روي لي أحد الطلبة العرب الذين يدرسون في القاهرة لنيل درجة الدكتوراه مجموعة من الحكايات والمواقف العجيبة التي تعرض لها أثناء سنوات دراسته في القاهرة. فقد قال هذا الطالب إن المشرف علي رسالته الجامعية اعتاد ان يطلب منه كثيرا من الهدايا القيمة عند كل مرة يحضر فيها لزيارة القاهرة، وان هذه الهدايا تنوعت ما بين أجهزة الهواتف النقالة إلي الأدوات الكهربائية والعطور. وأضاف ان العديد من الطلاب العرب يتعرضون لهذه المواقف التي أصبحت مادة للتندر بينهم. ويشكو هذا الطالب أيضا من إطالة المشرف لفترات الدراسة قبل مناقشة الرسالة قائلا: إن الطالب أحيانا ما يحضر إلي القاهرة لعرض بعض الابحاث علي المشرف وإطلاعه علي الخطوات التي قام بها ثم يكتشف ان المشرف غير موجود في القاهرة أو انه لا وقت لديه لمقابلة الطالب والتفرغ له. والواقع انها سلوكيات وتصرفات صغار لا تليق ومكانة الاستاذ الجامعي المصري وقيمته وقدراته العلمية. وهي تصرفات قد يقوم بها قلة من هؤلاء الاساتذة ولكنها في مجملها تؤدي إلي الإساءة لكل الاساتذة وللتعليم الجامعي في مصر. وهي جريمة في حق هذا البلد الذي يحاول استعادة مكانته العلمية واستقطاب وجذب الطلاب العرب للدراسة بالجامعات والمعاهد المصرية. فالدراسة بمصر لا تحقق لنا عائدا أو دخلا ماديا فحسب، ولكنها تسهم في وجود أجيال جديدة من الخريجين العرب الذين يرتبطون بها من خلال التعليم معنويا وأدبيا ويتعاطفون دائما مع مصر في مختلف المجالات. لقد كانت اتفاقية كامب ديفيد وسنوات المقاطعة التي تلتها لمصر سببا في اتجاه الطلاب العرب للدراسة في جامعات أوروبا وفي دول عربية أخري فنشأت لذلك أجيال جديدة في المنطقة العربية لا تعرف الكثير عن مصر ولا تتفاعل معها. ان الأستاذ الذي لا يفهم ولا يستوعب معني كونه أستاذا جامعيا لا يستحق فقط المساالة بقدر ما هو محل للازدراء والاحتكار..!