ماذا يحدث لو حصل شخص جاد علي أعلي الدرجات العلمية وهو يسعي لأن يكون أستاذا بالجامعة؟ هناك المئات من الاشخاص الذين حصلوا علي الدكتوراه ورفضت الجامعات تعيينهم في الوظائف الجامعية رغم حاجتها لتخصصاتهم.. بل إن الاسوأ من ذلك هو ما يحدث من تعيين الابناء والاقارب ووضع مواصفات لا تنطبق إلا عليهم وفي الجامعات الاقليمية حالات كثيرة جدا ضاعت فيها قوانين العدالة والشفافية وحرمت اصحاب الحقوق من حقهم.. ولا احد يعرف كيف يمكن أن نعيد التوازن إلي هذه الجامعات أمام معايير خاطئة واختيارات افتقدت الشفافية.. هذه حالة من الحالات الصارخة لاستاذ في العلوم السياسية لا يجد لنفسه مكانا. الأستاذ الكبير/ فاروق جويدة بعد التحية إن فلسفة انشاء الجامعات الاقليمية هي تنمية المجتمعات المحيطة بها من خلال تخريج الكوادر اللازمة للنهوض بالبيئة وما يتطلبه سوق العمل بها من تخصصات قد تختلف من مكان لاخر، وايضا تخفيف العبء عن الجامعات الكبري بالقاهرة، وكذا التخفيف عن الاسر المصرية في تعليم ابنائها بتطبيق البعد الجغرافي والتوطين وغير ذلك من الاهداف وهو ما ينعكس علي جودة التعليم والخريج، وهو ما لا يحدث للاسباب الاتية: * ان كثيرا من الجامعات الاقليمية مضي علي إنشائها عشرون عاما واكثر ولم نجد لها اثرا في حل المشكلات الاقليمية إلا النزر اليسير بحجة عدم وجود اعتمادات للابحاث الاقليمية ولا يوجد من يمولها علي المستوي الاقليمي كمستفيد من نتائجها. * تقليدية التخصصات بتلك الجامعات نتيجة تماثلها مع التخصصات بالجامعات الكبري بالقاهرة وعدم ارتباطها ببيئة الاقليم ومشكلاته. * الصراعات الحادة بين الاساتذة علي تولي المناصب بجميع الطرق، والتي في كثير منها تخالف الأعراف الجامعية. * التحكم في وظائف التدريس بدءا من طالب بحث حتي استاذ بحيث تفصل الاعلانات علي اشخاص بعينهم ولولا الحرج لذكر اسم من سيتولي الوظيفة.. بالاعلان. * المجاملات لذوي الحظوة والنفوذ والعلاقات في التعيين ولو بالمخالفة للشروط الموضوعة من نفس الجامعة وبطرق كثيرة من واقع أن الشروط بتاعتنا.. والسجلات سجلاتنا. * سيطرة الاساتذة علي عملية التدريس في اكثر من فرع واكثر من كلية بالجامعة وخاصة اذا كانت تتبعها فروع بمحافظات محيطة بطريق الانتدابات المتبادلة، وكذا المعاهد الحكومية والخاصة تحقيقا للجانب المادي وتوزيع المؤلفات والكتب. * تحويل تلك الجامعات إلي عزب خاصة لتعيين الابناء والزوجات والازواج في وظائف التدريس بتسهيل حصولهم علي الدرجات العلمية من نفس الجامعة.. وتفصيل اعلانات لهم للتعيين حتي ولو كانوا موظفين بجهات اخري فيتم نقلهم أو إعادة تعيينهم وهناك الكثير والكثير.. واليك حالة عملية حيث اعرف شخصا كان يعمل ببنك حكومي كبير بفرعه بالاسماعيلية وقد تطلع لتنمية نفسه علميا فدخل في دوامة الدراسات العليا ولحبه لاحد فروع العلم غير تخصصه الاصلي درس في الفرع الجديد حتي حصل علي الدكتوراه ولك أن تتخيل مدي المثابرة والمعاناة لمن يعمل ببنك يستمر بعمله اكثر من اثنتي عشرة ساعة يوميا وهو متزوج ولديه أولاد ويدرس إلي جانب ذلك، ولك أن تتخيل ايضا ما تكلفه من اموال للحصول علي الكتب والمراجع وغيرها من تكاليف حتي وصل إلي الهدف بالحصول علي الدكتوراه في مجال العلوم السياسية ونتيجة حبه لهذا المجال اراد أن يعمل فيه وقد تزامن ذلك مع خصخصة البنك وفتح باب تسوية المعاش المبكر فوجدها فرصة وتقدم للجامعة التي درس بها الماجستير والدكتوراه من خلال اعلان بالصحف الكبري الثلاث لوظائف هيئة التدريس المختلفة وباكثر من كلية وفي الفروع الثلاثة للجامعة وهي جامعة قناة السويس بالاسماعيلية والسويس وبورسعيد عام 2006 وهو نفس العام الذي سوي فيه معاشه والذي وصل فيه إلي وظيفة نائب المدير بفرع رئيسي عن عمر خمسة واربعين عاما آملا التعيين بالجامعة، وحتي الآن لم يتم تعيينه علي الرغم من عدم وجود نص بقانون الجامعات يحدد التعيين في سن معينة وانما كل جامعة تضع شروطا استرشادية للسن ويستثني منه حسب الحاجة والتخصص.. وغيره سيادتك اعلم مني بتكلفة اعلان كبير بالصحف القومية وقد تقدم لفروع الجامعة الثلاثة.. المفارقة أنه تم تعيين واحدة باحد الافرع سبق الحكم علي رسالة الدكتوراه الخاصة بها بعدم الصلاحية وقد تم تشكيل لجنة اخري منحتها الدرجة ولم يقف الامر عند هذا الحد فقد تقدمت للتعيين بالجامعة وتم تشكيل لجنة لاختبارها وقررت عدم صلاحيتها ثم بعد فترة تم تشكيل لجنة ثانية فأقرت تعيينها وبالمناسبة تقدم بشأن ذلك الاستاذ الدكتور جمال زهران رئيس قسم العلوم السياسية ببورسعيد وعضو مجلس الشعب بطلب احاطة لوزير التعليم العالي ضد رئيس الجامعة وقتها وتم احتواء الموضوع وبعد ذلك تسألون عن جودة التعليم أو جدوي الجامعات الاقليمية! البشر وعلي فكرة هذا الشخص هو انا وهناك الكثير في مصر مثلي يحملون درجات علمية كبري لا يستفاد منهم.. اشكرك علي سعة صدرك. الدكتور احمد حسني ياقوت دكتوراه العلوم السياسية جامعة قناة السويس