شهدت البورصة المصرية الاسبوع الماضي موجة من التراجعات القوية كنتيجة مباشرة للهزة العنيفة التي اصابت القطاع المالي العالمي مؤخراً بعد اعلان رابع بنك استثماري في الولاياتالمتحدة عن افلاسه . و برغم ان السوق المصري يعتبر سوقاً واعداً يتضمن اسهما تتداول بأسعار منخفضة تغري بالشراء الا ان الهبوط الحاد في البورصات الغربية قد دفع صناديق تقليل المخاطر و الصناديق التي توجه استثماراتها الي الاسواق الناشئة الي البيع في هذه الاسواق بما في ذلك مصر، حتي يتسني لهم تغطية خسائرهم في اسواقهم. واختلف العاملون في السوق حول الفترة اللازمة لتعافي البورصة المصرية ففي حين أكد البعض أن هبوط البورصة المصرية هذه المرة لأسباب خارجية تأثرا بحالة أسواق المال في العالم وليس لأسباب داخلية متعلقة بالشركات او بالاقتصاد بما يجعل فرص التعافي السريع للبورصة قائمة. فيما يري اخرون أن الاقتصاد الامريكي يمر بحالة ضعف وبالتالي سيكون لذلك تأثير علي جميع الاسواق العالمية بما فيها السوق المصري ذلك لأنه من أكثر الأسواق الناشئة في منطقة الشرق الأوسط تأثرا بما يحدث في الأسواق العالمية بحكم انفتاح السوق المصري علي العالم إضافة الي إدراج العديد من الشركات المصرية في بورصة لندن. أسهم المضاربات أشار علي رزق المدير الاقليمي لشركة بايونير لتداول الاوراق المالية إلي أن أزمة القطاع المالي في الولاياتالمتحدة هزت جميع أسواق المال في العالم بما فيها أسواق المال الاوروبية التي أدت الي هبوط حاد لشهادات الايداع للشركات المصرية المتداولة ببورصة لندن علي رأسها شهادات أوراسكوم للانشاء وأوراسكوم تليكوم والبنك التجاري الدولي التي أنعكست سلبا علي أداء مؤشرات البورصة المصرية الرئيسية . وأوضح أن الهبوط الحاد أيضا الذي أصاب أسواق المال في الخليج خلال الاسبوع الماضي ساعد علي ايجاد حالة نفسية سلبية لدي المستثمرين بسوق الاسهم المصرية مما أدي إلي عمليات البيع العشوائي لدي المستثمرين خاصة الافراد. ولفت رزق الي ان استحواذ الافراد علي مجريات التداول في ظل غياب دور المؤسسات أدي الي حالة من عدم الاستقرار في البورصة لا سيما مع العشوائية التي تتسم بها تعاملات الافراد . واكد ان علاقتنا كسوق ناشئ تتأثر بشكل اساسي بأي انخفاضات قد تحدث في البورصات العالمية لان الاموال الكبيرة التي تتحكم في البورصات العالمية تتحكم أيضا في الاسواق الناشئة ولكن من المتوقع ان يحدث صعود تصحيحي بعد موجة الهبوط التي شهدتها البورصة. وشدد علي اهمية قيام هيئة سوق المال بتشجيع المؤسسات والصناديق في السوق من خلال تسهيل تأسيس صناديق جديدة لعمل توازن بين تعاملات الافراد والمؤسسات في السوق ونبه الي ان صناعة صناديق الاستثمار وادارة الاموال لم تأخذ حقها في السوق المصرية مقارنة بالاسواق الاخري كما ان نسبتها الي عدد السكان في مصر محدود للغاية، مشيرا الي ان صناديق الاستثمار تقود الاقتصاد العالمي حاليا حالة الفزع وأضاف محمد تلباني سمسار باحدي شركات تداول الاوراق المالية أن هبوط البورصة المصرية هذه المرة لاسباب خارجية تأثرا بحالة أسواق المال في العالم وليس لاسباب داخلية متعلقة بالشركات او بالاقتصاد بما