خلال الفترة الأخيرة شهد سعر صرف الدولار حالة من التراجع سواء بالسوق المحلية أو امام باقي العملات الاجنبية الاخري ومنها اليورو والاسترليني والين الياباني، وهو ما يثير تساؤلا مهما بالنسبة للمتعاملين في بورصة الأوراق المالية عن إمكانية تأثير ذلك علي الأسهم الدولارية المقيدة بالبورصة. من جانبهم اكد عدد من خبراء المعاملات الدولية ومسئولي الاستثمار بالبنوك ان هناك علاقة مباشرة بين تراجع سعر صرف الدولار وانخفاض ربحية الاسهم الدولارية مؤكدين أن التأثير يكون اعنف في حالة الاسهم التي تصعد بشكل طفيف وبالتالي فإن تراجع الدولار قد يلتهم كل الربحية ويجور علي رأس المال. وأضافوا ان الفترة الحالية تتسم فيها الاسهم الدولارية بحالة من الهدوء والاستقرار علي مستوي التعاملات في البورصة نظرا لوجود اتجاه قوي لرفع أسعار الفائدة الامريكية لمواجهة التضخم وهذا سيجعل المستثمر يقارن بين الاستثمار في البورصة عالي المخاطر وبين الاتجاه بأمواله للبنوك عديمة المخاطر. وأكدوا أن الاسهم الدولارية بطبيعتها أسهم غير شعبية لأن غالبية المستثمرين المتعاملين بالسوق يتجهون إلي الأسهم المتداولة بالجنيه المصري وذلك لأن مسألة توفير الدولار لكل العملاء ليست بالامر السهل وبالتالي فإن كبار المستثمرين هم الأكثر استثمارا في أسهم الدولار. في البداية يقول أيمن وردة نائب مدير غرفة المعاملات الدولية ببنك الاسكندرية سان باولو إن تراجع سعر صرف الدولار بدون شك يكون له تأثير مباشر علي الأسهم الدولارية والمستثمرين فيها مشيرا إلي أن انخفاض الدولار قد يقلل من ربحية المحفظة الاستثمارية. ويستطرد قائلا: فعلي سبيل المثال إذا حققت محفظة الاوراق المالية لأحد المستثمرين مكسبا بنسبة 5% ثم حدث وتراجع سعر صرف الدولار بنفس النسبة بالتالي لا يكون هناك أية أرباح محققة. ويري أيمن وردة أن تراجع سعر صرف الدولار قد لا يكون تأثيره قويا علي الاسهم الدولارية المتداولة في البورصة والسبب في ذلك ان العائد الذي يحصل عليه المستثمرون في مثل هذه الاسهم ومن بينها القابضة الكويتية والنعيم وغيرهما، عادة ما يكون أعلي بكثير من انخفاض سعر صرف الدولار. ويضيف قائلا: ولكن في الحالات التي تصعد فيها أسعار الاسهم الدولارية بشكل طفيف أو ضعيف يواكب ذلك حدوث تراجع ملحوظ في سعر الدولار فإن التأثير قد يكون أكبر لأنه ينجم عن ذلك تكبد محافظ الاوراق المالية الدولارية بعض الخسائر. ويري ايمن وردة أن الفترة الحالية تتسم فيها الاسهم الدولارية بحالة من الهدوء والاستقرار علي مستوي التعاملات في البورصة وقد يرجع ذلك لوجود اتجاه قوي في الاقتصاد الأمريكي لرفع أسعار الفائدة لمواجهة ارتفاع التضخم مؤكدا ان هذا الاجراء سوف يجعل المستثمر يقارن بين جانبين أولهما الاستثمار في البورصة وثاينهما امكانية الاتجاه بأمواله إلي البنوك. ويضيف قائلا: وينطبق ذلك علي الاسهم الدولارية المتداولة في البورصة المصرية حيث جرت عمليات جني أرباح كثيرة علي هذه الاسهم مؤكدا انه زاد من حالة استقرار هذه الاسهم ارتفاع معدلات التضخم بالسوق المصرية. ويقول أيمن وردة إن الاسهم الدولارية بطبيعتها ليست أسهما شعبية، فمعظم المستثمرين في السوق يتجهون إلي الاسهم المتداولة بالجنيه المصري وذلك لأن مسألة توفير الدولار لكل العملاء والمستثمرين للاستثمار في الاسهم الدولارية ليس بالأمر السهل مؤكدا أن كبار المستثمرين هم الأكثر اتجاها للاستثمار في أسهم الدولار وبالتالي يكون حجم التعامل علي هذه الاسهم منخفضا بعض الشيء مقارنة بالاسهم الاخري. ويضيف وردة ان غالبية الاسهم الدولارية الموجودة والمقيدة في البورصة المصرية عبارة عن أسهم مالية، وتعتمد في المقام الاول