انتهي السباق الاصغر في انتخابات الرئاسة الامريكية بفوز باراك اوباما ذي الاصول الافريقية علي سيدة البيت الابيض السابقة هيلاري كلينتون.. هذا علي مستوي الحزب الديمقراطي الذي شهد المرشحان الرئيسيان له في المنافسة علي كرسي الرئيس سجالا حادا ومعركة ممتدة الاطراف علي مدي الشهور الماضية. قال اوباما ما شاء ان يقول في حق السيدة كلينتون.. هاجمها بشدة وشرح سلبيات شخصيتها.. واظهر خلال حملته الانتخابية انه الأحق والاولي بترشيح الحزب الديمقراطي له لخوض المنافسة النهائية علي كرسي رئيس الولاياتالمتحدة ضد "ماكين" الجمهوري المحافظ الذي يقترب في سياساتها كثيرا من الرئيس الحالي جورج بوش.. وان كان بوش كرئيس ليس له نظير في سلسلة الرؤساء الامريكيين باعتباره الاسوأ علي الاطلاق كما يقول بذلك المراقبون الامريكيون ذاتهم. في نهاية السباق الديمقراطي، فاز اوباما بترشيح الحزب واعلنت هيلاري خروجها من السباق ودعت انصارها الي تأييد اوباما لزيادة فرص انتخابه في المنافسة او السباق الاكبر المقرر في نوفمبر المقبل لتحديد من هو رئيس الولاياتالمتحدة للسنوات الاربع المقبلة. المهم هنا هو الروح التي تتميز بها الحملات ذات الطابع الديمقراطي حيث لا مكان للعداء، وحيث لا تتحول المنافسة الحزبية الي نوع من العداء والتسلط لدي المرشحين للقيادة.. ربما ترفض بعض القواعد اختيار القيادات.. ولكن من يتصدي للقيادة ينبغي ان يتحلي بالروح الرياضية في المنافسة فيقر المهزوم بهزيمته دون ضغينة. في واقعة هيلاري واوباما، دعت هيلاري انصارها الي الانضمام اليها في مساعدة اوباما علي التغلب علي المرشح الجمهوري والوصول الي البيت الابيض. وفق استطلاعات الرأي قال 60% من انصار كلينتون انهم سينضمون اليها في تأييد "اوباما" ودعمه حتي الوصول الي البيت الابيض بينما قال 17% من انصارها انهم سيذهبون بأصواتهم الي المرشح الجمهوري ماكين ولن يعطوا اصواتهم لباراك اوباما. هؤلاء في الاغلب يرفضون ان يرأس بلادهم رئيس اسود للمرة الاولي في تاريخها، وهم يفضلون ماكين الابيض الاكثر ابتعادا عن سياسة الحزب الديمقراطي علي اوباما الاسود الذي يقترب كثيرا من هيلاري التي خسرت السباق. اما نسبة 22% من انصار هيلاري فهم غاضبون وقرروا انهم سيمتنعون عن التصويت احتجاجا علي عدم ترشيح هيلاري ضد ماكين. طبعا هذه الارقام قابلة للتغيير خلال الفترة المقبلة مع تقدم الحملة الانتخابية بين الحزبين الكبيرين. المهم هنا هو ادراك الفرق الكبير بين توجهات النخبة التي تدرك معني القيادة ومقتضياتها.. وبين توجهات العامة الذين تتحكم فيهما العواطف نوعا ما.