ينتظر أن تنطلق بعد غد الاجتماعات الدورية للمصرف الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث تتفاوت التقديرات حيال القرار الذي قد يتخذه المجتمعون بالنسبة لأسعار الفائدة في الولاياتالمتحدة مع ترجيح الخبراء بألا يتم إجراء المزيد من الخفض علي النسب الحالية. غير أن البارز كان توجيه عدد من المراقبين انتقادات كبيرة لعمل المصرف خلال الفترة الماضية معتبرين أنه أخطأ في المسارعة إلي خفض الفائدة طوال الاشهر الماضية لوقف انهيار القطاع المالي في البلاد، وذلك بعدما عكست الخطوة ارتفاعا كبيرا في التضخم وتراجعا بأسعار صرف الدولار. ومن المتوقع أن يثبت مجلس إدارة المصرف الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة التي استقرت عند مستوي 2% دون تعديل، وذلك للمرة الأولي منذ سبتمبر الماضي عندما بدأت عمليات تعديل الفائدة. ويستخدم المصرف سلاح نسب الفائدة للتحكم في تدفق السيولة إلي الاسواق، وذلك برفعها، الأمر الذي يجعل الاقراض أمرا صعبا، ويتسبب بانكماش رءوس الأموال، أو بخفضها، وبالتالي تسهيل دخولها الاسواق. وتتفاوت آراء الخبراء حيال الخطوة المنتظرة للمصرف مستقبلا، حيث يتوقع البعض أن يبدأ مجلس إدارته بمناقشة احتمال رفع الفائدة اعتباراً من الصيف الجاري، وذلك لمواجهة موجة التضخم الحالية في الاسواق الأمريكية والعالمية، بينما يتوقع البعض أن تأخذ الخطوة المزيد من الوقت. ولكن التضخم بدأ يجر انتقادات علي المصرف الذي يري بعض الخبراء أن مسارعته إلي خفض الفائدة خلال الفترة الماضية تسببت بأضرار كبيرة للاقتصاد، ويقول ريتش ياماروني، مدير الابحاث الاقتصادية لدي مؤسسة "أرجوس" المصرف الاحتياطي الفيدرالي مسئول جزئيا عن ارتفاع أسعار المواد الأولية وانخفاض الدولار. ويشير الخبراء في الاطار عينه إلي أن الخطأ الذي ارتكبه المصرف يتمثل في عدم خفض الفائدة لمواجهة أزمة الرهن العقاري عام 2007 بنسبة كافية، الأمر الذي أرغمه علي خفض الفائدة بسرعة خلال ،2008 وايجاد موجة تضخمية بسبب عدم قدرة السوق علي اسيعاب التغيرات. ويوضح مارك زندي، كبير خبراء مؤسسة "مودي" المالية ذلك بالقول: "لو أن صناع القرار كانوا أكثر اندفاعا في خفض الفائدة خلال الربع الأخير من العام الماضي لما كان النظام المالي والاقتصاد الأمريكي قد بلغا هذا الوضع. إلا أن ديفيد ويس، كبير خبراء الاقتصاد لدي مؤسسة "ساندرد أند بورز" المالية رأي أن قرارات المصرف الماضية كانت "مبررة"، مبديا تشاؤمه حيال مستقبل الاقتصاد الأمريكي الذي اعتبر أن الأسوأ في مرحلة ركوده "لم يمر بعد" علي حد تعبيره.