التجارة الوحيدة التي لم تتأثر بالازمة المالية العالمية هي تجارة المخدرات سواء علي المستوي العالمي او المحلي ورغم كل ما ينفق من أموال علي جهود المكافحات ورغم التجهيزات التكنولوجية والتدريب البشري إلا ان سوق المخدرات في ازدياد انتاجا وتصنيعا وتوزيعا. هذا ما كشف عنه التقرير السنوي الذي اصدرته وزارة الداخلية عن المخدرات عام 2008 وجهود ادارة مكافحة المخدرات للحد من توزيعها في مصر. التقرير اكد ان الجهود المبذولة من جانب رجال الامن للتصدي للمخدرات خاصة الهيروين تضاعفت لا سيما ان هناك زيادة كبيرة في المضبوطات للهيروين بلغت أكثر من 127% مقارنة بالعام الماضي. في الوقت الذي فاقت فيه جهود ضبط كميات مخدر الحشيش نسبة 124% مقارنة بذات الفترة كما تجاوزت الزيادة النسبية في جهود ضبط مخدر البانجو حدود ال 70% مقارنة بالكميات المسجلة خلال 2007 وقد شهد ختام عام 2008 ضبط افراد احد التشكيلات العصابية النشطة وبحوزتهم كمية من مخدر الهيروين بلغت 10 كليو جرامات في واحدة من كبري قضايا ضبط هذا المخدر خلال السنوات الخمس عشرة الاخيرة. ولفت التقرير إلي ان الدول والمناطق والتي تعاني من اختلالات امنية نتيجة الحروب والصراعات في العالم تعد مرتعا خصبا لعصابات الاجرام المنظم وتبث سموم المخدرات إلي المناطق الآمنة والاتجار فيها مما ادي إلي تزايد قدرات هذه العصابات إلي استهداف منطقة الغرب الافريقي بكميات غير مسبوقة من مخدري الكوكايين والكراك العابرين من قارة اوروبا ومنطقة البحر المتوسط في وقت تتجه فيه الاسعار إلي الانخفاض مع وفرة الانتاج والعرض إلي جانب الوفرة في انتاج زراعات القنب المنتج لمخدر الحشيش بالمنطقة ذاتها واكب ذلك فيض كبير في كميات مخدر الهيروين المتدفق من الشرق إل يالغرب عبر طريق الحرير والبلقان وشرق المتوسط وبالتالي تأثر مصر. وتعليق علي هذا التقرير قال اللواء محمد فرحات مدير الادارة العامة لمكافحة المخدرات المصعدة للتقرير ان الاستراتيجية التي تطبقها الادارة للحد من نشاط عصابات جلب وتهريب المواد المخدرة والمتاجرين فيها اسفرت عن ضبط العديد من القضايا الكبري والعناصر النشطة المؤثرة في سوق الاتجار غير المشروع من خلال جمع المعلومات وعمل التحريات الدقيقة والمراقبات الميدانية المستمرة واستخدام احدث التقنيات الحديثة في مجال جمع المعلومات مما حقق نتائج ايجابية. ففي مجال قضايا الجلب والتهريب تم احباط عدة محاولات لتهريب وجلب الكوكايين والحشيش بالاضافة إلي كميات كبيرة من العقاقير المؤثرة علي الحالة النفسية وبلغ عدد هذه القضايا 11 قضية كبري في حين بلغ عدد القضايا في مجال الاتجار غير المشروع في المواد المخدرة بجميع اشكالها 16 قضية بالاضافة إلي تصفية خمس بؤر اجرامية للاتجار وتعاطي المخدرات وابادتها والقضاء علي أماكن تصنيع الزراعات المخدرة واحباط عدد من المحاولات لتهريب وترويج العقاقير المخدرة ومكافحة الزراعات المخدرة وقد بلغ عدد القضايا في هذا المجال 191 قضية خلال 2008 وصل عدد المتهمين فيها إلي 135 متهما وكان عدد المزارع فيها 687 مزرعة قنب