رسائل متنوعة يواصل المهرجان الختامى لفرق الأقاليم المسرحية تقديمها، من خلال باقة من العروض المسرحية ضمن فعاليات دورته ال 47، والتى تأتى برعاية الدكتور «أحمد فؤاد هنو»، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء «خالد اللبان»، وتستمر حتى 5 يوليو المقبل، من خلال الإدارة العامة للمسرح، التابعة للإدارة المركزية للشؤون الفنية، ويشارك به 26 عرضًا مسرحيًا تُقدَّم مجانًا للجمهور، بمسرحى السامر وقصر ثقافة روض الفرج، بحضور لجنة التحكيم المكونة من الناقد المسرحى د. «محمد سمير الخطيب»، الموسيقار د. «طارق مهران»، د. «سيد خاطر»، مهندس الديكور «حازم شبل»، والمخرج «أحمد البنهاوى»، ومقرر لجنة التحكيم، ومدير المهرجان، الكاتب «سامح عثمان»، وبحضور «سمر الوزير»، مدير عام الإدارة العامة للمسرح. وشهد مسرح قصر ثقافة روض الفرج، عرض «سينما 30» لفرقة البحيرة القومية، وذلك فى رابع أيام المهرجان، وهو من تأليف «محمود جمال الحدينى»، وإخراج «محمد الحداد»، وتدور أحداثه حول مخرج مصرى يعود من أمريكا فى ثلاثينات القرن الماضى لتصوير أول فيلم ناطق بإحدى القرى الريفية، لكنه يصطدم بواقع مرير. وأعرب «محمد الحداد»، مخرج العرض، عن سعادته بالمشاركة فى فعاليات المهرجان، مشيرًا إلى أن المنافسة هذا العام جاءت قوية، حيث تميزت العروض بالقوة والاختلاف، وتنوع الطاقات الإبداعية للفرق المشاركة، وأوضح أن هناك سببين لاختياره النص، الأول أنه يتلاءم مع طبيعة البيئة المحيطة للفرقة، والثانى يرجع إلى القصة والحبكة الدرامية التى أبدع المؤلف فى صياغتها. وقدمت فرقة سوهاج القومية، على مسرح السامر، عرض «سترة»، والمأخوذ عن نص «سترة من المخملين»، ورواية «صورة دوريان جراى» ل «أوسكار وايلد»، دراماتورج وإخراج «مصطفى إبراهيم». ويناقش العرض عددًا من القضايا الإنسانية والاجتماعية، والتحديات اليومية التى يواجهها المواطن العادى فى ظل البيروقراطية وتعقيدات الجهاز الإدارى، من خلال معالجة درامية ساخرة. وقال المخرج «مصطفى إبراهيم»: «إن اختيار النص جاء لكونه من الأعمال المسرحية التى لم تُقدَّم كثيرًا، وتدور أحداثه حول شخصية «إيفان»، أستاذ جامعى فقير عاش يحلم بالنجاح، وذات يوم يلتقى صدفة بساحر يدعوه لدخول عالم السيرك، ويمنحه سترة فاخرة مقابل أن يشترى منه روحه ووقته، ويلاحظ إيفان أن السترة يغطيها وبر كثيف، وعندما يحاول التخلّص منه، يجد نفسه تائهًا داخل مجموعة من الإجراءات الروتينية، فيقرّر التخلّص من حياته». كما تضمنت الفعاليات عرض «حجر القلب» لفرقة قصر ثقافة موط المسرحية، إعداد «محمد صالح البحر»، وإخراج «أسامة عبدالرؤوف»، وأحداثه مستوحاة من رواية «خالتى صفية والدير» للكاتب الكبير «بهاء طاهر»، ويناقش عددًا من القضايا المجتمعية، من خلال قصة «صفية» التى أحبت «حربي»، وكان يبادلها نفس الشعور، ولكن تتغير الظروف ويتحول الحب إلى كراهية، ما يدفع صفية للانتقام. وقال المخرج «أسامة عبدالرؤوف»: «سعدت بالعمل على هذا النص المسرحى الذى يرتكز على محورين رئيسيين، الأول هو الجانب النفسى لشخصيتى صفية وحربى، حيث تمر »صفية« بتحول درامى عميق، ينتقل بها من الحب إلى الكراهية والرغبة فى الانتقام، فيما يخضع »حربى« لما يُسمى بالسقطة الدرامية، وهو الثقب الذى ينفُذُ منه البطل إلى مصيره المحتوم، الذى ينتهى به داخل السجن»، وأضاف أن المحور الثانى اعتمد على مجموعة من الأشعار التى كتبها الشاعر الكبير «درويش الأسيوطى»، التى شكلت محطات درامية، تداخلت مع مسار الأحداث، وأسهمت فى تطورها، وذلك أعطى العرض طابعًا مفتوحًا يتجاوز الزمان والمكان، ويرتكز بدلًا من ذلك على وحدة الموضوع التى تربط بين البداية والنهاية. وشاركت فرقة قومية الغربية بعرض «الطريق» الذى تدور أحداثه فى إطار تاريخى بمدينة طنطا، خلال بدايات حكم السلطان «الظاهر بيبرس»، المؤسس الفعلى لدولة المماليك. وأشار المؤلف «د. طارق عمار» إلى أن العرض يعد بمثابة محاولة لإلقاء الضوء على فترة تاريخية مهمة، وهى بدايات عصر «الظاهر بيبرس» وما تعرضت له البلاد حينها من مخاطر داخلية وخارجية، مضيفًا أن العرض دعوة إلى تعزيز الوحدة الوطنية فى مواجهة أعداء الوطن، الظاهر منهم والخفى، ويبرز الدور الذى لعبه «السيد البدوي» فى الإصلاح الاجتماعى والسياسى، خاصة بعد فترة القلاقل التى عاشها الشعب المصرى فى نهاية الدولة الأيوبية، وبداية الدولة المملوكية.