أفادت مؤسسة الأبحاث العالمية "آرنست آند يونج" بأن قيمة الاكتتابات الأولية في منطقة الشرق الأوسط تجاوزت 12.8 بليون دولار العام الماضي، من خلال طرح 52 شركة أسهمها للاكتتاب العام، وأشارت المؤسسة العالمية في تقرير أمس، إلي أن تسع شركات عربية "حققت 1.5 بليون دولار من خلال طرح أسهمها للاكتتاب في الربع الثالث من 2007". وتصدرت شركة المملكة القابضة في السعودية قائمة سوق الاكتتابات، وحققت 860 مليون دولار في الطرح الأولي لأسهمها، وكان للسعودية النصيب الأكبر من العائدات الإجمالية للاكتتابات، واحتلت مصر المركز الثاني مدعومة بإنجاز شركة "جي بي أوتو" محققة 216 مليون دولار في اكتتابها في الربع الثالث. وأكد الشريك المسئول عن مجموعة خدمات استشارات الأعمال في "إرنست آند يونج" الشرق الأوسط عمر البيطار، أن "العائدات الناتجة من النشاط المتزايد للاكتتابات في الربع الأخير من العام الماضي، بلغت 6.5 بليون دولار"، ويعزي ذلك إلي اكتتاب شركة موانئ دبي العالمية بعائدات خمسة بلايين دولار، إذ وصل حجم تغطية الاكتتاب إلي 15 ضعفاً. واحتل اكتتاب مجموعة طلعت مصطفي في مصر المركز الثاني علي قائمة اكتتابات الربع الأخير، وبلغت عائداته 830 مليون دولار، في حين وصلت عائدات الشركات السعودية من سوق الاكتتابات إلي 232 مليون دولار من خلال خمسة اكتتابات في الربع الأخير من العام الماضي. وأشار رئيس قسم عمليات الإندماج والاستحواذ في "آرنست آند يونج" الشرق الأوسط، إلي أن أداء سوق الاكتتابات في منطقة الشرق الأوسط كان قويا العام الماضي، فوصل عدد الشركات المطروحة أسهمها للاكتتاب إلي 52 شركة وجمعت عائدات بلغت 12.8 بليون دولار، مقارنة ب 45 اكتتاباً في 2006. وارتفع عائد الاكتتابات 60% عن السنة السابقة في كل دول منطقة الشرق الأوسط العشر، وتضم دول مجلس التعاون الست، إضافة إلي الأردن ومصر وسوريا واليمن، وأظهرت الزيادة الكبيرة في حجم اكتتابات العام الماضي، في شكل واضح اهتمام المستثمرين القوي بالاكتتابات في الشرق الأوسط، كما أن السيولة المالية المتوافرة في المنطقة، تؤكد قوة سوق الاكتتابات في السنوات المقبلة. واستحوذت المملكة العربية السعودية علي 25 اكتتاباً بقيمة 3.921 بليون دولار، تلتها الأردن ب 13 اكتتاباً بقيمة 152 مليون دولار، والإمارات ثلاثة اكتتابات بلغت 6.544 بليون درهم، وسجلت مصر ثلاثة اكتتابات بقيمة 1.046 بليون دولار، وثلاثة اكتتابات في قطر بقيمة 825 مليون دولار، إضافة إلي اكتتابين في سوريا بقيمة 22 مليون دولار، واكتتاب واحد في البحرين. وفي المقابل، أشارت المؤسسات العالمية إلي أن أسواق المال العالمية شهدت 1739 عملية اكتتاب، قيمتها الإجمالية 255 بليون دولار، في مقابل 1729 اكتتاباً في 2006 بلغت عائداتها 246 بليوناً. وبينت الأرقام السابقة ارتفاعاً في مستوي نشاط سوق الاكتتابات العام الماضي، علي رغم غياب الصفقات الضخمة التي تميز بها عام ،2006 أما أضخم صفقة سجلت العام الماضي، فكانت عملية اكتتاب بنك "في تي بي" الروسي وبلغت عائدات اكتتابه 8 بلايين دولار، متأخراً عما حققه اكتتاب بنك "آي سي بي سي" الصيني من عائدات وصلت إلي 22 بليون دولار كأضخم اكتتاب في 2006. وأكدت "آرنست آند يونج" أن الأسواق الناشئة لا تزال المحرك الأقوي للأداء الناشط للاكتتابات العالمية، إذ بلغ عدد الاكتتابات الأولية فيها 14 في قائمة أكبر 20 اكتتاباً عالمياً في ،2007 مقارنة بتسعة اكتتابات في ،2006 ويأتي حجم النشاط المتزايد في الأسواق الناشئة نتيجة النمو في اقتصادات هذه الأسواق واتجاهات العولمة التي تشهدها الأسواق المالية، وأدي هذا النشاط إلي ظهور مراكز مالية جديدة ذات مستويات عالمية، إضافة إلي استمرار توجه الشركات إلي إدراج أسهمها علي لوائح البورصات المحلية، إذ إن أضخم 20 اكتتاباً كانت محلية في 2007. من جهة أخري، تراجع عدد الاكتتابات في الأسواق الناضجة في النصف الثاني من العام الماضي، يعزي ذلك إلي النقص في السيولة العالمية وموجة التأرجح الكبيرة التي حلت بالأسواق العالمية.