يجعل فرص التعافي السريع للبورصة قائما. وتوقع أن تتراجع حدة الهبوط خلال الأسبوع الحالي غير أن التباطؤ في الأداء سيكون عنوان السوق طيلة الفترة المقبلة حتي تعود الثقة للمستثمرين .. مطالبا بضرورة أن يكون لشركات السمسرة والشركات المقيدة في البورصة المصرية دور فعال في محاولة تهدئة جموع المستثمرين لكسر موجة الانخفاض التي يمر بها السوق في الوقت الحالي مؤكدا أن البورصة بوجه عام تعتبر مرآة تعكس الاحداث السياسية والاقتصادية علي الصعيدين المحلي والدولي وينعكس ذلك علي اسعار الاوراق المالية المتداولة. وطالب بضرورة الاسراع بمؤشر كاس 50 للقضاء علي أزمة تأثير سهمين فقط في حركة السوق ككل مؤكدا ان فكرة انشاء كاس 50 كمؤشر جديد للشركات الصغيرة والمتوسطة الي جانب المؤشر العام للبورصة كاس 30 الذي يضم الشركات ال30 الاكثر نشاطا هي خطوة ايجابية من شأنها ان تعطي الصورة الواضحة والحقيقية لاداء السوق الذي لم يحدد اتجاهه بعد حتي الان سواء بمواصلة الارتفاع او الانخفاض مرة اخري عمليات بيع ومن ناحيته اكد ايهاب تادرس محلل مالي أن البورصة المصرية شهدت عمليات بيع من قبل المستثمرين الاجانب والعرب خلال تعاملات الاسبوع الماضي في محاولة لجني مكاسب أو تسييل أجزاء من محافظهم لدعم مراكزهم التي اهتزت بقوة في أسواقهم أو أسواق أخري. وأكد إن الاضطربات التي حدثت في الأسواق العالمية جعلت المستثمرين متحفزين للبيع مما أوجد اتجاها صريحا من جانب الأجانب والعرب للقيام بجني أرباح أو إيقاف خسائر ويستدل علي ذلك أن أغلب العمليات متمركزة في محفظة الأجانب وعلي رأسها سهم أوراسكوم تليكوم الوزن النسبي الثقيل وأشار الي أن الاقتصاد الامريكي يمر بحالة ضعف وبالتالي سيكون لذلك تأثير علي جميع الاسواق العالمية بما فيها السوق المصري لانه من أكثر الأسواق الناشئة في منطقة الشرق الأوسط تأثرا بما يحدث في الأسواق العالمية بحكم انفتاح السوق المصري علي العالم اضافة الي ادراج العديد من الشركات المصرية في بورصة لندن وأشار إلي ان هناك حالة من التخبط والخوف مسيطرة علي قرارات المستثمرين المصريين في الوقت الحالي خاصة بعد كسر مؤشر كاس 30 لمستوي 7500 نقطة وتوقع أن تشهد البورصة المصرية خلال الفترة المقبلة تحركا بشكل عرضي ما بين مستوي 7000 نقطة و7500 نقطة مؤكدا ان ما يعيب البورصة في الوقت الحالي هو وجود ارتباط نفسي كبير من قبل المستثمرين بين أسعار أسهم شهادات الايداع الدولية وتحركاتها سواء بالصعود أو الانخفاض وحركة اسعار الأسهم في البورصة المصرية تأثير قوي فيما اختلفت مي امام محلل مالي مع الرأي السابق مؤكدة انه لا توجد علاقة قوية بين تحركات شهادات الايداع الدولية سواء انخفاضا او ارتفاعا باسعار الاسهم المصرية حيث ان الحركة بطيئة للغاية في سوق شهادات الايداع الدولية. وأكد انه في حالة تقييم السوق وفقا للتحليل المالي فان تذبذبات الاسعار التي يشهدها السوق في الوقت الحالي غير مبررة خاصة وأن اخبار الشركات المدرجة بالبورصة المصرية جاءت كلها ايجابية حيث حققت الشركات ارباحا خلال النصف الاول من العام وهناك توقعات بتحقيق الشركات لارباح جيدة خلال الربع الثالث من العام الحالي .