علي التحليلات المالية وبالتالي لا يوجد عليها مضاربات لأنها لا تتأثر بالشائعات التي يطلقها المستثمرون من وقت لاخر علي الاسهم العادية. ويتفق مع الرأي السابق تامر يوسف رئيس غرفة المعاملات الدولية والخزانة بالبنك الاهلي اليوناني قائلا: ان هناك علاقة قوية بين الاسهم الدولارية الموجودة والمتداولة بالبورصة وبين أي تراجع في سعر صرف الدولار بالسوق، ذلك أن مستثمري الاسهم الدولارية يتعرضون لمخاطر سعر الصرف. ويستطرد قائلا: فإذا حدث انخفاض في سعر الصرف بالسوق فهذا يعني بالضورة تحقيق خسارة أو انخفاض في ربحية الاسهم الدولارية. ويعود تامر يوسف ليشير إلي نقطة غاية في الاهمية قائلا ان أسعار الفائدة علي الدولار الامريكي حاليا تدور في فلك ال 2%، في حين ان الفائدة أو الربحية علي الأسهم الدولارية وخاصة التي تقوم بتوزيع كوبونات تتراوح تقريبا ما بين 8 و 12%. ويضيف قائلا: وبالتالي فالمستثمرون يحتفظون عادة بالأسهم الدولارية مادامت أنها تحقق لهم عوائد ومعدلات ربحية مرتفعة عن طريق الكوبونات مقارنة بالفائدة البنكية المخفضة وان كانت الاخيرة خالية أو عديمة المخاطر. ويذكر تامر يوسف ان هناك معدل مخاطر معينا وفي حالة تجاوز هذا المعدل يبدأ المستثمرون في التفكير جديا لبيع الاسهم الدولارية والتخلص منها مشيرا إلي أنه رغم تراجع سعر صرف الدولار خلال الفترة الماضية إلا أن ربحية الاسهم الدولارية المتداولة في البورصة مازالت أكبر من نسبة تراجع سعر الصرف. وردا علي سؤال عن وضع الاسهم الدولارية بالبورصة ومدي اقبال المستثمرين علي التعامل فيها أوضح تامر يوسف ان هذه الاسهم عادة ما تلق اقبالا متزايدا من جانب فئة كبار المستثمرين خاض ان هناك شركات واعدة ومن بينها النعيم والقابضة الكويتية. ويضيف قائلا: ان التنويع في المحفظة المالية من الامور الضرورية وبالتالي يجب أن تتضمن المحفظة اسهم بالجنيه المصري بالإضافة إلي الاسهم الدولارية مؤكدا ان المسئول عن ادارة المحفظة هو الذي يحدد نسبة الدخول في كل من الاسهم العادية والدولارية. ويذكر تامر يوسف ان المستثمرين من العرب والاجانب هم من أكثر الفئات اتجاها للاستثمار في الاسهم الدولارية بعكس المصريين الذين يتجهون عادة إلي الاسهم بالجنيه المصري. ومن جانبه يري عادل سعدالدين نائب المدير العام ومدير ادارة الاستثمار والأوراق المالية ببنك العمال المصري ان تراجع أسعار صرف الدولار بدون شك يسهم بشكل أو باَخر في تخفيض ربحية الاسهم الدولارية رغم عدم تراجع سعر السهم علي شاشة التداول. ويضيف أن هناك مخاوف عادة ما تصيب مستثمري الاسهم الدولارية المتداولة في البورصة يأتي علي رأسها مخاطر أسعار الصرف وذلك لأن تراجع سعر صرف الدولار عادة ما يؤثر بالسلب علي ربحية هذه الاسهم. ويستطرد عادل سعد الدين قائلا: كما أن تراجع سعر الدولار يجعل المستثمرين يحجمون عن الاستثمار في هذه الاسهم لأنهم يتخوفون من تحويل الجنيه المصري إلي الدولار بغرض شراء الاسهم الدولارية ثم يتراجع سعر الصرف بعد ذلك مما يلحق بهم خسائر فادحة. ويري سعد الدين أن الاستثمار في الاسهم الدولارية له مزايا كثيرة من ابرزها ان المستثمر يقوم باستثمار امواله في عملة عالمية حيث تعتبر مخزنا للقيمة ولكن إذا كانت هذه العملة ينتابها تراجع قوي فإن المستثمر يلجأ في هذه الحالة لعدم الاستثمار في مثل هذه النوعية من الاسهم لعدم التعرض لخسائر فادحة. ويقول سعد الدين ان هناك فئات من المستثمرين تلجأ إلي الاسهم الدولارية لأنها مازالت اسعارها رفيعة أو منخفضة ومن بين هذه الاسهم القابضة الكويتية وفيصل الاسلامي والنعيم رغم أن هذه الشركات تتمتع بقوة مراكزها المالية وتحقيق معدلات عالية من الأرباح.