و 1298 مزرعة خشخاش ثروات غير مشروعة واوضح اللواء فرحات ان التقرير تضمن جهود تتبع الثروات غير المشروعة لتجار المخدرات من خلال ادارة متابعة هذه الثروة وذلك في اطار تطوير اسلوب العمل بالادارة وتمشيا مع التعديلات والدستورية والقانونية الاخيرة وما شهدته من إلغاء جهاز المدعي العام الاشتراكي والاعتماد علي تفعيل واعمال احكام القانون رقم 80 لسنة 2002 وتعديلاته والخاص بكافحة جرائم غسيل الاموال وتم ضبط قضيتين في مجال تتبع الثروات غير المشروعة بلغ حجم الاموال الملوثة 9 ملايين جنيه، كما وردت لادارة تتبع الثروات وغسل الاموال في عام ،2008 كما يقول فرحات 12 شكوي للفحص منها 8 شكاوي من جهاز المدعي العام الاشتراكي بعد إلغائه تم الرد عليها واربع شكاوي من جهاز الكسب غير المشروع تم الرد عليها ايضا في حينه في حين ورد شكوي واحدة من نيابة أمن الدولة العليا تم فحصها بعد حصر ممتلكاته واعادة الشكوي لجهة ورودها. زيادة القضايا واضاف ان التقرير نبه إلي زيادة اعداد القضايا والمتهمين خلال عام 2008 عن العام السابق بنسبة 8% تقريبا وهي نسبة تقارب متوسط الزيادة السنوية النسبية خلال السنوات العشر الاخيرة والمقدرة بنحو 3.7% حيث كان عدد القضايا المضبوطة خلال عام 1998 هو 26109 قضايا وفي 2008 نحو 45184 قضية والسبب في هذه الزيادة انما يرجع إلي تكثيف الجهود والتطوير المستمر في اسلوب العمل في وقت تتزايد فيه محاولات الجلب والتهريب للانواع المختلفة من المواد المخدرة كذلك لايزال مخدر البانجو يحتفظ بموقعه بين المواد المخدرة التي تهدد سوق الاتجار غير المشروع رغم ان مضبوطات 800_ قد زادت عن العام السابق بنسبة تقدر بنحو 72%. الغرب الافريقي كما تعكس كميات مخدر الحشيش المضبوطة بمصر الواردة من جهة الغرب الافريقي كما يقول اللواء فرحات واقع التزايد الكبير في انتاج مخدر الحشيش بهذه المنطقة بالاضافة إلي ما تتمتع به عصابات الجلب والتهريب من امكانيات مادية كبيرة وخبرات بطبيعة الطرق الجبلية والصحراوية ومواقع الالغام سعيا وراء الربح الوفير. وكانت احصائيات التقرير قد اشارت إلي نجاح اجهزة المكافحة في التصدري لمحاولات جلب مخدر الهيروين للبلاد خلال هذا العام حيث ضبط أكثر من 200 كيلو جرام منه وهي أكبر كمية تضبط في عام واحد منذ 1983 اي علي مدي ربع قرن. واوضح التقرير السنوي عن مكافحة المخدرات انه بالرغم من الكشف عن الزراعات غير المشروعة وابادتها حيث بلغت تلك المساحات حوالي 700 فدان خلال عام 2008 واستمرار اللجوء في زراعتها إلي المناطق الجبلية والصحراوية لزراعة هذه النباتات فإنه قد لوحظ في الآونة الاخيرة وللمرة الأولي رصد بعض الزراعات غير المشروعة بالاراضي السابق تمهيدها في تحول جديد يتوقع تزاي د اتجاهه في المرحلة المقبلة. واختتم التقرير بالتأكيد علي جهود المكافحة في المواجهة المتواصلة والاكثر تصاعدا في مقابلة الموجات المتتالية من المخاطر والتهديدات الناجمة عن انشطة عصابات الجلب والتهريب التي طالما تمتعت بقدرات مادية كبيرة نتجت عما تحصلت عليه من انشطتها غير المشروعة.