التقت العالم اليوم "الأسبوعي" المهندس أحمد صبور رئيس جمعية شباب الأعمال الجديد وأكد في حوار مطول معه حول عدد من القضايا الخاصة بالاقتصاد المصري بصفة عامة وسوق العقار بصفة خاصة أن هناك ثقة في حكومة د.أحمد نظيف وقال إنها حكومة أعادت الثقة والتعاون مع القطاع الخاص وتسمع إليه ولا تضع آراءه في النهاية داخل الدرج. قال صبور "الصغير" انه يتوقع تباطؤا طبيعيا ومنطقيا في أسعار العقار كما توقع في نفس الوقت حدوث مواجهات جديدة تقوم بها الحكومة في قطاعي الحديد والأسمنت وأكد في حوارنا معه ان البيروقراطية هي الأكثر خطرا علي البيزنس من التضخم والاحتكار. وإليكم التفاصيل في الحوار التالي.. * بعد 4 سنوات من تولي حكومة د.أحمد نظيف.. هناك الكثير من الجدل حول ايجابيات وسلبيات سياستها الإصلاحية فما تقييمكم للمشهد العام؟ ** في رأي ان ايجابيات هذه الحكومة أكثر من سلبياتها فنحن لأول مرة نشعر بالثقة والتعاون والتنسيق بين مجتمع الأعمال والحكومة ولكن منذ ستة أو ثمانية سنوات مضت لم تكن الحكومة تسمع رأي مجتمع الأعمال وإن فعلت ذلك تقم به كإجراء شكلي وتضع آراءه في الادراج. * وما مواقفكم مع الحكومة التي جعلتكم تثقون فيها؟ ** هناك أمثلة كثيرة فقد ناقشنا معها قوانين وموضوعات مختلفة وأخذت برأينا ومن أبرز الأمثلة علي ذلك هو أن جمعية شباب الأعمال كانت أول من ناقش أهمية تفعيل مبادئ الحوكمة في مصر واليوم نري حجم الاهتمام الذي تعطيه الحكومة لهذا الفكر كما ان هذه الثقة انعكست أيضا علي الرأي العام الدولي وهو ما رفع من حجم الاستثمارات الأجنبية إلي أكثر من 11 مليار جنيه خلال وقت قياسي. * ولكن هناك الكثير من الانتقادات للحكومة بسبب عدم قدرتها علي السيطرة علي التضخم والممارسات الاحتكارية وغيرها من العوامل التي تؤثر علي مجتمع الأعمال بالسلب؟ ** لا يوجد نمو اقتصادي بدون مشاكل وهناك حاجة لمزيد من الوقت حتي ينعكس النمو الاقتصادي علي الشعب المصري بأكمله، وبشكل عام فهناك ثقة في الحكومة كما قلت وبالنسبة للمشكلات المطروحة فالحكومة تستمع لآرائنا وتحل المشكلات وفقا لأولوياتها بالتدريج فمشكلاتنا الحالية لا تقتصر فقط علي ما ذكرته فنحن نتضرر أيضا من البيروقراطية وهذا علي الرغم من الجهود الحكومية لتيسير الإجراءات فعلي المستوي القيادي في الأجهزة الحكومية نقابل قيادات ممتازة تجتهد لتيسير الأمور ولكن الموظفين الصغار "بيطلعوا عنينا" وهذا تأثيره كبير علي البيزنس لأن البيزنس يساوي وقتا وإذا كان التضخم والاحتكار يتسببان في بعض الخسائر لنا فنحن قادرون علي تعويضها ولكننا لا نستطيع أن نعوض الوقت الذي يضيع علينا مع البيروقراطية وسأضرب لك مثالا علي هذا بتراخيص البناء باعتبارها من أكثر الإجراءات التي احتك بها كمستثمر عقاري فالمدة الزمنية فيها تختلف بين مدينة وأخري ولكنها أحيانا تأخذ أكثر من 9 أشهر لانهائها. رجل أعمال "أدبي" * هناك من يري ان القطاع الخاص لا يتسم بالنضج الكافي.. ويستدلون علي ذلك بممارسات كالمضاربات والتسقيع والاقبال علي قطاعات للربح السريع.. فما رأيك؟ ** لا يوجد مجتمع مثالي والاخطاء واردة حتي في الاقتصادات المتقدمة أنا اتفق معك علي أن هناك ممارسات في السوق المصري تفتقد للنضج ولكنني أود أن ألفت أيضا إلي ان مجتمع الاعمال عمره يتعدي الثلاثين عاما بقليل منذ حقبة الانفتاح الاقتصادي ولا اعتقد انها فترة كافية لكي يتسم القطاع بالنضج الكافي، ومن ناحية أخري هناك مظاهر أخري لنضج القطاع الخاص انظر للقطاع العقاري مثلا في الثمانينيات كان الاستثمار العقاري للقطاع الخاص هو ان تبني عمارة في المهندسين أو مصر الجديدة ولكن الدولة اليوم تعتمد علي القطاع الخاص بشكل رئيسي في التوسع العمراني ويقوم القطاع الخاص ببناء مجمعات سكنية بل ومدن بأكملها هذا إلي جانب النمو المتسارع للقطاع الصناعي ودوره في استيعاب العمالة وتقليل البطالة وبالنسبة للممارسات الخاطئة أود أولا أن أقول يجب ألا نتصور ان هناك رجل أعمال سيقوم بأي إجراء ضد مصلحته في الربح الفرق هنا هو بين رجل أعمال يريد أن يحقق ارباحه بالاحترام والقيم والمبادئ واسميه رجل أعمال "أدبي" وآخر غير أدبي يحقق هذه الأرباح من خلال ممارسات كالتسقيع. وسأضرف لك مثالا عايشته بنفسي يدلل علي ان السوق المصري فيه نموذج رجل الأعمال "الأدبي" الذي اتحدث عنه فأنا اعرف احدي الشركات كانت تمتلك أرضا بمساحة كبيرة في التجمع الخامس وتقدمت لها شركة خليجية لشراء الأرض بسعر خيالي ولكن الشركة رفضت وأخذت علي نفسها التزاما أدبيا باستخدام هذه الأرض في إنشاء مشروع عقاري علي الرغم من أن المشروع العقاري ربحه غير مضمون كبيع الأرض ويتحمل فيه المستثمر المخاطر المختلفة كارتفاع أسعار البناء.