أكثر من سبب يجعلنا نلتقي رئيس مصلحة الجمارك أحمد فرج سعودي ونجري معه حواراً من بين هذه الأسباب فوز أحد منافذ الجمارك بالمركز الأول وشعاره التميز في مسابقة التميز التي تنظمها الإدارة سنوياً، كذلك مرور ما يقرب من عام علي توليه رئاسة المصلحة ومعرفة ما تم من تطوير وتحديث في أنظمة العمل بها بخلاف اختيار المعهد القومي للتدريب الجمركي كمركز إقليمي للتدريب الجمركي لمنظمة الجمارك العالمية، هذا إلي جانب عدد من الموضوعات الأخري كالمنازعات الجمركية والحصيلة الجمركية وما تم بشأن تطبيق اتفاقية التيسير العربية ودخول بعض المنتجات إلي مصر بدون جمارك والعكس. * قضيت ما يقرب من عام تقريباً كرئيس لمصلحة الجمارك فهل أنت راض عما تم من تطوير خلال هذه الفترة؟ ** الجميع يعرف أن مفهوم الجمارك في الآونة الأخيرة اختلف في مضمونه وجوهره تماماً عما كان عليه في الماضي حيث لم تعد الجمارك إدارة تحصيل وجباية كما كانت في السابق وإنما أصبحت الجمارك لها دور مهم وحيوي جداً في تسهيل التجارة العالمية من ناحية ودعم القدرة التنافسية للصناعة الوطنية من ناحية أخري وذلك كله دون الإخلال بآليات الرقابة والتأمين ضد جميع مخاطر التهريب وبالتالي فإن جميع الجهود التي بذلت في الفترة الماضية لتطوير الجمارك سواء من مشروع التطوير والإصلاح الجمركي وجميع هذه الجهود مطلوب لها الآن وبقوة استراتيجية اتصال وتواصل مع المجتمع التجاري بصورة مباشرة مكثفة ولابد أن يكون هذا التوجه علي قمة أولويات العمل حيث أطمع حقيقة في أن أنجح في إيجاد وإرساء مبدأ المشاركة مع المجتمع التجاري كما أريد أن أضع سيناريو واقعياً وعملياً لمبدأ "رضاء العميل". أنظمة العمل * هذا يعني أننا لم نصل إلي التطوير المطلوب في أنظمة العمل الجمركي؟ ** هناك مبدأ نقوم بتطبيقه في المصلحة وهو "من لا يتطور يتقهقر" فالتطوير مستمر ما دامت الحياة مستمرة كل يوم شيء جديد وليس من المنطقي أن نري العالم يسير من حولنا إلي الأمام ونحن نضع الأغلال في أقدامنا لنمنع أنفسنا من السير والتطوير باستمرار فبالأمس كنا نتحدث عن تطوير نسبة الكشف علي الرسائل الواردة بنسبة 100% لتكون 20% أو 10% من المشمول ثم بدأنا نطبق إدارة المخاطر وخدمة كبار العملاء ثم نتحدث الآن عن نظام إدارة مخاطر قومي تدخل تحت مظلته كل الجهات الحكومية التي تتعامل مع الواردات والصادرات وهذا يؤكد أننا أمامنا الكثير من العمل في تطوير الجمارك، إن الآليات التي تقدمها منظمة الجمارك العالمية لبناء القدرات تحتاج إلي أكثر من مشروع تطوير لتنفيذها فأمامنا نظام الحاسب الآلي للجمارك يحتاج إلي التطوير المستمر، أمامنا موقع الجمارك علي الإنترنت يحتاج إلي التطوير المستمر للموارد البشرية وإدارتها تحتاج إلي تطوير جوهري كل مجال من مجالات الجمارك بما فيها تلك التي تم بالفعل تطويرها ما زال هناك الكثير من التطوير للقيام به إنها عملية مستمرة كما قلت. * يقال أن رئيس مصلحة الجمارك لا يعرف عادة إلا مقرات المصلحة في القاهرة والإسكندرية؟ ** المشكلة ليست أن يذهب أو لا يذهب المشكلة في ألا يعرف شيئاً عن طبيعة العمل في هذه المناطق وظروف الحياة بها، ليس المهم أن يذهب رئيس المصلحة ينفسه إلي هذه المناطق ولكن المهم أن يكون علي دراية كاملة بكل الأمور فيها وقد بدأت بالفعل هذا، فعلي سبيل المثال تقوم قيادات المصلحة بزيارات مستمرة إلي المنافذ الجمركية ومنها مثلاً رئيس قطاعي الموارد البشرية وقطاع الالتزام التجاري إلي ميناء نويبع في مارس وأخري في مايو وبعدها رئيس قطاع العمليات ورؤساء المناطق ثم ذهبوا جميعاً إلي السويس والعين السخنة وسفاجا وبورسعيد وبالطبع أنا معهم فلا تنقطع زياراتنا بدون استثناء كل القيادات تذهب إليها وإلي دمياط بخلاف ورش العمل التي تتم ويحضرها جميع الزملاء من جميع المناطق من أسوان والأقصر والعوجة والعريش والسلوم وبورسعيد ودمياطوالسويس الجميع يعرف بعضه، ومع ذلك فهذا لا يعني أنني لا أضع في اعتباري ذهابي إلي عدد من المناطق البعيدة لشد أزر العاملين بها والوقوف علي احتياجاتهم وحل مشاكلهم ومشاكل العمل.