ما يحدث في الأسعار العالمية للبترول يتطلب وقفة حكيمة من الدول المنتجة.. ان الغرب يحاول دائما أن يصل بأسعار البترول إلي أدني معدلاتها ومنذ انتصار أكتوبر ووقف تصدير البترول العربي والغرب يفكر في البدائل التي يستطيع من خلالها أن يستغني عن البترول ولكن كل برامج البحث عن بديل لم تنجح ومن هنا كانت لعبة الأسعار حيث تشهد الاسواق من وقت لآخر انخفاضات حادة لأسعار البترول ولم يكن غريبا أمام هذه السياسات أن يصل السعر إلي 40 دولارا للبرميل بعد ان كان 150 دولارا للبرميل وأمام انخفاض الأسعار في الفترة الأخيرة لجأت دول الأوبك المنتجة للبترول إلي تخفيض حجم الإنتاج حتي تتوازي الأسعار مع حجم الإنتاج.. وهناك اعتقاد بأن 80 دولارا هي السعر المناسب وهذا يعني زيادة الاسعار الحالية بنسبة 100% قريبا ولاشك أن الأفضل للدول المنتجة للبترول أن يبقي في أراضيها بدلا من أن يباع بهذه الاسعار المتدنية والبترول في حقوله ثروة للأجيال القادمة بل إن الواجب يحتم علي الأجيال الحالية أن تحافظ علي جزء من مخزونها البترولي فهو حق لأجيال لم تأت بعد خاصة أن كل دولة تعرف ما لديها من احتياطيات بترولية بل إن آخر برميل من البترول معروف من الآن مكانه والأرض التي سيخرج منها وبدلا من أن تجد المنتجة نفسها في يوم من الأيام تستورد البترول الذي يغطي احتياجاتها عليها من الآن أن تحافظ علي جزء كاف من احتياطياتها والبترول إن وجود بديل للبترول في السنوات القادمة أمر يبدو صعبا للغاية رغم كل المحاولات التي تسعي اليها الدول المتقدمة في هذا الشأن بما في ذلك استخدام الطاقة النووية في إنتاج الكهرباء وما يمثله ذلك من أعباء مالية ومخاطر في الاستخدام السلمي للطاقة النووية والمحاذير الدولية في ذلك ولهذا ينبغي أن تحافظ دول البترول علي إنتاجها لتأمين مستقبل أجيالها القادمة والحفاظ علي ثرواتها لأن البترول أهم من المال السائل الذي لا نعرف حتي الآن مصيره المجهول.