التذبذبات التي تشهدها البورصة المصرية حاليا وضعت المستثمرين في حيرة كبيرة.. وتوقع الخبراء أن تتراجع حدة الهبوط خلال الأسبوع الحالي مؤكدين أن التباطؤ في الأداء سيكون عنوان السوق طيلة الفترة المقبلة حتي تعود الثقة للمستثمرين من جديد . واشاروا الي ان الهبوط العنيف للسوق غير الحالة النفسية للمتعاملين من حلم الاستثمار بهدف تحقيق حلم الثراء السريع الي الخوف والحذر وادي الي وجود مراكز خاسرة علي مستويات سعرية مرتفعة من المتوقع أن تشكل ضغطا علي اي صعود سريع للسوق. وأضافوا أن السيولة موجودة في السوق لكنها تراجعت عن ذي قبل وذلك نتيجة الاكتتابات وزيادة رءوس أموال الشركات مؤكدين علي ضرورة أن تبدأ المؤسسات بالشراء لتعود ثقة المستثمرين في السوق من جديد. أشار خالد الجندي محلل أسواق المال الي ان السوق لا ينقصه الحوافز في الفترة الحالية لاستعادة اتجاهه الصعودي مع اعلان العديد من الشركات عن انباء ايجابية خاصة فيما يتعلق بالارباح او التوزيعات النقدية او المجانية او حتي الاحداث الجوهرية. وأضاف ان ما يعيب السوق في الوقت الحالي هو عدم تأثره بالاخبار والاحداث المتعلقة بالاسهم وعدم استجابته لها بصورة كبيرة وهو ما لم يكن موجودا من قبل الي جانب ان المؤشر الرئيسي للبورصة بدأ عدم الاستجابة لنقاط فنية معينة خاصة في ظل غياب نشاط الأسهم القيادية واتجاه كثير من المستثمرين الي المضاربة علي الأسهم الصغيرة كما يطلق عليها البعض (أسهم الجيمات) ومعظمها شركات خاسرة وعلي وشك الافلاس. ويشير إلي أنه من المفروض في أي بورصة في العالم عندما يحدث هبوط أو تذبذبات بالبورصة أن يلجأ المتعاملون إلي شراء الأسهم الدفاعية ذات الملاءة المالية العالية ومنخفضة القيمة وذات كوبون مرتفع ولكن بالطبع الحل السهل بالنسبة الي البعض هو اللجوء إلي أسهم الجيمات لكي يخسروا البقية المتبقية من أموالهم. ودعا المستثمرين الي عدم الانجراف نحو البيع في حالة استمرار الحركة التصحيحية وحالة التذبذب الحاد للسوق مؤكدا أن مؤشر الأسعار يجب ألا يقلق صغار المستثمرين، ويجب أن يسير المتعاملون مع اتجاه السوق بالشراء مع بداية الصعود والبيع وجني الأرباح وعدم الوقوف ضد اتجاه السوق. وأشار الي أنه علي المستثمر الواعي في ظل تذبذبات الأسعار الحالية أن يقوم بتعديل محفظته بالتخلص من الاسهم الضعيفة حتي لو كانت رابحة لان هذه الاسهم ستهوي به في أي وقت اما السهم الجيد حتي ولو كان من الاسهم الخاسرة او مرتفعة السعر فينمو مع الوقت كما انه يعود الي سابق مسيرته الجيدة مرة أخري إذ إنه في كثير من الحالات يكون المركز المالي للشركة المصدرة للأوراق المالية قويا، ولكن سعر السهم المصدر والمتداول في البورصة يتجه للانخفاض نتيجة عوامل المضاربة . وطالب المستثمرين بعدم الانفعال في القرارات الاستثمارية في البيع أو الشراء خاصة أن السوق يحتاج الي قوة دعم وسيولة كبيرة تساعده علي الخروج من الهبوط الحالي. مؤامرة ومن جانبه اتفق محمد عبد القوي محلل أسواق المال مع الرأي السابق مؤكدا أن السوق يسير بعيدا عن كل التوقعات لاسيما في الوقت الحالي مشيرا الي أن أهم ما يعيب البورصة المصرية هو استمرار سيطرة الافراد علي التعاملات الذين يتحركون في كثير من الاحيان بعشوائية رغم خبرة البعض منهم. وأضاف ان التباطؤ في الأداء سيكون عنوان السوق طيلة الفترة المقبلة حتي تعود الثقة للمستثمرين خاصة أن التعاملات شهدت حالة التوهان والتردد من جانب المستثمرين . وتوقع أن تشهد تعاملات الاسبوع الحالي استمرار حالة الترقب الحذر نحو الشراء حيث إن الهبوط العنيف للسوق قام بتغيير الحالة النفسية للمتعاملين من حلم الاستثمار بهدف تحقيق حلم الثراء السريع الي الخوف والحذر. واكد أن صغار المتعاملين في البورصة المصرية يتعرضون في الآونة الأخيرة لمؤامرة قد تصيب البورصة بحالة من التراجع، فالمئات من هؤلاء المتعاملين قليلي الخبرة يتعرضون لحالة من الخداع المنظم الذي يقف وراءه الكبار في هذه السوق ويقومون بإحداث صعود مفتعل لبعض الأسهم مما يدفع صغار المتعاملين إلي شرائها، ثم يتخلص المضاربون من هذه الأسهم الرديئة، ومن يحصل عليها يعاني خسائر هائلة، هي لعبة أسهم "الجيمات" كما يطلق عليها في البورصة المصرية . وقال إيهاب حسنين المدير التنفيذي لإحدي شركات تداول الأوراق المالية إن من أكثر الامور الغريبة في البورصة المصرية علي الرغم من التذبذبات التي تشهدها السوق في الوقت الحالي لجوء صغار المتعاملين إلي شراء أسهم الصغيرة . ونوه الي أن استمرار المضاربات علي تلك الأسهم هو السبب الرئيسي لاستمرار التذبذب في البورصة المصرية في الوقت الحالي واعتبر أن هذه الظاهرة غير صحية وتقلل من كفاءة السوق وقوته خاصة في ظل عزوف المستثمرين عن الأسهم القيادية ذات المراكز المالية الجيدة وتهافتهم علي اسهم المضاربات.