كشفت دراسة حول إصلاح قطاع السكك الحديدية وإعادة هيكلته السكك الحديدية بمصر تواجه اختلالا في التوازن بين التكاليف والأسعار وقصور الموارد عن تغطية الاستخدامات. وأوضحت الدراسة أن الهيئة ما لاتزال غير قادرة علي تغطية مصروفاتها الجارية من ايراداتها الجارية مما أدي إلي زيادة عجز العمليات الجارية من 824 مليون جنيه عام 2001/2002 إلي نحو 2.033 مليار جنيه عام2003/2004 وليستمر التزايد في العجز ليصل إلي 1576 مليونا عام 2004/2005 و1436 مليونا في 2005/2006. ويقدر أن يصل هذا العجز إلي نحو 1846 مليونا عام 2006/2007 والذي سيبلغ 2077 مليونا في موازنة 2007 2008 وأدي هذا الأمر إلي ازياد العجز المرحل سنويا من 3.2 مليار جنيه في نهاية يونية 1998 إلي 13.6 مليار في نهاية يونية 2005 وإلي 15 مليار جنيه في نهاية يونية 2006. وتضمن هذا العجز نحو 5.4 مليار جنيه قيمةالفوائد المحلية والخارجية التي يتم سدادها بمساهمات من الخزانة العامة منذ عام 1998/1999 وحتي 2004/2005 يبلغ منه نحو 1101 مليون جنيها قيمة الفوائد المستحقة عن العام المالي 2003/2004 و714،4 مليون عام 2004/2005. وكما تشير الدراسة التي أعدتها د.عادلة رجب أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وعبدالفتاح الجبالي رئيس وحدة البحوث الاقتصادية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية فقد ترتب علي ذلك ارتفاع قيمة المساهمة السنوية التي تقدمها الخزانة العامة للهيئة من نحو 1668.6 مليون جنيه عام 1999 إلي 2.2 مليار عام 2006/2007 لما تقدر بنحو 1978 مليون جنيه في موازنة عام 2007/2008. وتتحمل الخزانة العامة للدولة أعباء خدمة ديون السنوات السابقة حيث قامت الدولة خلال السنوات العشر الماضية بتغطية الخسائر المتراكمة وكذلك أعباء خدمة الدين التي وصلت إلي 17 مليار جنيه ووصل إجمالي القروض طويلة الأجل إلي نحو 11.8 مليار جنيه "منها 4.10 مليار لبنك الاستثمار القومي" في نهاية يونية 2006 مقابل 691.7 مليون جنيه في نهاية يونية 1999. وأدت هذه الأمور إلي تآكل حقوق الملكية إذ يتبين أن صافي هذه الحقوق قد وصل إلي 13.2 مليار جنيه في نهاية يونية 2006 مقابل 18.2 مليار في نهاية يونية 1998. وعلي الجانب الآخر فإن ايرادات الهيئة من النشاط وصلت إلي890 مليون جنيه "682 مليونا من نقل الركاب و208 ملايين من نقل البضائع" بينما بلغت الأجور في موازنة 2006/2007 إلي 634 مليون جنيه بالاضافة إلي مصاريف الصيانة والاحلال والتجديد في حين تعد السكك الحديدية من أهم مصادر الدخل في بعض البلدان مثل الصين التي حققت دخلا سنويا يصل إلي 20 مليار دولار كربح للخزانة العامة. بالاضافة إلي ما تقدم هناك خسائر أخري تتحملها الهيئة نتيجةلتنفيذ بعض المشروعات الاستراتيجية دون موارد تقريبا مثل "خط الوادي الجديد سفاجا" فضلا عن الخسائر الناجمة عن تشغيل بعض الخطوط الخاسرة غير الاقتصادية والتي تتمثل نحو 62% من إجمالي أعباء التشغيل في حين لا تحقق ايراداتها إلا 20% من إجمالي ايرادات الهيئة. الشبكة وتتكون شبكة السكك الحديدية في مصر من 50 خطا ويصل أطوالها إلي 9525 كيلومترا، ويسير علي الشبكة نحو 1200 قطار يوميا "منها نحو 1250 قطارا للركاب موزعة بين 57% عادي، 20% ضواحي، 6%، مكيف، 5% سياحي" وتنقل نحو 2.2 مليون راكب يوميا أي ما يعادل 800 مليون راكب سنويا كمايوجد نحو 50 قطارا للبضائع تنقل نحو 12 مليون طن سنوياوتبلغ قيمة البنية الاساسية نحو 4.15 مليار جنيه.. الأمر الذي أدي إلي ارتفاع أقساط الاهلاك إلي 419 مليونا ومصاريف. الصيانة إلي 424 مليونا وهي مبالغ كبيرة للغاية لا تتناسب مع الأوضاع المالية للهيئة. ويرجع السبب في ارتفاع مصاريف الصيانة إلي وجود عدد كبير جدا من المزلقانات علي طول خطوط السكك الحديدية وصل إلي 1274 مزلقانا، وهو ما يؤثر في اقتصادات التشغيل بصورة كبيرة، إذ يؤدي وجود هذه المزلقانات إلي إنشاء المزيد منالطرق والكباري والممرات والأنفاق كما يؤدي التوقف المستمر إلي المزيد من الاستهلاك للقضبان والعجل والجرارات وغيرها من الأدوات والتي لا تنتج محليا ومن ثم نقوم باستيرادها من العالم الخارجي.