد أن سجل نحو 37.8 مليار دولار في الأشهر الثلاثة الماضية وهو الحجم الأكبر منذ الربع الثاني من العام الماضي بزيادة بلغت 290% مقارنة بالربع الثاني من 2009. ويقول التقرير إن الأشهر الثلاثة الماضية شهدت أكبر عدد من الاكتتابات والتي وصل عددها نحو 149 اكتتاباً، وتصدر اكتتاب شركة الإنشاءات الهندسية الصينية في بورصة شنغهاي المقدمة في الربع الثالث علي مستوي العالم حيث بلغت قيمته نحو 7.3 مليار دولار، بينما كان المركز الثاني من نصيب الشركات الأمريكية والتي سجلت قيمتها 3.2 مليار دولار بنسبة 8.4% من إجمالي العائدات العالمية حيث استطاعت 4 اكتتابات أمريكية الدخول في قائمة أكبر 20 اكتتاباً عالمياً. وكان المركز الثالث من نصيب الشركات الهندية والتي بلغ حجم اكتتابها نحو 2.6 مليار دولار بنسبة 7.2% من الإجمالي العالمي حيث استطاعت 3 صفقات هندية دخول قائمة أكبر 20 اكتتاباً. وفي ذات الوقت الذي حققت فيه الصين وآسيا تقدماً ملحوظاً، لا تزال أوروبا تعاني ركوداً بعد أن وصل إجمالي حجم الاكتتابات فيها إلي نحو 189.2 مليون دولار ما يعادل 0.5% من إجمالي عائدات الاكتتابات العالمية. وقال "ديفيد ويلد" نائب رئيس بورصة ناسداك في صحيفة فاينانشيال تاميز البريطانية إن عدم تصدر الشركات الأمريكية لعمليات الاكتتابات العالمية يرجع إلي بعض المشكلات بسبب حدوث تغييرات في الأنظمة والقوانين التي تنظم أسواق الأسهم الأمريكية إذ كان هناك تغييرات تنظيمية شهدتها الأسواق الأمريكية في الفترة الأخيرة كانت تهدف لتطوير السوق وزيادة الشفافية وتخفيض التكاليف بالإضافة إلي الانشغال الكبير بتنظيم عمليات التداول الإلكتروني في الأيام الماضية. وأضاف أن الربع الماضي شهد تفوقاً آسيوياً في عمليات الاكتتاب وعلي رأسها الصين فلم تشهد أسيا زيادة ملحوظة في أنشطة الاكتتاب المميزة فحسب، بل أثبتت كل من بورصة شنغهاي ومومباي قدرتهما علي تغطية صفقات اكتتاب عالمية، مع العلم بأن الشركات الصينية والهدنية كانتا تسعي في بدايات العقد الحالي نحو الاكتتاب في الأسواق المتقدمة. وأضاف أنه بالرغم من الوضوح الكبير في عولمة أسواق المال سواء من حيث الارتباط الكبير بين الأسواق العالمية أو من خلال بحوث الشركات والمستثمرين وعمليات التبادل والتطلع نحو فرص النمو علي المستوي العالمي خلال السنوات الماضية إلا أن وتيرة هذا التغيير شهدت تسارعاً بعد حالة الركود العالمية والسرعة النسبية التي استطاعت فيها الشركات الصينية والهندية ومن ثم تكون ظروف السوق في المنطقة قد تحسنت بشكل واضح، مقارنة بحالة اليأس التي كانت منتشرة مع بدايات العام وأيضا في ظل رغبة قوية من المستثمرين تجاه تحسين الاكتتابات، حيث سجل حجم الأموال المجمعة من خلال الاكتتابات الأولية للشركات في منطقة الشرق الأوسط تراجعاً نسبته 87% في النصف الأول من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ومن المعلوم أنه بلغت قيمة الأموال المجمعة من 7 اكتتابات 1.13 مليار دولار في الربع الثاني من عام ،2009 مقارنة ب 83.6 مليون دولار تم جمعها من اكتتابين في الربع الأول من العام الحالي.