يعد قطاع النقل من القطاعات الخدمية التي ستكون أكثر المتضررين بتداعيات الأزمة المالية الراهنة مما سينعكس علي أداء مختلف الشركات العاملة بهذا القطاع . وأكد المحللون أن تأثر حركة التجارة العالمية بالأزمة سينعكس علي جميع قطاعات النقل في مصر والمنطقة العربية متوقعين استمرا ر انخفاض رسوم الشحن والتفريغ والنقل، بالإضافة إلي إيجار السفن. وقلل الخبراء في الوقت نفسه من تأثير أزمة انفلونزا الخنازير علي قطاع النقل في المنطقة متوقعين أن تكون أقل مناطق العالم تأثرا بالأزمة، سواء علي مستوي النقل البري أوالبحري أوالجوي. وطالبوا بوضع سياسة اقليمية لتنشيط حركة التجارة العربية بالقدر الذي يحقق التكامل ويحد من تأثر دول المنطقة بالأزمة المالية العالمية . سياسات مالية توقع مينا مجدي محلل مالي بشركة مترو للوساطة في الاوراق المالية أن يتعرّض قطاع النقل بمختلف فئاته لخسائر كبيرة في النصف الأخير من عام 2009 بسبب مخاوف انتشار وباء انفلونزا الخنازيربالاضافة إلي الهزة الاقتصادية التي اجتاحت العالم، حيث توجه كل أصابع الاتهام للازمة الاقتصادية. أضاف أن قطاع النقل البحري سيكون الأقل ضررا إذ يتوقع أن تنخفض حركة النقل البحري بنسبة 5%، خاصة أن المتضرر الأكبر من جراء هذا الوباء العالمي هي دول أوروبا وأمريكا بسبب نشأة وانتشار المرض فيها بصورة كبيرة واوضح أن قطاع النقل في العالم الغربي متوقع له خسائر كبيرة ، وذلك لان النقل يعتمد لديهم بشكل كبير علي تقارير منظمة الصحة العالمية، وان الناس في الدول الغربية مثل أمريكا وأوروبا يأخذون هذه التقارير والإحصائيات بشيء من الجدية وعليه تتحدد تحركاتهم. وأضاف رغم ذلك، فلابد من الإشارة إلي ضرورة عدم تعليق أي خسائر يمكن أن يشهدها قطاع النقل علي انفلونزا الخنازير، ذلك أن هناك عاملا أساسيا وهو الأزمة الاقتصادية العالمية التي تأثر العالم بأسره بها، وقد يكون التراجع في ارباح عدة قطاعات عائدا لهذا السبب. الخوف والحذر اتفقت مي سرور محللة مالية مع الرأي السابق مؤكدة أن الخوف والحذر بشكل عام في الاقتصاد يحدثان ما يسمي الدوائر المترددة أو التصادمية التي يمكن أن تؤثر علي القطاع المستهدف من الناحية الاقتصادية، غير أنه لابد من التأكيد علي عدم ربط أي خسائر يمكن أن تتحقق في قطاع النقل بانتشار وباء انفلونزا الخنازير وذلك لأن سنة 2009 من أكثر السنوات تأزما من الناحية الاقتصادية، والأزمة العالمية تأثيراتها ستكون طاغية علي سائر القطاعات، ولا يتوقع أن تحقق أي ارباح كبيرة لهذه السنة، فمن غير الدقيق أن نعلق خسائر قطاع النقل علي انتشار وباء انفلونزا الخنازير. ونوهت إلي أن هناك تأثيرا علي حركة النقل في المنطقة، ولكن ليس بالتأثير الكبير المماثل للدول التي ظهر وانتشر فيها هذا الوباء. أضافت أن شركتي الإسكندرية لتداول الحاويات وماريدايف قادرتان علي تجاوز التباطؤ المحتمل في معدل ارباحهما خلال الفترة الماضية والحافظ علي معدلات نمو إيجابية بدعم من كفاءة المؤشرات الأولية لأداء هذه الشركات في حين لفتت إلي أن شركة ايجيترانس ستلحق بسيناريو الخسائر لعدم احتوائها علي الدعائم الكافية التي تؤهلها للصمود أمام تداعيات الأزمة العالمية . احتواء الأزمة أوضح باسم رمزي محلل مالي أن قطاع النقل من القطاعات الخدمية التي ستكون أكثر المتضررين بتداعيات الأزمة الراهنة وليس وباء انفلونزا الخنازير مما سينعكس علي أداء مختلف الشركات العاملة بهذا القطاع . إن الشركات العاملة في قطاع النقل سوف تتأثر سلبا بالأزمة المالية كباقي الشركات العاملة في القطاعات الأخري ولكن بنسب مختلفة علي حسب طبيعة نشاط كل شركة ، موضحا أن الشركات التي تمتلك أسطولا بحريا ستكون الأكثر تضررا ، لضعف الطلب علي النقل البحري حاليا وانخفاض النولون البحري إلي أكثر من 80%. أشار رمزي إلي ان قطاع النقل تأثر بالأزمة المالية مثل جميع القطاعات الأخري ، وبالتالي أثرت الأزمة علي أسعار أسهم شركات النقل بالبورصة مثل شركات إسكندرية لتداول الحاويات والقناة للتوكيلات الملاحية ويري أن تحسن قطاع النقل لن يكون إلا بتحسن وضع الاقتصاد العالمي ككل وليس بضخ استثمارات جديدة في الشركات. أوضح رمزي أن شركات الخدمات الملاحية والتوكيلات سيكون تأثرها بالازمة المالية أقل من الشركات المشغلة والمالكة للسفن وكذلك شركات الشحن والتفريغ. وأشار إلي أن الشركات التي تمتلك وحدات بحرية وسفنا ستكون الأكثر تضررا بالأزمة المالية ومن المتوقع أن تشهد أسهمها انخفاضا كبيرا مقارنة بالشركات التي تمارس نشاط الخدمات البحرية والتوكيلات عن الشركات المدرجة في القطاع وامكانية احتوائها للازمة أكد أن خسائر شركة العربية المتحدة للشحن والتفريغ يعكس سوء استغلال زيادة رأس المال التي حصلتها الشركة حيث إن التوظيف الأمثل لهذه السيولة كان من المفترض بلورته في صورة عوائد إيجابية خاصة أنه في حالة احتفاظ الشركة بهذه الأموال كوديعة في البنك كانت ستحقق عوائد مجزية تحد من نزيف الخسائر الحالي . واستبعد احتمالات تراجع أرباح شركة ايجيترانس خلال النصف الثاني من 2009 بنسبة كبيرة لوجود العديد من الشركات التابعة التي تركز أنشطتها في عدد من المجالات المختلفة بالإضافة إلي امتلاكها عدد من توكيلات الملاحة الدولية وأسطول كفء يدعم قدرتها علي الصمود أمام تراجع الأداء مقارنة بباقي شركات القطاع . وأكد في المقابل علي كفاءة أداء شركة ماريديف وقدرتها هي الأخري علي تحقيق معدلات نمو مناسبة خاصة في ظل تمتعها بعقود تمتد إلي خمس سنوات مقبلة.